تنتمي زينب صادق إلي جيل الستينيات في الصحافة والأدب . عبرت في كتاباتها الصحفية عن نبض الشارع من خلال حكايات تقطر بالمأساة والرغبة في الحياة الأفضل . واتسمت أعمالها الروائية والقصصية بأجواء رومانسية . وإن كانت - باعترافها - تخلو من الخيال. عن البدايات تقول : بدأت بكتابة الشعر بالإنجليزية . بالرغم من أني تعلمت في مدرسة السنية . وتخرجت في قسم الصحافة في جامعة القاهرة . فإني أحببت اللغة الإنجليزية قبل أن أتعلمها في المدرسة لأن بيتنا كان يهتم باللغات . وعندما التحقت بالجامعة كان قسم الصحافة قد افتتح . كان الطالب - آنذاك - يتنقل بين الأقسام قبل أن يلتحق بالقسم الذي يناسبة . وشجعتني زميلات علي الالتحاق بالقسم . ثم انضممت لفرقة الشعر . لكنهم طلبوا أن أكتب بالعربية . أغراني الشعر الحر . وكان يحضر إلينا الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي ويوسف إدريس . وعندما اطلع إدريس علي كتاباتي . قال لي ما تكتبينه هو القصة. قلنا : أيهما أسبق في كتاباتك : القصة أم الصحافة؟ قالت : في فترة تدريبي العملي كان أبي يأتي لنا بكل الصحف . ووفر لي حكايات ألف ليلة وليلة وروايات جورجي زيدان .. كل هذا قرأته في الإجازة . ولم أستطع أداء شغل البيت . لإشفاق أمي وأختي علي بنيتي الضعيفة . أحببت القراءة ومنها اشتقت للكتابة . وأول قصة كتبتها في 1958 أما الصحافة فقد كان أحمد بهاء الدين رئيساً لتحرير "صباح الخير" ولويس جرجس يدرب مجموعة من قسم الصحافة . وراحت مجموعة أخري إلي "الأخبار" مثل سناء البيسي وسناء فتح الله وصافيناز كاظم وإلي جانب صباح الخير أعددت سلسلة تحقيقات سريعة لجريدة المساء أسأل الناس العاديين : ماذا يريدون الآن؟ كانت تلك التجربة هي التي دفعتني إلي كتابة الحكايات وكتبت القصة في صباح الخير وفوجئت باتهام من صحفي شهير آنذاك يدعي أن إحسان عبدالقدوس هو الذي يكتب قصص البنات . والغريب أن البعض صدق ذلك الاتهام . أو النكتة وقال لي إحسان ضاحكاً : ردك عليه أن تستمري في الكتابة . وهذا ما حدث وبهذه المناسبة أذكر أني كنت أعيد كتابة موضوعات زميلاتي في صباح الخير بتكليف من لويس جريس ولما راجع بهاء أصول الكتابات وصياغتي لها . تنبأ بأن أكون الوحيدة التي تواصل العمل الصحفي. * قلنا : كيف استقبلت روايتك الأولي؟ * قالت : أصارحك أني أحب كتابة الروايات القصيرة . وكانت أول رواية لي بعنوان "شهور صيف" وكتب عنها فتحي غانم ونشرتها مسلسلة في صباح الخير. * قلنا : ما رأيك في الكتابة النسائية؟ * قالت : ليس شرطاً أن تكتب المرأة رواية لتكون رواية نسائية . إحسان كتب الرواية التي أجادت التعبير عن نفسية المرأة . وأنا شخصياً أستطيع أن أقدم مشاعر الرجل في مراحل عمره . الكتابة هي الكتابة . لايوجد أدب ذكوري . ولا أدب نسوي . وإن بدلت أليفة رفعت الزمر بكتاباتها التي لاتخلو من الجنس. * قلنا : اتسمت كتاباتك بالرومانسية .. إلي أي حد تقترب من الواقع؟ * قالت : كتاباتي رومانسية .. نعم . لكنها ليست خيالية . فهي متصلة بالواقع. * قلنا : أين إبداعك في كتابات النقاد؟ * قالت متسائلة: نقاد؟! .. أين هم ؟ .. لدي 20 كتاباً بين قصة قصيرة ورواية .. هل المفروض أن ألح علي الناقد كي يكتب عن إبداعي . هذا أمر غير مقبول في الدنيا . في الغرب يسعي الناقد إلي الكاتب والروائي . يقرأ له ويكتب عنه . لم يكتب عني النقاد . لكن كتب عني زملائي المبدعين الكبار : عبدالله الطوخي وعبدالفتاح رزق وعلاء الديب. * قلنا : لماذا لم تكتبي سيرتك الذاتية؟ * قالت : هذا سؤال يتردد دائماً . أنا لا أحب هذا . رواية "كنا في زمن أحباب" تجربة شخصية . أنا أكتب وأشتغل علي تجاربي وتجارب الآخرين . تمثل تجربتي 90% منها . بينما الباقي متخيل. * قلنا : لماذا تبتعدين عن الحياة الثقافية؟ * قالت : أنا غير مبتعدة . فأنا أشترك - من حين لآخر - في الندوات الثقافية . وإن كان يجب أن أعترف بعدم إجادتي الكلام الشفاهي . أفضله مكتوباً . والحق أني لست اجتماعية كما ينبغي . إذا زاد عدد الحضور علي ثلاثة أو أربعة ربما غلبني الارتباك .بالمناسبة : أنا لا أجيد إعداد ندوات عن كتبي . فذلك ليس عملي. * قلنا : ما رأيك في الزواج من فنان؟ * قالت : صعب .. وكويس في الوقت نفسه تزوجت الفنان الدكتور سامي رافع سنة 1986 وكنت قد أنجزت في عملي الكثير . أهم شيء في زواج الفنان أن يعرف الشخص طباع الآخر ومزاجه الفني والنفسي . ويحترم لحظات الإبداع في حياته . أما الصعوبة فهي أنك قد تريد الشيء نفسه الذي يريده .. التوافق في العمل لايعني أن يكتم أحد الزوجين علي نفس الآخر.