وصفت صحيفة "الأهرام" وزير الشباب والرياضة خالد عبدالعزيز بالدهاء وهو يحطم كل قرارات وسياسات طاهر أبوزيد وزير الرياضة الذي خرج من تشكيل وزارة المهندس إبراهيم محلب. والتي كانت تهدف إلي تحريك المياه الراكدة في قطاع الرياضة والقضاء علي مراكز القوي التي احتكرت المناصب القيادية في هذا القطاع. هذا الوصف الذي سحبته "الأهرام" علي الوزير خالد عبدالعزيز لا يدل علي شيء بقدر ما يدل علي مشاعرنا غير السوية نحن المصريين تجاه بعضنا البعض. ويدل علي روح انتقامية تنطوي عليها نفوسنا تجاه من يخرج من السلطة. فلا نتذكر حسنة واحدة له بل نقلب حسناته إلي سيئات!! خالد عبدالعزيز وكأنه كان ينتظر الفرصة أعطي بقراراته كل الميزات لمن كانوا يقفون ضد سياسة طاهر أبوزيد. وعلي الأخص خالد زين رئيس اللجنة الأولمبية المصرية الذي نقل إليه اختصاصات قطاع البطولة المتمثل في الاتحادات والأندية بصفة عامة. وقد وصفت "الأهرام" هذا الإجراء بأن الوزير خالد عبدالعزيز أطلق رصاصة الرحمة علي مسمي منصب وزير الرياضة. وأعطي اختصاصاته كاملة للرجل الذي كان يقف موقف العداء والضد لسياسات طاهر أبوزيد بل ربما كان يقف موقف العداء من شخصه لحاجة في نفسه أو نفوس الآخرين وهو خالد زين. يا فرحة رئيس اللجنة الأولمبية فقد أصبح وزيراً للرياضة حتي ولو لم يحصل علي لقب الوزير.. والفضل في ذلك للوزير خالد عبدالعزيز وليس للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء. وإمعاناً في الانتقام من سياسات طاهر أبوزيد لم يكتف الوزير عبدالعزيز بذلك.. بل أحال قانون الرياضة الذي أعده الوزير السابق طاهر أبوزيد إلي خالد زين لمراجعته وإضافة البنود التي يطلبها وتعديل المواد التي تحتاج إلي تعديل.. والمعروف أن خالد زين كان قد شكل لجنة لوضع قانون للرياضة في مقابل اللجنة التي شكلها طاهر أبوزيد. وأعطي الوزير عبدالعزيز من خلال خطاب للجنة الأولمبية كل الاتحادات والأندية حق عمل لائحة خاصة به!! فهل يعني ذلك إلغاء شرط ال 8 سنوات حداً أقصي لمجلس إدارة كل اتحاد أو كل ناد.. ويحق للمجلس التربع علي عرش الاتحاد أو النادي للأبد؟! لم يبق من قرارات طاهر أبوزيد سوي قرار تحديد مواعيد انتخابات مجالس الأندية وفتح باب الترشيح لها.. ولأن بعض هذه الأندية أجرت الانتخابات بالفعل والأخري حددت مواعيدها لم يستطع الوزير خالد عبدالعزيز أن يلغي هذا القرار.. واستفتي اللجنة الأولمبية الدولية التي قيل إنها رفضت إجراء هذه الانتخابات. هناك دلالات في الموضوع الذي نشرته "الأهرام" حول قرارات الوزير خالد عبدالعزيز جاءت في هذه العبارات: * يبدو أن الوزير كان يراقب مسلسل مارادونا النيل "طاهر أبوزيد" من داخل مكتبه إبان توليه حقيبة الشباب!! * انتزاع خالد زين رئيس اللجنة الأولمبية المصرية صلاحيات وزير الرياضة يحقق أحد أهم مكاسب النادي الأهلي الذي سعي وراء ذلك منذ فترات بعيدة!! * سيتم نقل ميزانية قطاع الرياضة والتي لا تقل عن 200 مليون جنيه لرئيس اللجنة الأولمبية خالد زين!! هل رأيتم كم الحقد والغل الذي يكنه بعضنا البعض للآخر؟! وهل وقفتم علي الروح الانتقامية التي نتعامل بها ونحن نتشدق بالثورة والثورية.. وهل عرفتم لماذا نقف "محلك سر" ولا نتقدم للأمام بينما من هم أقل منا سبقونا بمراحل عديدة. مسكين طاهر أبوزيد.. لم نكن نتخيل هذا القدر الكبير من الغيرة ضدك.. لقد كنت شجاعاً في قراراتك. وستظل شجاعاً حتي وإن لم تكن وزيراً. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "إذا أقبلت الدنيا علي رجل منحته محاسن غيره.. وإذا أدبرت عنه سلبته محاسنه".