تصاعدت الضغوط على مصر لاختيار مرشح بديل للدكتور مصطفى الفقي لمنصب الأمين العام لجامعة الدول العربية خلفا للأمين العام الحالي عمرو موسي الذي تنتهي ولايته في منتصف مايو القادم، في الوقت الذي لا تزال فيه مصر تتمسك بمرشحها، على الرغم من الجدل المثار حوله. وجاءت أولى الضربات مع إعلان السودان بشكل رسمي في خلال رسالة موجهة من وزير الخارجية السوداني علي مصطفي كرتي لنظيره المصري نبيل العربي يبلغه فيها تحفظ الخرطوم علي ترشيح الفقي لمنصب الأمين العام للجامعة العربية لأسباب قالت الرسالة إن المرشح المصري يعلمها. وقالت مصادر دبلوماسية إن الخرطوم تعتبر الفقي أحد المسئولين عن التوتر الذي شاب العلاقات السودانية المصرية خلال عمله سكرتير سابقا للرئيس المخلوع حسني مبارك للمعلومات، فضلا عن تبنيه خطابا معديا للسودان في مقالاته وندواته. ولم تستبعد المصادر أن يكون للعلاقات الوثيقة بين السودان وقطر التي رشحت عبد الرحمن بن حمد العطية الأمين العام السابق لدول مجلس التعاون الخليجي دور في تبني الخرطوم لمواقف مناهضة للمرشح المصري وإن كانت قد حاولت تفسير الموقف بأنه ليس موجها لمصر بقدر ما هو موجه لشخص الفقي. في ذات الإطار، نظمت "الجهة القومية للحرية والعدالة" مظاهرة مناهضة لترشيح الفقي أمام الأمانة العامة للجامعة العربية، بمشاركة عدد من الرموز السياسة منها جورج المنسق العام السابق لحركة كفاية ودكتور جمال زهران عضو مجلس الشعب السابق والمستشارة نهي الزيني نائب رئيس هيئة النيابة الإدارية والكاتب الصحفي بلال فضل. واعتبر المشاركون في التظاهرة ترشيح الفقي استمرار للنظام المخلوع والمرفوض من قبل الشعب المصري، مؤكدين أن مصر مليئة بالكفاءات القادرة على شغل هذا المنصب. في سياق متصل، علمت "المصريون" أن الدكتور نبيل العربي وزير الخارجية يدرس كافة البدائل للتعامل مع تحفظ عدد من الدول العربية علي ترشيح الفقي والعمل على إزالة ما سمته المصادر بسوء الفهم بين الفقي وعدد من الدول العربية. لكن المؤشرات ترجح استمرار العربي في المراهنة علي الفقي. يأتي ذلك رغم ما أبدته عدد من الدول العربية، ومن بينها دول خليجية من تحفظ على ترشيح الفقي، بالإصاغة إلى إعلان أكثر من فصيل سياسي منهم "الجمعية الوطنية للتغيير" رفضه لترشحه باعتبار منظّرا للنظام المخلوع وسكرتيرا لمعلومات الرئيس السابق. إلى ذلك، نفى "اتحاد شباب الثورة" في بيان ما نشر بخصوص لقائه الفقي، وأعلن رفضه الكامل لأن يكون مرشح مصر لأمانة جامعة الدول العربية احد أفراد الحزب "الوطني" والذي طالب الاتحاد بتجميد أعضائه لمدة سنة علي الأقل وعدم تمثيلهم لمصر بالمحافل الخارجية وأن يكون ممثل مصر شخص يعبر عن الثورة المصرية. ونفى الاتحاد لقاءه بأي وزير أو محافظ ينتمي إلى النظام السابق، وقال إن موقفه معلن بهذا الشأن حيث مازال يطالب بتغيير الوزراء الأربعة الموجودين في الوزارة الحالية والمنتمين لحكومة أحمد نظيف السابقة.