يبدأ اليوم منتخبنا الوطني لكرة القدم مشوار الألف ميل عندما يواجه منتخب البوسنة والهرسك في مباراة وديه تعتبر بداية عهد جديد تحت قيادة فنية جديدة يتولاها شوقي غريب المدرب العام الأسبق في جهاز حسن شحاتة صاحب انجازات أمم أفريقيا 2006 و2008 و2010 وبعد ان أخفق جهاز برادلي المدير الفني الأمريكي الجنسية في تحقيق حلم المصريين بالتأهل لكأس العالم رغم انه كان قاب قوسين أو أدني ليتم اسناد المهمة الي غريب ويحقق حلمه الذي يراه متأخراً في تولي مهمة الرجل الأول لمنتخب الفراعنة. المباراة هي بداية مشوار الاستعداد لتصفيات أمم أفريقيا وهي الرهان الأول للمنتخب. ويحتضنها ستاد تيفولي بالنمسا وتقام في الساعة السابعة والنصف بتوقيت القاهرة وتذاع علي القناة الثانية المصرية باهتمام كبير من جانب جماهير كرة القدم المصرية لعدة أسباب: أولها: ان هذه التجربة هي الأولي لمنتخب الفراعنة بعد التجديد وغياب العديد من نجومه عنه إما للاعتزال أو الاستبعاد طبقاً للرؤية الفنية للجهاز الفني وبالطبع يأتي علي رأس الغائبين النجم الخلوق محمد أبوتريكة وصخرة الدفاع وائل جمعة وبعض الاسماء الأخري فيما عاد الي التشكيلة وبعد غياب كبير عصام الحضري الحارس المخضرم إلا انه هذه المرة يظهر بثوب جديد ويكفي انه أعلن التزامه وعدم الاعتراض علي جلوسه احتياطياً وربما يكون سبب عودته هو رغبته ورغبة شوقي غريب في ان يمنحه ختاماً كروياً مشرفاً بعد المجهود الكبير الذي قدمه للمنتخب خلال السنوات الماضية. ثانياً: رغبة الجماهير في الاطمئنان علي عملية التجديد التي أجراها شوقي غريب والعناصر الصاعدة التي تم الدفع بها في أول تجمع خاصة وان هناك 7 لاعبين جدد وهي المرة الأولي لهم في الانضمام الي المنتخب هم محمد فاروق مهاجم المقاولون العرب وعلي غزال وصالح جمعة لاعبا ناسيونال ماديرا البرتغالي ومحمد رجب مهاجم بتروجت وعمرو جمال مهاجم الأهلي وإبراهيم حسن وشوقي السعيد لاعبا الاسماعيلي. ثالثا: مدي درجة الانسجام والارتياح للتشكيلة التي سيدفع بها شوقي غريب بغض النظر عن الطريقة أو النتيجة التي تنتهي بها المباراة حيث ان التقييم الأساسي لهذا اللقاء سينحصر علي مدي درجة "الضبط والربط" داخل الملعب ومن حيث الواجبات واختيارات المراكز وأيضاً محاولات تنفيذ مهام وتعليمات المدير الفني والأهم هو اقتناع المشاهدين بالتشكيل والاختيار. وبالطبع فاننا خلال مباراة اليوم لن نعلق كثيراً علي طريقة اللعب التي سيلجأ اليها شوقي غريب وجهازه المعاون وما إذا كان سيعود الي الطريقة التقليدية 3/5/2 ومشتقاتها "3-2-2-1-2 أو 3-2-2-3 أو 5-3-2" أو انه سيسير علي طريقة برادلي المدرب الأمريكي وطريقته التي أصر عليها 4/4/2. الطريقة المعتادة لكننا من الممكن ان نتكهن في ضوء اختيارات غريب للقائمة انه سيعود الي الطريقة المعتادة حيث انه فضل الاعتماد فقط علي الثلاثي رامي ربيعة مدافع الأهلي وشوقي السعيد مدافع الاسماعيلي وأحمد سعيد أوكا مدافع سموحة وهم الثلاثة "مساكين" فقط في قائمة المنتخب ومعهم أظهرة متمثلة في أحمد فتحي وإبراهيم عبد الخالق وحتي المحمدي. هذا بجانب عدد كبير من لاعبي خط الوسط المدافعين وهم علي غزال ومحمد النني وحسام غالي وابراهيم حسن وطارق حامد وأحمد حمودي. في المقابل اتضح الشق الهجومي الذي ينوي غريب تطبيقه وهو إما الاعتماد علي ثنائي هجومي ومن خلفهما صانع ألعاب أو اللعب بثلاثي هجومي يتكون من أجنحة ورأس حربة وهم المتمثلون في صلاح وجدو وجمال وقمر وفاروق.. بينما كصانع لعب يعد الثنائي الأقرب هما حسام غالي وصالح جمعة. وأكد غريب في هذا الإطار انه لا يعتمد علي طريقة لعب واحدة وانما كل مباراة ستفرض تشكيلها وأسلوبها وطريقتها وستكون الطريقة الأفضل بالنسبة إلينا هي التي تجعلنا نؤدي أفضل ونحقق النتيجة المطلوبة. ولاشك ان الجهاز الفني سيسعي بكل قوة ليترك بصمة في أول لقاء رسمي له مع الفراعنة وبالتالي ستكون المباراة بمثابة تحد كبير بالنسبة لهم خاصة انهم يواجهون منتخباً احتل المركز الأول في مجموعته بالتصفيات الأوروبية محققاً 25 نقطة من 10 مباريات وتأهل رسمياً وبجدارة الي مونديال البرازيل القادمة.