يعتقد كثيرون أن روح الأخوة بدأت تعود بين أبناء النوبة وأبناء قبيلة بني هلال في أسوان بجنوب مصر، وبدت مؤشرات إتمام اتفاق المصالحة بين قبيلتي بني هلال والدابودية واضحة عبر تصريحات الطرفين وما يجرى على أرض أسوان من مظاهر الاستقرار الأمني واللقاءات الأخوية التي عادت لتجمع بين طرفي الأزمة في مكان واحد بعد انقطاع بدأ مع تفجر الأزمة قبل أسبوع مضى . وفيما أكدت مصادر مقربة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ، أن الإمام الأكبر سيصل إلى أسوان بعد غد السبت لرعاية اتفاق المصالحة بحضور رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب ، قام محافظ أسوان اللواء مصطفى يسرى بتقديم واجب العزاء في وفاة رجب خليل من قبيلة الدابودية وعبد الرءوف حمادة من قبيلة بني هلال بجمعية جبل شيشة بالشلال يرافقه وفد القبائل العربية وعبد الله مبارك رئيس الاتحاد النوبي العام. وكان في استقبال المحافظ والمرافقين أبناء القبلتين، وقد أشاد المحافظ بروح الأخوة والودالتي كانت تجمع بين الفقيدين وكذلك ذويهم ليعكس ذلك التماسك والتآلف بين كافة أطياف المجتمع الأسواني الذي كان ومازال جبهة واحدة ضد العنف والتعصب والقبلية، لافتاً إلى أن ذلك "ساهم بشكل كبير في احتواء الفتنه الأخيرة بين القبيلتين والتي تعتبر حدث عارض سيتم تجاوزه من خلال حكمة وحنكة كافة قيادات القبائل الأسوانية". والجدير بالذكر أنه تم تشييع جثماني الفقيدين في جنازة واحدة ودفنا في قبرين متجاورين، فالحاج رجب خليل الدابودى/ 60 عاما / الذي كان يعمل بشركة المقاولون العرب قد وافته المنية مصاباً بسكتة قلبية بعد ساعتين فقط لحزنه الشديد على وفاة صديق عمره وجاره بمنطقة الشلال الحاج عبدالرؤوف حمادة الهلالي / 65 عاما / والذي كان يعمل بميناء السد العالي حيث توفى مصاباً بجلطة دموية مفاجئة . وأشار زكى إدريس من قبيلة الدابودية وأحد أهالي المنطقة إلى أن الرجلين "كانا نموذجاً للصداقة والأخوة والجيرة الطيبة وكذلك أهالي الشلال سواء من الدابودية أو الهلالية الذين يعيشون لأكثر من 150 عاما في هذه المنطقة كأسرة واحدة سواء في السراء والضراء ولم نعرف من قبل الفرق بين النوبي والهلالي". وأكد أن "هناك قواعد للتعامل بين كافة العائلات ومنها عند حدوث أي مشكلة يتدخل على الفور الكبير لردع الصغير منعاً لتجاوز أي حدود أو زعزعة العلاقات الودية بين أهل المنطقة". وفي سياق متصل، رفض عبد المنعم حامد من قبيلة بني هلال و أحد أهالي المنطقة التفرقة بين أهل أسوان وتأجيج العصبية والقبلية "لأن الجميع مصريين و ليس بينهم ما يستدعى التناحر أو الوقوف في وجه بعضهم بالسلاح". وأشار إلى أن جمعية جبل شيشة التي يتلقون فيها العزاء للفقيدين هي دار مناسبات مشتركة لجميع أهل المنطقة التي تحتاج إلى المزيد من التنمية وإتاحة فرص عمل لشبابها حتى لا يتكرر ما حدث . وقال مواطنون نوبيون من أهل الدم - أي اسر ضحايا الأحداث - خلال لقائهم والشريف إدريس الادريسى رئيس الرابطة العالمية للسادة الأشراف الأدارسة أن أسوان للجميع وتتسع لكل المصريين وأن أبناء النوبة وبني هلال تجمعهما علاقات أخوة وجيرة وصداقة على مر العقود الماضية وأن ما جرى غريب عليهم، وان ما جرى فتنة كبرى حركها طرف ثالث . وقال رموز من قبيلة بني هلال إن أهل النوبة جاورهم لعشرات السنين في جو من الود والمحبة، وأن ما جرى أمر غريب على المجتمع الأسواني مرحبين بكافة جهود المصالحة ، وقال أحد أبناء بني هلال خلال اجتماع لتمديد التهدئة استضافته ساحة السادة الأشراف الأدارسة وسط مدينة أسوان بحضور وفد المجلس الأعلى للقبائل العربية إن أصدقائه النوبيين يتواصلون معه عبر الهاتف للاطمئنان عليه في كل يوم، وقال شيخ نوبي أنه على اتصال بأصدقائه من رجال بني هلال "ساعة بساعة". ومن جانبه، أكد الإدريسي انه تم الاتفاق علي "الالتزام الكامل بالتهدئة من الطرفين، إخواننا الدابودية وبني هلال خلال الفترة الحالية وسوف يقابل اي خروج عن هذا الالتزام لأي من الطرفين بمنتهي الحسم والحزم". وأشاد بدور الأمن في الفترة الماضية وأعرب عن أمله في استمرار هذه الجهود، حيث فوضت لجنة الصلح رجال الأمن في اتخاذ كل ما يرونه مناسبا للقضاء على هذه الفتنة بين أبناء الدابودية وبني هلال. إلى ذلك بلغت نسبة الإشغال السياحي في اسوان 16 بالمئة، ونفى العميد حسنى حسين مفتش مباحث السياحة والآثار بجنوب الصعيد ما تردد عبر بعض وسائل الإعلام عن توقف حركة السياحة النيلية بين الأقصروأسوان بسبب الأزمة بين قبيلتي بني هلال والدابودية، موضحا أن هناك 26 باخرة سياحية تقوم برحلاتها النيلية بين الأقصروأسوان بشكل طبيعي وعلى متنهما 1005 سائحين من جنسيات مختلفة .