هل لدينا خطط واضحة للترجمة أم ان الأمر متروك للمصادفات والتربيطات الشخصية والعلاقات العامة وأظن الوضع هكذا في حال ترجمة الأدب العربي للغات الأخري ومادام الأمر كذلك هل يمكن الحديث حول القيمة الفنية والجمالية لتلك الأعمال التي تتم ترجمتها؟ فالحكم هنا ينصب علي قدر العلاقة والمقدرة علي المنفعة والتبادل وبالتالي سوف تكون القيمة الفنية والجمالية أمرا ثانويا يكفي مثلا مراجعة العديد من دور النشر الغربية وأرقام التوزيع المخزية للأعمال التي تمت ترجمتها بواسطة الأفراد أنفسهم أو بدعم من المؤسسات التي قامت بترشيحهم ومن العجيب ايضا ان تقوم هيئة الكتاب بترجمة بعض الكتابات للانجليزية وغيرها لتقوم بنشرها داخل مصر وهو نفس الأمر العجيب والغريب ايضا حين قامت أمانة ادباء مصر في الدورة الأخيرة لانعقاد مؤتمر الأدباء بترجمة بعض الأعمال الادبية: شعر وقصة وتوزيع تلك الترجمة علي من حضر المؤتمر. كما انه يوجد توجه آخر لدي الناشر الغربي فالكثير منهم يريد ان يقدم ما يدعم وجهة نظر الغرب عن الشرق وبالتالي سوف تكون الترجمة هنا مقتصرة علي ما يقدم هذا الشرق العجائبي والشهواني والذكوري القامع ايضا وليس مهما هنا ايضا البحث عن القيم الجمالية والفنية والادبية لتترجم اعمال أقل ما يقال عنها انها عادية. لقد ضيع الأدب العربي فرصتين ثمينتين للتعريف به وترجمته بشكل لائق ومحترم للغات العالم خاصة الغربي بعد فوز محفوظ بنوبل 1988 وعقب أحداث سبتمبر 0120. حينما تساءل الغرب: من هؤلاء؟ وبشكل جاد وحقيقي وأظن ان الفرصة الآن مواتية لذلك مع بزوغ ربيع التحرر من الديكتاتوريات والأنظمة الفاسدة التي تحكم الوطن العربي.