عندما طالبت في هذا المكان منذ نحو أسبوع بأن تتقدم مصر بمرشح احتياطي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية بدلا من الدكتور مصطفي الفقي الذي كان الرأي قد استقر علي أن يكون هو مرشح مصر للمنصب كانت وجهة نظري صحيحة بنسبة مائة في المائة. فإصرار السودان الشقيق علي الاعتراض علي الدكتور الفقي أضعف موقفه تماما. ولم يكن من الممكن لمصر ان تغضب الخرطوم في الوقت الذي تحتاجها فيه للتنسيق معا بالنسبة لمشاكل مياه النيل. ويبدو أن الشقيقة قطر كانت تساند السودان عمليا وليس قولا. بدليل أنها ظلت متمسكة بمرشحها للمنصب عبدالرحمن العطية حتي آخر لحظة. وبمجرد اعلان مصر سحب ترشيحها للدكتور الفقي قررت قطر سحب مرشحها والتنازل لمصر عندما رشحت الدكتور نبيل العربي للمنصب فتم الاجماع عليه. وقد أعلن الشيخ حمد بن جاسم رئيس وزراء قطر ووزير خارجيتها أن المجلس الأعلي للقوات المسلحة المصري تلقي تأكيدات من أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني بأنه لا خلاف علي المنصب بين مصر وقطر وأن هذه الاشكالية ستحل لمصلحة مصر.. وهذا ما حدث بالفعل. ومن هنا توجه رئيس الوفد السعودي في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالشكر لمصر وقطر علي تساميهما في مجال شغل المنصب حفاظا علي التضامن العربي.. وكانت قطر قد اعلنت انها فعلت ذلك تقديرا لمصر ولثورة 25 يناير. من هنا وجب علينا نحن المصريين ان نتوجه بالشكر لجميع الدول العربية دون استثناء لهذا الموقف الايجابي من مصر ولثورتها التي اسقطت نظاما كثيرا ما أحدث توترا شديدا في العلاقات مع العرب وخاصة دولة قطر الشقيقة. كل ما نرجوه أن يكون اختيار الدكتور نبيل العربي امينا عاما للجامعة العربية فاتحة خير علي العلاقات العربية العربية لتكون اكثر ترابطا وقوة وتعاونا في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والثقافية.. وفاتحة خير أيضا لموقف عربي قوي وموحد تجاه القضايا الشائكة وفي مقدمتها قضية فلسطين التي نأمل ان تشهد تحولا لصالح الفلسطينيين خلال الفترة القادمة. أما بالنسبة للدكتور مصطفي الفقي فإن الرجل كان يري في نفسه انه يستحق ان يحتل منصبا مرموقا.. وكم تمني أن يكون وزيرا للخارجية المصرية في عهد النظام السابق لكن ذلك لم يتحقق لاسباب لا يعرفها الا هو شخصيا.. ثم رأي أن منصب الامين العام للجامعة العربية يحقق له طموحه وأنه الاقرب للفوز به بعد ترشيح مصر له رغم اعتراض فئات كثيرة من المجتمع علي ذلك. وسعي بنفسه الي الدول العربية فسافر لعدة عواصم لاقناعها باختياره.. لكن الرياح لم تأت بما تشتهيها السفن.. وانطبق عليه قول امير الشعراء احمد شوقي: وما نيل المطالب بالتمني.