مر اضراب أصحاب "البالطو الأبيض" علي خير دون أن يؤثر ذلك علي علاج مرضي الحالات الحرجة والطواريء. وأكد الأطباء أن اضرابهم يصب في مصلحة المريض حيث إنهم يطالبون بزيادة ميزانية الصحة لتحسين الأداء ورفع كفاءة المستشفيات لتقديم خدمة مميزة للمرضي.. كما أنهم يطالبون بزيادة رواتبهم المتدنية ووقف أعمال البلطجة ضد المستشفيات واقالة وزير الصحة الدكتور أشرف حاتم. د.سمير الملا "أستاذ المخ والأعصاب بمستشفي الدمرداش" يقول: إنه يشارك في اضراب الأطباء للفت النظر الي ما يعانيه الطبيب فبعد قضاء 7 سنوات دراسة وجهود للحصول علي أعلي الدرجات نحصل علي رواتب متدنية لا تمثل سوي فتات لا تقارن بما يتقاضيه البعض وليس الوضع المالي فقط هو سبب الاضراب بل أيضاً ما تتعرض له مستشفي الدمرداش وغيرها من أعمال بلطجة متكررة وترويع الأطباء في ضوء أحداث الشغب في الشارع وما يسفر عنه من وقوع مصابين بين عناصر البلطجية يتوجهون الي المستشفي مسلحون ويأخذون الأطباء تحت تهديد السلاح لاجراء الاسعافات لهم وهناك من أصيب من الأطباء ولديهم محاضر مثبتة في قسم الوايلي. د.محمد راضي "أخصائي جراحة بمستشفي أحمد ماهر التعليمي" يقول إن الاضراب جزئي بالنسبة للعيادات لكن جميع أقسام الطواريء والحالات الحرجة والعناية المركزة والتوليد والحضانات تعمل بكامل طاقتها لكن يوم 17 من الشهر الجاري سيكون هناك أضراب كامل إذا لم تنفذ مطالبنا وعلي رأسهم اقالة وزير الصحة الحالي د.أشرف حاتم الذي يعمل علي نفس سياسة الوزير السابق ولم يحدث تغير حقيقي ملموس وكأنها عملية تبادل أسماء فقط. أكد أن هذا الاضراب المقصود به في المقام الأول مصلحة المريض وليس كما يعتقد البعض أن الهدف زيادة رواتبنا فقط فمازال العلاج علي نفقة الدولة يتأخر والمستوي الصحي ضعيف جداً والامكانيات محدودة فلابد من زيادة الميزانية للارتقاء بمستوي الصحة في مصر. د.عبدالله زغلول "أخصائي جراحة" يري أنه علي الرغم من إعلان الاضراب إلا أننا لم نمتنع عن استقبال المرضي بالطواريء حيث نتواجد بكامل عددنا نلبي الخدمة للمرضي الذين تستدعي حالتهم ذلك لكن من يحتاج لكشف عادي.. ولا يقع في دائرة الخطورة نعلمه بأن العيادات سوف تعمل في اليوم التالي ومن لديه حالة أو متابعة عملية نستقبله ولم يشعر المرضي بالتقصير منا. د.أحمد عبدالهادي "جراحة" في كل مستشفي لجنة متابعة الاضراب تقوم بعملية فرز الحالات وإجراء الكشف حسب خطورة الحالة فمن يعاني مثلاً من مرض منذ سنوات ولا تستدعي حالته للكشف العاجل فنبلغه أن العيادات ستستأنف عملها في اليوم التالي ولم نقصد خلق مشكلة مع المرضي أو تعطيل العمل لكن الأطباء يجتمعون علي كلمة واحدة وفقاً للاضراب الذي أعلنته الجمعية العمومية للاصلاح فالاضراب موجه لجعل الفترة الحالية حراكاً لتحسين أوضاع كل ما يخص المواطن المصري. محمد عبدالهادي "مكوجي بالمستشفي" أكد أن جميع العاملين من إداريين وتمريض وأطباء يشاركون في هذا الاضراب بعد ضياع حقوقهم مشيراً الي أنهم لا يصرفون بدل عدوي رغم أنهم أكثر فئة تتعرض للاصابة بالأمراض بسبب غسيل ملابس حالات الأمراض المعدية.. والعاملون بالعمليات والتمريض فقط هم من يصرفون هذا البدل. عزة رمزي "إدارية" تقول إنها خريجة ليسانس آداب وتعمل في السكرتارية بالمستشفي وقضت 12 سنة في العمل وحتي الآن لم يتم تثبيتها وهناك 356 حالة تعاني من نفس المشكلة وفوجئوا بوضع 100 منهم فقط لتعيينهم مع الميزانية الجديدة. د.أحمد رفعت "أخصائي تخدير" إن الأوضاع الصحية لم تتحسن ونتمني أن تزيد الميزانية من 3% الي 15% لتحسين الامكانيات بالمستشفيات ورفع كفاءة الأجهزة اللازمة والتأمين الصحي وكل هذا يصب في مصلحة المرضي أولاً كما أن راتبي لم يتحرك منذ تعييني سنة 2003 حتي الآن واذا كان وزير الصحة الحالي لم يستطع أن ينهض بقطاع الصحة فعليه أن يترك المنصب لغيره. أشار الي أن معظم المستشفيات تتعرض لأعمال شغب وبلطجة وقد أصيب زميلنا بمستشفي أحمد ماهر د.عمرو مجد المصري أخصائي الجراحة عند اقتحام البلطجية للمستشفي أثناء أحداث شارع عبدالعزيز وبالنسبة لما يردده د.حمدي السيد فهو لا يمثل صوتاً للأطباء ولا نعتبره نقيباً لنا. د.أحمد بدوي وأحمد بشر "عظام" الاضراب سيكتمل في جميع الأقسام يوم 17 اذا لم يتم التوصل لحل مشاكلنا. سماح جميل "ربة منزل" توجهت الي المستشفي لاسعاف ابنها أكدت أنه أصيب بكسر في يده وبمجرد توجهها للمستشفي قابلها ثلاثة أطباء جروا للكشف علي الطفل وطلبوبا أشعة وبعد اجراءها اسعفوا ابني بسرعة. دعاء حامد وأميمة محمد "من طاقم التمريض" أشاروا الي أن المرافقين للمرضي والمرضي أنفسهم يعاملوننا كأننا من فلول النظام الفاسد كما نعاني من رؤساء التمريض الذين يتعاملون معنا بطريقة غير لائقة ونطالب أيضاً بالحصول علي كارنيه تأمين صحي مثل أي مواطن عادي. د.رأفت محمود "أخصائي رمد بمستشفي المنيرة" أكد أن الاضرراب يهدف الي توجيه العناية للأطباء وقطاع الصحة حتي نرتقي بالمستوي الصحي ونستطيع تقديم الخدمة الطبية المتميزة. د.حمدي السيد "نقيب الأطباء" قال إنه حذر الأطباء من الاضراب عن العمل لأنه لا يتناسب مع طيبعة المهنة فمهمتهم مساعدة المرضي وتقديم الخدمة الطبية والامتناع عن أداء وظيفتهم يعتبر عقاباً للمريض وليس للدولة فاذا حدث تقاعس من أي طبيب في علاج المرضي وثبت أنه تأثر صحياً ستكون "وقعته سوداء" وسيقع تحت مسئولية جنائية وطبية وأخلاقية والاحالة للتحقيق. أوضح أن الأطباء انجرفوا وراء موضة الرفض بلا مبرر وهو المثل الشائع في مصر الآن فهم يطالبون باقالة وزير الصحة الجديد د.أشرف حاتم رغم أنه من أفضل الشخصيات التي تولت المنصب في تاريخ وزارة الصحة وخلال فترة قصيرة من دخول الوزارة أنجز العديد من الاصلاحات التي كنا نشكو منها كما أن ما عرضه الأطباء من مشاكل فهو يدرسها لايجاد الحلول المناسبة لتحسين أوضاعهم المالية وتأمين المستشفيات ومشاكلهم الأخري.