تصطبغ الإسماعيلية بصفة عثمانللي. نسبة إلي عائلة عثمان أحمد عثمان. المقاول والوزير الشهير صديق وصهر الرئيس الراحل أنور السادات الذي أوكل إليه إعادة تعمير مدن القناة ومنها الإسماعيلية بعد حرب 1973 المجيدة. من يومها ورائحة عثمان وذكراه أيضاً تستوطنان الإسماعيلية. هو ومن بعده ذريته الكبيرة والذين أضفوا بصمة لا تنكر. ووجوداً مستمراً علي شكل الحياة هناك. العثمانيون يتغلغلون في كل شبر بالإسماعيلية وينخرطون في شتي مناحي الحياة اليومية: السياسة والاقتصاد والرياضة وحتي الحياة الاجتماعية للإسماعيلاوية. وينفقون ببذخ أحياناً من ثروتهم التي آلت إليهم من عثمان الكبير "المعلم" للحفاظ علي مكانتهم العائلية. العثمانلية إذن عائلة بحجم محافظة.. يوزعون مرتبات شهرية علي عائلات كثيرة في صورة تكافل اجتماعي تترجم أحياناً إلي أصوات انتخابية عند إجراء الانتخابات البرلمانية. ويتبرعون طوال الوقت للجمعيات الخيرية ولإنشاء المستشفيات والجوامع. إبراهيم النجل الأكبر نفوذه طاغ. رجل أعمال بارز يدير شركات العائلة. يهتم بالرياضة وبنادي الإسماعيلي علي وجه الخصوص والاحتكار. يدفع مكافآت سخية للاعبي النادي. ويشتري أحياناً تذاكر مباريات كاملة.. وهو عضو سابق في البرلمان عن الحزب الوطني.. ويتردد أنه يعتزم خوض الانتخابات البرلمانية القادمة. محمود.. رجل أعمال أيضاً.. لكن بيزنس العائلة شاغله الأكبر. وهو زوج جيهان ابنة السادات. أما أصغرهم وهو أحمد.. فله نشاط رياضي هو الآخر. ويشغل منصب رئيس منطقة القاهرة لكرة القدم. ابن عمهم إسماعيل. رئيس مجلس محلي المحافظة. وقدم استقالته من المنصب. وشغل أيضاً منصب رئيس نادي الإسماعيلي الأسبق. الأسرة دائمة الإقامة في الإسماعيلية بالطبع. وتمسك بمفاصل الحياة المعيشية فيها. ودورهم الذي يلعبوه يثير حفيظة أي محافظ يأتي للإسماعيلية حتي مع عبدالمنعم عمارة الذي جاء به المعلم عثمان محافظاً. العلاقة بدأت تسوء بينه وبينهم بعد موت الرجل الكبير وتبدل الزمن بانتهاء عصر السادات. العلاقة كانت سيئة أيضاً مع المحافظ التالي صبري العدوي. وكذلك آخر محافظ عبدالجليل الفخراني الذي أبعد أصابعهم عن أشياء كثيرة في المحافظة ومنها النادي. والوحيد الذي كانت علاقته بهم جيدة المحافظ فؤاد سعدالدين الذي راعي التوازنات معهم طوال فترة خدمته في الإسماعيلية. نفوذ العثمانلية.. يستفز الكثيرين مع ذلك. فيسعي البعض إلي محاولة كسر سطوتهم. من هؤلاء سعدالجندي رئيس النادي الإسماعيلي المؤقت منذ 4 سنوات والذي ظن أن بإمكانه اختبار نفوذعم الواسع داخل أسوار النادي. حينها قام سعد بنزع صورة المعلم الكبير "عثمان" وكسرها بقدميه فهاجت جماهير النادي. وأبلغوا ابنه إبراهيم الذي رفض اتخاذ أي قرار ضده قبل اجتماع مجلس العائلة. ولكم يكن هناك قرار بأي رد فعل. بعدها تم القبض علي سعدالجندي متهماً في قضية رشوة لكنه حصل علي حكم بالبراءة.