تزوجت وندمت وبماذا ينفع الندم؟ أعيش حياة زوجية بالاسم فقط فلا تفاهم ولا حب أو ود.. لا راحة.. عذاب في عذاب هذا هو باختصار حالي الذي أعيشه منذ عامين تقريباً وبدأ بعد زواجي بثلاث سنوات. أما البداية فكانت عندما وصلت لنهاية العشرينات وبدأ الحاح الأهل في أمر زواجي وتحول الموضوع لحصار شديد وبعد أن كانت لي أحلام وشروط في شريكة أحلامي تنازلت عن كل شيء ورضيت بفتاة رشحتها لي والدتي وتحمست لها بشدة فرضيت وتزوجتها. بداية هي طيبة القلب جداً وعشنا أول سنتين حياة هادئة مستقرة لا أقول أنني كنت أحبها ولكن كان هناك حالة من الاستقرار رغم عصبيتها الشديدة وشكها المستمر وصوتها المرتفع دائماً ومع وصول ولي العهد تخيلت أن حبنا الحقيقي سيبدأ ولكن العكس هو ما حدث. تضاعفت العصبية منها ومني بالطبع كرد فعل وبدأنا سيناريو الخناقات التي لا تتوقف ولأول مرة تركت لي المنزل وغضبت بشدة في البداية لكن وجدت راحة غير عادية وأنا أعود لحياة العزوبية وانطلق بلا خناق وتركتها لمدة شهر لكن صالحتها في النهاية. عادت وبقي همي الأكبر دائماً أن أحاول ارسالها لمنزل أهلها كل فترة لالتقاط أنفاسي وأشعر بشيء من الهدوء وأنا رجل اخاف الله فليس لي عشيقة أو اصدقاء سوء ولا أفعل ما أخجل منه.. ولكن فقط أحب الهدوء والاستمتاع بوحدتي بعيداً عن ضغوط الزواج والزوجة. النتيجة الطبيعية لحياتنا المشتركة أنني أشعر الآن برفضي لها الذي يصل إلي حد الكره وهي تعلم ذلك وتخبرني به وتؤكد أنها لا تستمر معي إلا من أجل طفلينا فقط وحتي تحقق لهما بعض الاستقرار.. حياة بلا طعم وبدون عنوان ولا هدف وأنا واثق أن الطلاق ليس حلاً ولا أريده ولكن استمرار الوضع الحالي قاتل ولا أعرف كيف تنتهي هذه المأساة.. وأريدك أن تساعدني؟ ت . أ . الجيزة جميل أن تصف نفسك بأنك تخاف الله لكن ألا تخاف الله في زوجتك وشريكة حياتك ووالدة أطفالك أم أنك تختار من الخوف ما يناسبك وتترك ما لا يتفق مع هواك؟!! ألم تشغل بالك قليلاً بإحساس هذه الزوجة وهي تشعر برغبة زوجها في طردها من المنزل فقط ليستمتع بوحدته!! وإن كنت تقول عنها أنها عصبية مرتفعة الصوت فأنا أؤكد لك أنها بنت أصول وطيبة لأبعد مما تتخيل فمن تتحمل الحياة التي تعيشها والشعور بأنها إنسانة غير مرغوب فيها أو حتي في بقائها داخل منزلها فزوجة مثلها تستحق وسام الشرف. مع الأسف يا عزيزي هي أثبتت أنها اعقل منك وتحملت ما لا تطيق من أجل استقرار طفليها وتجاهد هي لاستمرار زواج لا تشعر فيه بأي سعادة لكنها فقط بنت أصل وتتفادي المشاكل ولا يشغلها سوي مصلحة ومستقبل الأبناء. لا أجد أمامك من حل سوي أن تعود إلي رشدك وتصلح ما أفسدته بنفسك وهو أمر ليس بالصعب أو المستحيل فقط عليك أن تشعر بالآخرين وتتخلي عن أنانيتك المفرطة.. وتأكد أن زوجتك لو سمعت منك كلمتين حلوين ستنسي كل الاساءات دفعة واحدة وإن كانت قد تحملتك في الأوقات الصعبة فتخيل رد فعلها إن لمست منك تغيراً ورغبة في عودة الحب القديم وللعلم هو موجود في القلب وفقط يحتاج منك لترجمته إلي مواقف وأفعال وكلمات بسيطة. احتويها.. حبها.. راعي الله فيها.. حاول مرة واحدة أن ترفض ذهابها إلي منزل الأهل وتمسك بها ملكة علي بيتها وأخبرها انك لا تستطيع الاستغناء عنها.. الأمر المؤكد أنها ستطير من الفرحة حتي لو اخفت هذه الفرحة عنك لكنك ستلمس تغييراً في سلوكها.. تكلم معها.. اجعل بينكما حواراً وأشياء مشتركة. لقد تجاوزت فترات الزواج الأولي علي صعوبتها في تحقيق الود والانسجام والتقارب وأكيد أنك قادر علي استعادة هذه الروح والحب الذي كان وهو أمر يستحق أن تبذل كل الجهد لتنجح فيه رامياً المشكلات وراء ظهرك لتجمع شمل أسرتك الصغيرة وتعيد الروح إليها من جديد مع تمنياتي لكم بالتوفيق والاستقرار.