لست أدري لماذا يستبق السيد حمدين صباحي المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية الأحداث. ويفترض جدلاً أن الانتخابات الرئاسية سيحدث فيها تزوير. أو أن أجهزة الدولة سوف تنحاز لصالح مرشح ضد مرشح آخر. أو تتعرض حملته الانتخابية لمحاولات إعاقة عن أداء دورها في التواصل الحر مع الجماهير؟! إن السيد حمدين صباحي وله كل الاحترام والتقدير يهدد بالانسحاب من المعركة الانتخابية إذا حدث شيء مما يفترضه جدلاً.. ومع ذلك يعود ويقول: لن نسمح لأحد بأن يحول الانتخابات إلي نوع من أنواع الشكل الخالي من المضمون. وسنفرض نزاهة هذه الانتخابات. وهنا يجدر بنا أن نناقش السيد حمدين صباحي في كلامه: لماذا تفترض أن يحدث تزوير في هذه الانتخابات بالذات؟! ولصالح من سيكون هذا التزوير؟!.. ومن هو المرشح المحتمل الذي يمكن أن تنحاز إليه أجهزة الدولة؟ ومن هو المرشح الذي ستنحاز ضده؟!.. وإذا كنت قادراً يا أستاذ حمدين علي أن تفرض نزاهة الانتخابات طبقاً لتصريحك فلماذا الخوف إذن من التزوير والتهديد بالانسحاب؟! أعتقد جازماً ويعتقد معي كل من اطلع علي تصريحاتك أنك تقصد شخصاً محدداً واحداً ولا أحد غيره هو المشير عبدالفتاح السيسي رغم أنه لم يعلن صراحة حتي الآن أنه سيترشح وإن كان قد أعلن عن ذلك تلميحاً. لماذا تجعل من ترشيح المشير لو ترشح عقدة لك فتذكره أحياناً تصريحاً وأحياناً أخري تلميحاً؟! الإنسان الواثق من نفسه يا استاذ حمدين لا يتحدث كل يوم وآخر عن مخاوفه من منافسة.. أما الإنسان غير الواثق فإنه يكثر من الحديث عن مخاوفه حتي إذا ما فشل لسبب غير التزوير وخلافه مما أثرته يسارع ويعلن: ألم أحذر مسبقاً من التزوير؟ ألم أحذر أيضاً من أن أجهزة الدولة قد شاركت في ترجيح كفة هذا المرشح أو ذاك؟! نصيحة أخوية صادقة لوجه الله أتوجه بها إلي الأستاذ حمدين صباحي وهو رجل فاضل أن يقلل من تصريحاته عن المشير عبدالفتاح السيسي لأنه لو فعل فإن ذلك يكسبه احتراماً أكثر خاصة أن اسمك يا استاذ حمدين لم يجر علي لسان المشير ولو مرة واحدة.. ولعل الرجل وهذا ما اعتقده يقدرك ويحترمك كمواطن شريف ونزيه ومشارك بفعالية في ثورتي 25 يناير و30 يونيو. لقد لاحظنا في الفترة الأخيرة كثرة تصريحاتك حول المشير.. وآخرها تصريحك لإحدي القنوات الفضائية أن المشير السيسي ابن الجيش الوطني الذي انحاز لشعبه في 30 يونيو ويستحق تقدير الشعب.. وأن شعبية المشير قابلة للزيادة والنقصان حسب أدائه.. وخوضه سباق الرئاسة يختلف عن كونه ممثل المؤسسة العسكرية. ثم أضفت ملمحاً في أسباب ترشحك: أنه بدا لمصر في لحظة بأنها في انتظار قرار رجل واحد. ولا ينبغي أن تكون البلاد برهن قرار رجل واحد. وأحب أن اطمئن السيد حمدين صباحي أن مصر بعد 25 يناير و30 يونيو لا يمكن أن تكون رهن قرار رجل واحد مهما كان.. فليس هناك شخص محدد كان وراء تفجير هاتين الثورتين العظيمتين.. وإنما الشعب كل الشعب هو صاحب الفضل فيهما أولاً وأخيراً. أرجو أن تكون رسالتي قد وصلت بمفهومها الصحيح للأستاذ حمدين صباحي راجياً له كل التوفيق.