بعد غيبة طويلة. أعادت هيئة الكتاب إصدار مجلة "المجلة" التي كانت قد أدت دوراً فاعلاً في حياتنا الثقافية . قبل أن تغيب بفرمان لم تحدد أسبابه. قرار إعادة إصدار"المجلة" يحيي الأمل في عودة المجلات الثقافية التي كانت تصدرها هيئة الكتاب. قبل أن تغلق دون سبب مقنع. عدا أن الهيئة كان لها مجلس إدارة. لكن القرارات كانت تصدر علي هوي رئيس مجلس الإدارة! يشير د. حسين حمودة إلي أنه لم يقرأ العدد الذي صدر من مجلة "المجلة" بحيث يصعب حكمه عليه.. لكن كل الناس الآن يفكرون في صنع أشياء كثيرة.. فهل المؤسسات قادرة علي هذا الفعل في المرحلة الحالية. لقد صدر عددان من مجلة "الطليعة" وهي مجلة محترمة. والعناوين ممتازة . وإننا في شوق لصدور مثل هذه المجلات؟ أعتقد أن الإمكانيات الفردية قاصرة. ولابد أن تتصدي المؤسسات لهذا العمل. وكما نري فإن وزارة الثقافة الآن في حالة انتظار . وهذا أمر ينسحب علي كل شئ الآن نحن جميعاً في حالة انتظار. وعلينا ألا نستبق الأحداث. وننتظر الأيام القادمة. يري د. حسين حمودة أن إعادة إصدار بعض المجلات الثقافية المهمة. ظاهرة إيجابية. بمعني من المعاني. فهذه الإعادة أشبه بمحاولة إحياء تراث ثقافي مهم. لكن يجب ألا ننظر إلي هذه الظاهرة بما يجعلها قادرة علي أن تقنعنا بأنها غير كافية. بمعني أن هناك احتياجا قائماً لإصدارات جديدة. فضلاً عن إعادة طبع الإصدارات القديمة فالواقع الثقافي الحاضر تغير كثيراً عما كان عليه وقت الصدور الأول لهذه المجلات . وأصبح هذا الدافع الجديد يثير قضايا تحتاج إلي التوقف عندها. إن إعادة إصدار الدوريات القديمة يتيح فرصة كبيرة لكي تقرأ من قراء جدد. لكننا نظل في حاجة إلي دوريات أخري جديدة. تعبر عن هذا العالم الذي نعيشه الآن. لرئيس تحرير "الهلال" عادل عبد الصمد وجهة نظر مقابلة. فمن المفارقات الغريبة - علي حد تعبيره - أن تعاني مجلة الهلال العريقة. صاحبة التاريخ والجذور الممتدة في ثقافتنا المعاصرة. بعد أن استطاعت - عبر عشرات العقود - أن تتواصل مع قراء العربية في أنحاء العالم. وتعبر عن وجهة النظر العربية ثقافياً واجتماعياً وسياسياً . الهلال الآن صاحبة رسالة متواصلة. وقاعدة قرائها تمتد بمساحة قراء العربية . من هذا المنطق أقول إنه يجب علي المؤسسات الحكومية وغير الحكومية أن تؤكد انتماءها للثقافة الجادة والتنويرية. بكل الوسائل الممكنة . وإذا كانت هناك رغبة حقيقية في التواصل الثقافي والحضاري . فإن أول ما ينبغي فعله أن ندعم ما أثبت جدواه وحقه في التواصل. ولا نبدأ كل فترة وأخري من نقطة الصفر. أو المربع الأول . لا بأس من إعادة إصدار ما سبق إصداره من مجلات ودوريات . لكن الأهم - في تقديري - أن ندعم ما هو قائم . مثل الهلال التي لم تنقطع حتي اليوم منذ نشأتها في .1882 وتذهب القاصة والناقدة مي رفعت إلي أنه لابد أن ينشأ نوع من المزج بين ما كان يقدم في المجلات قديماً. وما ينشر الآن هناك العديد من الأدباء الشباب لا يعرفون عن تلك المجلات شيئاً علي الإطلاق. أريد أن يكون لهؤلاء الشباب دور في النشر. وأن نقدم إضاءات نقدية للكتابات الجديدة. والأفكار الجديدة. انهم جيل متمرد بطبعه. وعلينا أن نقيم بناء لهذه التجارب. كذلك فإني أري أن الثقافة لابد أن ترتبط بالسياسة في معناها العلمي. لأن هناك بعض الكتاب تنقصهم الثقافة السياسية. وليسوا علي دراية بأزمات المجتمع سياسيا واقتصاديا. علي القائمين علي هذه المجلات الثقافية مراعاة أن يكون هناك توازن بين الجديد والأجيال السابقة فنحن أجيال متواصلة. وبالطبع فأنا مع صدور هذه المجلات شريطة أن تكون ذات سمة جديدة تتلاءم مع الواقع الذي نعيشه. ويعبر القاص والناقد فرج مجاهد عن أمنيته في أن تعيد هيئة الكتاب إصدار مجلات الزمن الجميل التي تربي عليها الكثير من المثقفين الذين يتصدرون المشهد الثقافي الآن في مصر والوطن العربي مثل رسالة الزيات وثقافة أحمد أمين وفريد أبوحديد. والكاتب المصري لطه حسين. والطليعة. والكتاب العربي. ومجلتي التي كان يحررها أحمد الصاوي محمد. ومجلة سلامة موسي الجديدة وغيرها من المجلات التي تركت علامات بارزة في الوجدان الثقافي العربي. لا يمكن محوها بسهولة. ومصر مليئة بالكفاءات التي تقدر علي إدارة عشرات المجلات. غير أن الملاحظة اللافتة هي سعر المجلة. لا أدري كيف يحدد؟ المجلة في إصدارها الجديد من هيئة الكتاب بخمسة جنيهات. والثقافة الجديدة من هيئة قصور الثقافة بجنيهين. وأحيانا كتيبا هدية دون زيادة في السعر. النشر هو وظيفة هيئة الكتاب. لذلك فإني أرجو من د. أحمد مجاهد أن يعيد النظر في عملية تسعير المجلات الثقافية التي تصدرها الهيئة.. لماذا تباع عالم الكتاب بعشرة جنيهات. ومجلة الرواية بعشرين؟ إن الهيئة تقدم خدمة من المفترض أنها مدعومة مثل رغيف الخبز. فلماذا المغالاة؟ ويجد الباحث أسامة شمعون في عودة المجلات الثقافية انه يوجد العدد الأقل من هذه المجلات التي تستحق الالتفات مثل فصول الهلال وهي مجلات مهمة وعلينا أن نعني بتدعيم المجلات الحالية مثل إبداع والهلال والثقافة الجديدة بحيث تقدم مستوي لافتاً في الكتابات والنواحي الجمالية وتحاول اجتذاب الأدباء الشباب كتاب وقراء إلي جانب إتاحة الفرصة لنشر أجزاء. أو فصول من الرسائل الجامعية التي تعد للمناقشة حيث ان هذا الأمر علي سبيل المثال شرط مهم لمناقشة الرسائل في كلية الآداب بجامعة عين شمس.