المقارنة بين زيارة الرئيس المعزول المحبوس محمد مرسي وزيارة وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي إلي روسيا أكيد ظالمة وليست في صالح الأول بالتحديد. لأسباب عديدة منها أن المشير رجل مثقف وواع ومدرك لحجم وقيمة مصر وقارئ جيد لتاريخها السياسي والعسكري والثقافي. كما أنه يدرك مكانة أم الدنيا كموقع وقيمة تاريخية ساهمت في نهضة العالم من ظلمات الجهل والتخلف إلي رحابة الحضارة وسمو البشرية. المشير يدرك أن تلك البقعة الكبيرة علي البحر المتوسط هي قلب العالم ووسطه بالضبط وبالتالي طمع الاستعمار بمختلف أشكاله فيها ولهذا وهو يجري مشاورات مع أي شخصية عالمية أو دولية يضع أمام عينيه قامة وقيمة بلده التي حفظها الله علي مدار التاريخ من كل محاولات التقسيم وظلت علي هويتها العربية الإسلامية والقبطية أيضاً مهداً لكل الأفكار والتيارات والثقافات. المشير يدرك أيضاً أن أمريكا ذلك المستعمر الجديد لن تستطيع بقوتها وأسلحتها وأفكارها وقوتها الناعمة أن تملي رأيها وأفكارها علي المصريين الذين أنهوا المخطط والمؤامرة الإخوانية الإرهابية للقضاء علي التماسك الشعبي ووحدة الأرض وسلامة النيل الذي يشكل شريان الحياة للمصريين وحمايته هي أمن قومي سنتصدي جميعاً لكل محاولات أثيوبيا أن تنال من حصتنا فيه لأنه المستقبل للأجيال القادمة. المشير يعرف بل يؤمن بقدرة الجيش المصري الذي ظل وسيظل الشوكة في ظهر قوي الظلام الاستعمارية في إسرائيل وأن وحدة ذلك الجيش وتماسكه ووطنيته هي الدرع الواقية للأمة العربية كلها بكل بلادها وشعوبها ولم لا وهو الجيش الذي بنيت علي أكتافه الدولة بكل تفاصيلها وأنظمة حكمها منذ توحيد مينا للقطرين الشمالي والجنوبي. المشير السيسي يعلم أن الشعب خلفه يسانده في كل قراراته التي حتماً ستصب في صالح ذلك الشعب الطيب الذي عاني أشد المعاناة من ظلم الحكام وبطشهم وصفاقتهم أحياناً كثيرة ولطفهم في أحيان قليلة. أما المعزول خلف الأسوار فلم يكن ذا علم ولا ثقافة ولا إدراك ولا شخصية. كان مجرد تابع أمين لمكتب تنظيم إرهابي عاش أكثر من ثمانية قرون ينخر في جذور المجتمع المصري وها هو ينكشف ويفضح أمام العالم كله.. يرهب ويقتل ويحرق ويدمر ويمزق أوصال المجتمع تمسكاً بسلطة أساء استخدامها وكاد أن يحولنا إلي مجتمع بلا مصير أو مستقبل نقاتل بعضنا البعض ونعود إلي عصور كان الظلم فيها سيد الموقف. مرسي أو قراقوش الإخوان مجرد شيء ابتلانا الله به ليعلم المصريون إلي أي حد عشنا بين جماعة كنا نظن أنهم مثلنا يضحون بأرواحهم في سبيل الأرض التي هي العرض فاكتشفنا أن الإخوان لا أرض ولا عرض لهم بل هم مجرد مسوخ بشرية مشوهة بأفكار سوداوية قاتمة ضد كل مبادئ الوطنية والإنسانية. مرسي عندما زار روسيا شعرنا أنه محافظ إقليم مصري ذهب إلي بلد أوروبي ليوقع اتفاقية تآخ مع أحد ضواحيها هذا هو الفارق بين زعيم شعبي بحجم المشير السيسي وبين ناظر عزبة في احدي القري المصرية الفقيرة.