في كل مرة تزورها تدهشك الشارقة وتفاجئك بالمزيد من التألق والتوهج والجمال. حركة التطوير والتحديث لا تتوقف في الإمارة التي اختارت الثقافة واجهة والإبداع منهجاً وعنواناً. بدعم مستمر ومتواصل من حاكم مثقف يعشق العلم والثقافة ولا يألو جهداً في دعم العلماء والمثقفين. ولن أبالغ أو أجامل لو قلت إن سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة يمثل قاسماً مشتركاً في كافة الفعاليات والأنشطة الداعمة للعلم والمعرفة والثقافة ليس في الشارقة فحسب بل في عالمنا العربي ومناطق كثيرة من العالم. لم يتأخر يوماً في هذا المضمار. والتاريخ والأحداث خير شاهد وحكم. فسجله حافل بالانجازات والمشروعات الكبري. فتراه يبني جامعة هنا ومؤسسة علمية أو ثقافية هناك. أو يشيد مسجداً في بلد بعيد لا تتصور أن فيه مسلمين. هذه المرة تتحفنا الشارقة بعمل مسرح عالمي يوضح حقيقة الإسلام السمحة التي أصابها الكثير من التشكيك والالتباس بسبب تصرفات بعض المحسوبين علي الدين الحنيف الذي جاء ليخلص البشرية من الذل والجور ويحقق للناس جميعاً باختلاف الألوان والأجناس سعادة الدنيا والآخرة. وتتزايد أهمية هذا العمل الفني الملحمي الرفيع الذي يتابعه العالم كله بعد غد "الأربعاء" من الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية بمشاركة نجوم كبار وبإنتاج عالمي لتكون الفائدة أعم وأشمل وتصل واضحة جلية إلي قطاع كبير من البشر ربما لم تصله الرسالة المحمدية علي النحو الصحيح. تأخذنا الشارقة في رحلة من خلال "عناقيد الضياء" وهو عنوان العمل المسرحي إلي أزمنة الجهل والظلام حين بزغ فجر الرسالة الخاتمة في بيئة قبلية تنتشر فيها كل أمراض النفس البشرية. وجاء الإسلام ليخلص النفوس من أدرانها وينشر العدل والمساواة بين البشر فلا فضل لعربي علي أعجمي أو أبيض علي أسود إلا بالتقوي. الشارقة تبعث برسالة مهمة للعالم عبر "عناقيد الضياء" مفادها أن الإسلام دين عدل وسماحة ورحمة لا يعرف التعصب للون أو جنس أو مذهب ويرفض العنف والإرهاب. وهي رسالة نحتاج إلي تكرارها هذه الأيام. تغريدة: الكلام في السياسة أصبح اتجاهاً واحداً مثل شوارع وسط القاهرة. واما أن تسير في الركاب أو تلاحقك السهام والاتهامات من كل اتجاه!!.