من أهم المشروعات الثقافية نشر الوعي بأهمية القراءة. وعلاج أزمة الكتاب التي يعكسها تدني أرقام المبيعات. من خلال تبني العديد من المجلات والدوريات الثقافية فكرة تقديم كتاب كإهداء لتعميق عادة القراءة. ومحاولة إعادة الكتاب إلي مكانته القديمة. المشروع - في تقدير د. سعد أبوالرضا - مفيد لأنه يسهل وصول الثقافة لمحبي القراءة بطريقة سهلة. وكنت أتمني أن يعمم في كل الصحف. سواء في مصر. أو في الاقطار العربية ان تأتي الكتب إلي المتلقي مجاناً هذا أمر جيد. وبالفعل يساعد علي انتشار الكتاب. وتدعيم قيمة القراءة. لذلك فأنا أؤيد هذا المشروع. وهذه الأفكار تأييداً كاملاً بصرف النظر عن النتيجة. وهي نتيجة مطلوبة. لأننا بحاجة إلي تيسير وصول الثقافة من خلال الكتب المختلفة. فإذا كان بدون تكلفة فإنه جدير بالرعاية والتأييد. وحبذا لو شجع أصحاب دور النشر. أو الجهات التي تصدر الجرائد والمجلات. انها ظاهرة جيدة. وسوف تسهم بالفعل في تشجيع عادة القراءة. ويري الشاعر أحمد محمود مبارك ان صدور عدد من المجلات والدوريات الثقافية. ومعها هدايا من الكتب والكتيبات. كما هو الشأن بالنسبة لمجلات إبداع والهلال والأزهر بصفة تكاد تكون منتظمة في السنوات الأخيرة. وأيضاً ما وجدناه في مجلة الثقافة الجديدة ومجلة الشعر في بعض أعدادها. وما عهدناه أيضاً في الرافد والمجلة العربية ومجلة الدوحة وتراث ودبي الثقافية.. أمر من شأنه ان يثري الحياة الثقافية. خاصة وان المشرفين علي هذه الاصدارات ينتقون كتباً قيمة. يصدرونها كاملة. أو يصدرونها موجزة. وبتقديم جديد. كما هو الشأن في عدد من الاصدارات الأخري. ولاشك ان كل مجلة تراعي ان تكون هديتها للقارئ والمتمثلة في كتاب ثقافي أو أدبي بحت. متسقة مع نهجها الثقافي والأدبي. وأيضاً مراعاة حاجة القارئ الجديد من الجيل الشاب. للاطلاع علي بعض الاصدارات القديمة التي يعاد اصدارها. وهي بالطبع اصدارات مهمة. وأيضاً مراعاة المستوي المادي للقارئ المثقف الذي قد لا تتيح له ظروفه - علي المستوي العربي عامة - شراء هذه الاصدارات "الهدايا" متفردة. خلاصة الأمر ان هذا النهج محمود للقائمين علي هذه الاصدارات ويسهم في نشر الثقافة علي مستوي وطننا العربي. والاحاطة بسمات الفكر والإبداع الأدبي والفني في الأقطار العربية بشكل متبادل ومتآزر. يري الناقد شوقي بدر يوسف ان قيام بعض المجلات الثقافية الشهرية أو الفصلية بتوزيع كتاب أو كتابين مع أعدادها. ظاهرة جديدة بدأت في الظهور في الآونة الأخيرة. الهدف منها علي الأرجح تشجيع القراءة وزيادة توزيع المجلة. وتتنوع موضوعات هذه الكتب حسب ما تقدمه وترفده الدار الصادرة عنها المجلة. وقد بدأت هذه الظاهرة مع صدور كتاب في جريدة الذي كانت تشرف عليه منظمة اليونسكو للثقافة ومؤسسة الشيخ محمد بن عيسي الجابر مع كبريات الجرائد العربية. والظاهرة صحية بجميع المقاييس فما تقوم به هذه الدور الصحفية هو تقديم عدد من الكتب إلي القارئ. بعض هذه الكتب إعادة طبع لبعض الكتب المهمة في المشهد الثقافي القديم مثلما قامت به مجلة الدوحة حين قامت بتوزيع كتب يوميات نائب في الارياف لتوفيق الحكيم. وعبقرية الصديق وعبقرية عمر للعقاد والإسلام وأصول الحكم للشيخ علي عبدالرازق وطبائع الاستبداد للكواكبي ضمن أعدادها الشهرية كوجبة دسمة تقدمها للقارئ. كما تقوم مجلات أخري بتوزيع كتب أدبية في مجال الرواية والشعر مثلما تقوم به مجلة دبي الثقافية والرافد. التي قامت بتوزيع بعض الروايات ودواوين الشعر مع اعدادها الشهرية. كذلك تقوم بعض الدوريات بتقديم كتب متخصصة مثلما تقوم به مجلة إبداع المصرية والمجلة العربية السعودية وغيرها. وتشجيع هذه الظاهرة المهمة من الدوريات الثقافية يجعلنا نثمن جهود القائمين عليها باعتبارها ظاهرة لافتة علي الرغم من الأعباء المادية المرتبطة بها. إلا انها تعتبر جهوداً مثمرة لدفع حركة القراءة عند القراء في الوطن العربي في فترة نضب فيها هذا المعين المهم من القراءة بدخول وسائل إعلام عدة أخذت القارئ إلي شاشة التليفزيون والنت وغيرها من وسائل الإعلام الحديثة. وتعبر القاصة والناقدة منار فتح الباب عن سعادتها ككاتبة وإعلامية. عندما تشتري جريدة كالقاهرة. ومجلة كالرافد الاماراتية. والثقافة الجديدة بالقاهرة. وتحصل علي هديتها. وهي كتاب يكون حديثاً - في بعض الأحيان - وفي أحيان أخري من الأدب العالمي. الكتاب يكون - بالطبع - مختاراً بعناية. وقد أتاحت لي هذه الاهداءات جمع أعمال الأديب الكبير الشهيد غسان كنفاني التي اصدرتها جريدة القاهرة. كنت قد فقدت هذه الكتب. فاستعدتها مثل الكنز. كما حصلت أيضاً علي قصص أندرسن العالمية. وكانت من اهداءات جريدة القاهرة. وأتمني ان يعود هذا النشاط الثقافي مرة أخري لأنه يحفز علي القراءة ومهم لجيل الشباب. يشير الشاعر والروائي السيد الخميسي إلي تأثير الميديا في نشر الإبداع. فهي تعبر عن نقلات سريعة جداً. وعندما ظهر التليفزيون قضي - تقريباً - علي الإذاعة. الكتاب الآن تهاجمه الصورة التي أصبحت أهم من الكلمة المكتوبة. حتي مع الكلمة المكتوبة - أي الكتاب - تدخل الصورة. صحيح ان هذه الكتب تعطي فرصة لأن يقرأ الكتاب. لكن من هم ينتمون لجيلنا الجديد اعتمدوا في قراءاتهم علي الكتاب الورقي. بصرف النظر عن الأكثر فائدة عند الأجيال الجديدة. وهو الصورة. لكننا - نحن الكتاب - نهتم بالكتاب في تعدد أشكاله ومضامينه. لقد أصبحت هذه الظاهرة منتشرة في اهداءات الدوريات والصحف. واعتقد ان الكتاب تنافسه الآن وسائط أخري. قد تحتل لدي الأجيال التالية مرتبة تسبق الكتاب الورقي.