هناك معطيات ساهمت في تعميق الطائفية والفن ليس بعيدا عنها.. بل انه مشارك في ظهور الفتنة الطائفية بما يفعله نجومه من المسلمين والمسيحيين. كل فنان اصبح له مجموعة أو شلة من الممثلين لابد أن يشاركوه أعماله.. والنجم المسلم تكون مجموعته من المسلمين. والنجم المسيحي تكون مجموعته من المسيحيين.. وهي تفرقة وشللية رفضها البعض ووعلق عليها كثيرون ولم يهتم النجوم بأمرها رغم خطورتها. الملاحظ أن النجم هاني رمزي وهو مسيحي لابد من مشاركته للفنانين لطفي لبيب وادوارد ويوسف داود.. وكان يسند الاخراج في افلامه الأولي إلي مخرج مسلم لكنه مؤخرا اتجه إلي المخرج المسيحي أكرم فريد الذي اسند بدوره احدي شخصيات العمل لزوجته "تيتيانا" وهي لبنانية مسيحية لتكمل الدائرة مع هاني رمزي. المخرج سمير سيف أهم مخرجي الشاشتين الفضية والذهبية.. عندما قدم الدراما التليفزيونية اتجه إلي الممثلين المسيحيين الذين لم يحصلوا علي فرص قوية علي الشاشة منهم جميل برسوم وفريد النقراشي وايهاب صبحي. الكنسية دخلت في انتاج مسلسلات وسهرات وافلام وهو امر يحتاج إلي وقفة للدراسة أو التأمل لأنه ليس دورها.. دورها العبادة بالطبع.. لكن هذه الاعمال تم انتاجها لتشغيل الفنانين المسيحيين مثل ماهر لبيب وزوجته الفنانة عواطف تكلا اللذين قدما عددا كبيرا من هذه الأعمال.. لكنها لم تستعرض أهمية الوحدة الوطنية في حياة المصريين رغم عدم مشاهدة كل الأعمال. في المقابل نجد ان نجوم الشاشة المسلمين لم يهتموا أيضا بتقديم الشخصية المسيحية في اعمالهم بشكل بارز والاستعانة بالنجوم والفنانين المسيحيين في أعمالهم يأتي علي استحياء. مثلا أحمد السقا قليلا ما نجد الفنان المسيحي مشاركا معه في افلامه ولا يظهر معه في أي دور رئيسي.. والفنان محمد سعد لا يشارك معه أي مسيحي بدور اساسي في افلامه.. كذلك أحمد رزق وخالد الصاوي.... الخ في حين حرص كريم عبدالعزيز علي مشاركة ماجد الكدواني في بداياته الفنية معه. وكذلك أحمد عز ايضا اختاره معه في بعض افلامه بل وقدم شخصية المسيحي بفيلم "الرهينة" بشكل جيد. النموذجان الأخيران لم ينتشرا بين الاعمال الفنية كثيرا وهو أمر جعل البعض يتعامل بنظام القبلية أو تصنيف الفن بين مؤد للشخصيات الإسلامية وآخر للشخصيات المسيحية.. وهو ما انعكس علي ذائقة الجمهور الذي اختزن هذا الاحساس لسنوات طويلة ثم ظهر في تصرفات غريبة علي المجتمع المصري في صورة فتنة طائفية. معروف ان الأجيال المختلفة تتابع الفن بحرص شديد فهم يبحثون عن أنفسهم داخله.. ويقلده الشباب في أشكال نجومه وتقاليده التي أحيانا ما تكون غريبة علينا.. لكن هذا يؤكد تأثيره في الناس بشكل قوي.. لذا فالفن ساهم ولو بطريقة غير مباشرة في نشأت الفتنة الطائفية. جماعة الاخوان المسلمين لها نصيبها بالطبع. فيما تعتزم انتاجه من أعمال فنية لتخليد مرشدها الأول حسن البنا في عمل تليفزيوني رداً علي مسلسل "الجماعة" لوحيد حامد.. وبالطبع سيناقش بوصفه عملاً دينياً وليس وطنياً.