إذا كانت الأمة تواجه الآن اختبارا صعبا بكثرة الأعداء والمتربصين وشعور قطاع كبير من شبابها بالإحباط واللامبالاه. فإن الأزمة الأكبر تتمثل في شيوع الجهل بالدين وتقديم صورة مغلوطة ومشوهة عن رسالة الإسلام التي جاءت للبشرية بالتسامح والمحبة والعدل والسلام. من هنا تبدو أهمية العمل المسرحي الملحمي "عناقيد الضياء" الذي تقدمه الشارقة للأمة الإسلامية والعالم ليصحح مفاهيم أصابها الالتباس حيث يستعرض تاريخ الإسلام منذ ولادة الرسول صلي الله عليه وسلم حتي وفاته ويقدم للمشاهد والمتابع في كل مكان صورة حقيقة عن الإسلام وجوهره النقي. "المساء" حرصت علي إجراء حوار عبر البريد الإلكتروني مع الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي رئيس اللجنة التنفيذية لفعاليات الشارقة عاصمة الثقافة الإسلامية 2014 رئيس المركز الإعلامي بالشارقة لتتعرف علي المزيد من أسرار هذا العمل الملحمي الكبير. * بداية.. لماذا هذا العمل بالذات. وما الرسالة التي تود الشارقة أن ترسلها للعالم؟ - "عناقيد الضياء" جاء بتوجيهات صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي. عضو المجلس الأعلي حاكم الشارقة حيث أراد سموه عملا فنيا رفيع المستوي يخدم الإسلام ويوضح حقيقته السمحة ويعزز قيمه الإنسانية المتمثلة بالعدل والمحبة والسلام والتسامح. وفي نفس الوقت عمل يسجله التاريخ ويبقي أثره محفوظا للأجيال القادمة.. وهذا العمل يحمل رسالة من الشارقة إلي العالم أجمع بكل جنسياته وأديانه وأعراقه وطوائفه ومذاهبه. ومن خلاله سيسافر الجمهور في رحلة تعود بهم إلي أزمنة الظلام والكفاح والتحديات التي قادت إلي بدايات الإسلام الحافلة بالانتصارات. وسيكون هدية من الشارقة إلي العالم بأسره للتعريف بالدين الإسلامي ورسالته وتاريخه. * كيف تم اختيار النجوم المشاركين؟ - لقد أردنا أن يكون هذا العمل عالميا. بمعني أن يرتقي في مكانته وأهميته إلي مصاف الأعمال العالمية المعروفة. سواء في هوليود أو غيرها. وبالتالي فقد كان سعينا حثيثا من أجل تشكيل فريق عالمي لعناقيد الضياء. وفق معايير واشتراطات ثابتة لا يمكن التنازل عنها. لأننا معنيون بنجاحه بكافة التفاصيل. فكان من بين الفريق أسماء لامعة ونجوم لها اسمها وعراقتها وتجربتها الثرية علي مستوي العالم. ومن بينهم العديد من النجوم العرب الذين لهم حضورهم المميز وتجربتهم الثرية التي تتوافق مع معاييرنا واشتراطاتنا. وبالطبع لدينا فنانون ومبدعون عرب سيشاهدهم الجمهور علي المسرح. من بينهم الفنان البحريني الذي لحن العمل كاملا ونقصد هنا الفنان الكبير خالد الشيخ. ونجوم آخرون. من بينهم حسين الجسمي. ولطفي بوشناق. وعلي الحجار ومحمد عساف. وحرصنا هنا علي تنوع هذه النخبة من النجوم العربية سواء علي الصعيد الجغرافي أو الإبداعي. * وما تكلفة عمل بهذه الضخامة؟ - تم تأسيس مسرح مفتوح يحمل اسم مسرح جزيرة المجاز. بشكل نصف دائري علي طراز المسارح الرومانية. وهو الأول من نوعه علي مستوي المنطقة. وتبلغ مساحته 7238 مترا مربعا. ويضم المسرح مدرجات مقسمة علي مجموعات تتسع لنحو 4500 متفرج. وتتوسطه منصة عرض كبيرة يعتليها الفنانون لأداء عروضهم. كما أنه مزود بنظام صوتي متطور عالي الجودة والدقة. وبلغت تكلفة إنشاء المسرح نحو 120 مليون درهم إماراتي لكن تكلفة العمل نفسه لا تقدر بثمن نظرا لقيمته المعنوية ورسالته السامية. * المسرح العربي يأخذ حيزا كبيرا من اهتمام سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي حاكم الشارقة. وقد تبلور هذا الاهتمام بتأسيس الهيئة العربية للمسرح. هل تقديم عمل بهذه الضخامة بمثابة خطوة أخري علي طريق دعم المسرح والمسرحيين؟ - هذا العمل أضخم عمل ملحمي عالمي هدفه واضح ومحدد. وإن كان يحمل في طياته وثناياه دعم سموه للمسرح. لكن ذلك لا ينفي أن ل "عناقيد الضياء" خصوصية هي تلك الهدية من الشارقة إلي العالم عن الإسلام وجوهره وقيمه. * هل هناك خطة لعرض "عناقيد الضياء" خارج الشارقة؟ - إن هدفنا من عرض "عناقيد الضياء" في الشارقة هو تلك الرسالة التي يحملها للعالم. وبالتالي نأمل بأن يتم ترجمته وعرضه في محطات أخري في العالم العربي والإسلامي وبقية بلدان العالم. لتكون الفائدة أعم وأكبر وأشمل. ويتحقق الهدف وتصل الرسالة. * أخيرا ما الرسالة التي تودون إيصالها للمشاهد العربي وغير العربي عبر "عناقيد الضياء"؟ - رسالتنا من خلال "عناقيد الضياء" واضحة ومباشرة وموجزة. نريد تقديم عمل فني عالمي عن الإسلام. نوضح فيه حقيقة الإسلام وجوهره النقي وقيمه السامية خصوصا التسامح والمحبة والسلام والعدالة.