هل انتهي شهر العسل بين الفلاح الفصيح شوقي غريب المدير الفني لمنتخب مصر الأول لكرة القدم وبين الصقر أحمد حسن مدير جهاز المنتخب؟! هذا التساؤل فرض نفسه بقوة علي الساحة الكروية في الأيام الأخيرة لنشوب خلافات.. أو اختلافات في وجهات النظر بينهما بسبب تداخل الاختصاصات في إدارة شئون الفريق الفنية بلا دارية.. وهو ما دفع أحمد حسن لنفي وجود هذه الخلافات والتأكد ان العلاقة بينهما طيبة.. مشيراً إلي أن كل ما في الأمر ان شوقي غريب حريص دائماً علي الاطمئنان والسؤال عن كل صغيرة وكبيرة تتعلق بالمنتخب وأري شخصياً ان بوادر تلك الأزمة وهذا الخلاف المبكر بينهما يعيد إلينا ذكريات الصراع الشديد بين النجمين الكبيرين محمود الخطيب عندما كان مديراً لجهاز المنتخب الوطني وفاروق جعفر المدير الفني للفريق .. وقد عايشت هذه التجربة المريرة عندما رافقت المنتخب في رحلته إلي أثيوبيا وكان يرأس البعثة طلعت فواز وخلالها تعادل منتخبنا مع تلاميذ أثيوبيا 1/1 في تصفيات افريقيا المؤهلة لكأس الأمم والمعروف ان نجوم منتخب أثيوبيا كانوا قد هربوا قبلها في إحدي رحلات الفريق التدريبية في أوروبا ولذلك لعب معنا المنتخب الأثيوبي بالرديف والناشئين ورغم ذلك لم نتمكن من الفوز عليه بينما منتخبنا يضم نخبة متميزة من جيل التسعينيات علي رأسهم التوأم حسام وإبراهيم حسن وكانت حالة الصراع بين بيبو وروقة والشد والجذب بنيهما قد بلغت الذروة وكل منهما يريد أن يثبت انه الأقوي والأقدر علي فرض سطوته علي لاعبي المنتخب وانه صاحب الكلمة العليا والآمر الناهي مما أصاب المناخ العام للبعثة بالتوتر والقلق بجانب انقسام اللاعبين فيما بينهم ما بين مؤيد لبيبو أو متعطاف مع روقة ملك النص.. سواء بشكل معلن أو مستتر .. المزيد ان الجو العام للفراعنة كان يشوبه عدم الاستقرار وغياب الانسجام سواء بين قطبي جهاز المنتخب أو بين اللاعبين أنفسهم مزاجياً وذهنياً.. وكل هذه المظاهر أثرت سلباً علي الأداء العام للمنتخب فكان العرض المتواضع والتعادل مع رديف منتخب أثيوبيا محصلة طبيعية.. واليوم أذيع هذا السر لأول مرة فعقب المباراة بعدة ساعات قليلة جمعتني جلسة منفردة مع طلعت فواز رئيس البعثة وعضو اتحاد كرة القدم آنذاك وتناقشنا معاً عن رأيه في أداء المنتخب وهذه الحالة من التوتر التي يعيشها الفريق بسبب الصراع الدائر بين روقة وبيبو وهنا فوجئت بطلعت فواز يقسم بالله انه سيتم الاستغناء عن الاثنين الخطيب وروقة فور العودة للقاهرة مباشرة وهو القرار الذي اتخذه بالفعل مجلس إدارة الاتحاد برئاسة سمير زاهر لانقاذ الفراعنة من هذا الصراع والانقسام والاختلاف بين مديري المنتخب والعبور بالفريق لبر الأمان.. أردت ان أسرد هذه الواقعة لأن التاريخ يعيد نفسه اليوم فالواضح ان المنتخب علي أبواب أزمة فنية وإدارية بسبب نشوب خلاف مبكر بين شوقي وحسن بينما الوقت لا يسمح بمثل هذه المشاكل فالمثل الشعبي يقول "مفيش دخان من غير نار".. وكلنا يعلم ان الكرة المصرية تعاني من أزمة طاحنة أدت لفشل المنتخب في الصعود لنهائيات مونديال 2010. 2014 والخروج المنكر والمهين من تصفيات كأس الأمم الافريقية أمام منتخبات صغيرة مع حسن شحاتة ثم برادلي الأمريكاني.. وبالتالي نحن في حاجة لكل دقيقة لبناء منتخب مصر الجديد وتأهيله فنياً ونفسياً وذهنياً وإدارياً ليصبح قادراً علي استعادة بريقه وسمعته باعتباره أحد القوي الكروية العظمي في افريقيا وتحقيق الحلم الأغلي والأعظم باللعب بمونديال 2018 وقبل هذا الصعود لنهائيات كأس الأمم لقارتنا السمراء والمنافسة عليها عام ..2015 وهنا يأتي دور المهندس حسن فريد نائب رئيس اتحاد الكرة والمشرف العام علي المنتخب ليفض هذا الاشتباك مبكراً حتي لو أدت هذه الخطوة للتضحية بأحدهما إذا لم يكن لديهما النية الحقيقية للتوافق والاتفاق وإنكار الذات من أجل الصالح العام لمنتخب الفراعنة وتوفير كل مظاهر الاستقرار والهدوء وعوامل النجاح والتفوق والإجادة واستعادة لغة الانتصارات والبطولات وثقتي كبيرة في حسن فريد أحد رموز الرياضة المصرية وفي حكمته وخبراته علي العبور بالمنتخب لبر الأمان من أجل اسعاد ملايين المصريين شريطة ان يتعامل بكل شفافية مع أعضاء جهاز المنتخب فيما يتردد حول وجود هذه الخلافات واضعاً نصب عينيه مستقبل ومصلحة الفراعنة فوق أي اعتبارات أو مجاملات أو عواطف أو مواءمات.. فالمنتخب مثل باقي قطاعات كثيرة في المجتمع لا تملك رفاهية الوقت.