صرخة ولا حياة لمن تنادي.. صرخة يوجهها الشباب المصري بكل فئاته وطوائفه ولكن لا مجيب سواء من وزارتي الشباب أو الرياضة ولا أكن متجنيا أو متجاوزا في نقل آلام الملايين من الشباب الذين لا ينالون أي اهتمام من أي مسئول إلا في حالة وجوده أو افتتاحه لمشروع ما أو في زيارته فمازلنا بعد الثورتين لا نجد أي تغيير حتي لم يشعر أي شاب بالتغيير المطلوب بعد الثورتين وخلع مبارك وحاشيته وعزل مرسي وأعوانه.. فالمحسوبية مازالت هي المسيطرة والفساد مازال موجودا في كافة قطاعات الدولة والتعيينات أصبحت للمحظوفين وازداد الطغاة شراسة وطغيانا. ففي قطاع الشباب فوجئت بأحد الاداريين بمركز شباب ابوالسعود يطلب من الشباب الذين يؤدون عرض المصارعة أمام وزير الشباب المهندس خالد عبدالعزيز بأن يقوم بتسليم الملابس بعد انتهاء العرض بعد ارتدائها علي انهم ابطال بل وينهرهم ويأمرهم بأن يضعوا ملابسهم في "كيس بلاستيك" ليستبدلوها بعد العرض وذلك في أول دوري للمصارعة لمراكز الشباب بالقاهرة فلا شيء تغير. العيدية والمعلوم علمت من مصدر آخر بأن هناك أحد وكلاء المديريات يقوم بالمرور علي مراكز الشباب للحصول علي العيدية وهي المعلوم بلغة السوق يتم تحصيله بسيارة المديرية التي تجوب نحو 270 مركز شباب في المواسم والأعياد لتحصيل "اتاوة" مفروضة علي كل مدير مركز أو مجلس ادارة وهي تتراوح ما بين 1000 و3000 جنيه حسب كل مركز ونشاطه وإلا سيتم حرمان المركز من الاعانة الانشائية أو المقررة له من الوزارة وهناك مراكز شباب يتشاجرن اعضاء مجالس الادارات مع مدير المركز من أجل سرعة صرف الشيك المقرر من المديرية لتقسيم الغنائم عليهم مع "ضرب" فواتير لتسديد الخانات والمديونيات ورأيت بنفسي أيضا الوزير خالد عبدالعزيز في احدي جولاته يطلب فنجان قهوة من رئيس مجلس ادارة مركز شباب أوسيم بعد جولة استمرت لأكثر من 4 ساعات دون توقف حتي شعرنا بالاعياء وقام رئيس المركز بعمل "ودن من طين وأخري من عجين" متجاهلا طلب الوزير أو حتي الترحيب برفاقه بكوب ماء بارد بالرغم من الوجود بالبلد الريفي المعروف بالكرم الفلاحي.. ولكن في نفس الوقت شاهدت أحد اعضاء المجلس يتحدث عن الملايين التي ستدخل للمركز وكم من نسبة ستدخل جيوب مسئولي المركز وذلك قبل الخروج من أرض المركز بالبلد الفلاحي.. هذا بعض من القليل والذي يتندر به ويذكره وزير الشباب بنفسه قائلا إنه يعرف بل متأكد بدرجة اليقين بأن هناك مراكز شباب اسوأ حالا من الصور التي ظهرت في أحد افلام الفنان عادل إمام عندما ذهب لأحد مراكز الشباب ووجد البهائم تسير بالمركز والفراخ في الملعب ومدرب كمال الأجسام "الخالي من أي اجسام" يدخن الشيشة ومدربة "الكوند كنود" أي التايكوندو و"فرج العجل" المشرف الاجتماعي وعند سؤالهم من هو فقال لهم أنا الوزير يا ولاد..!! التجربة الدنماركية عموما لم تختلف الصورة كثيرا عن التجربة الدنماركية ولم تختلف طالما هناك تنبيه بزيارة الوزير حتي انه يجد اللافتات والشعارات الرنانة في استقباله مع ارتداء مسئولي المركز افخر انواع الملابس وتحضير كافة المستندات والطلبات التي تحتاج لامضاءات وتوقيعات الوزير دون الشعور بتنفيذ هذه المطالب علي أرض الواقع مثلما يقول بعض ابناء حي امبابة الذي انتمي إليه والذين شاهدوا زيارة الوزير وما ان غادر الوزير الحي إلا وعادت الاقفال مرة أخري علي أبواب الملاعب والمركز احيانا من الخارج ويعود تجار المخدرات وسماسرة الملاعب والمراهنات من جديد. ناقوس الخطر هذا هو ناقوس الخطر الذي لابد من مواجهته دون دفن رءوسنا في الرمال كالنعام.. فلعل محاولة خالد تليمة نائب وزير الشباب وقفزه من علي أحد الأسوار لمراكز شباب الحسانية التابع لادارة طوخ القليوبية بسبب مياه الصرف الصحي التي تحاصر مركز الشباب ومشاهدته لكرات اللعب والأدوات الرياضية داخل ثلاجة!! لكي يضع يديه بنفسه علي إحدي عورات الفساد الموجودة بمراكز الشباب في زيارة غير مرتبة هذا هو الأمر الذي يحتاج لوقفة ويحتاج لتنفيذه بشكل حقيقي وهو ما تحدثت معه فيه ووعدني بأن تتم بعض الزيارات المفاجئة ولكن لم تتم. الهرم.. المقلوب الجدير بالذكر ان الهرم الذي نشتهر به في مصر مازال مقلوبا حتي بعد الثورتين.. فالأطباء الذين يقومون بعمل اضرابات بسبب الكادر وزيادة مرتباتهم بالرغم من تعرضهم لأسوأ أنواع البلطجة علي ايدي أهالي المرضي فضلا عن الفيروسات القاتلة وأمراض المهنة أمام ندرة الامكانيات بالمستشفيات ومن أجل حفنة جنيهات لا تكفي سد رمقهم الشهري واحتياجاتهم الاساسية نجد بعض لاعبي كرة القدم يتقاضون الملايين وكذلك الأمر مدربيهم الذين يتقاضون مئات الآلاف شهريا دون عمل أو انجاز يذكر إلا انهم يتجولون كسياح في بلاد الله هم واتباعهم من الجهلة والمرتزقة والمنتفعين وتجار الزفة ففي الوقت الذي نسمع عن موجة صقيع غير مسبوقة في النمسا والموجة الثلجية التي تضرب أوروبا وأمريكا معا نجد اتحاد الكرة ينظم مباراة ودية مع البوسنة في النمسا بمباركة كبار مسئولي الاتحاد الذين ثبت فشلهم من قبل في العديد من التجارب بالأندية وصراع محموم علي السفر للتنزه والتسوق وعمل "سبوبات" دون رقيب أو حسيب علي الملايين التي تهدر دون وجه حق في بلد بها أكثر من 40% تحت خط الفقر فلابد من الرقابة من وزير الرياضة طاهر أبوزيد نجم كرة السابق والأعلم والأكثر دراية بألاعيب أهل كرة القدم في مصر الذين يضعون مصلحة مصر ومنتخباتها آخر اهتماماتهم ويركزون فقط علي تدمير البقية الباقية من شباب مصر وكفاءتها في كل المحافل سواء الرياضية أو غيرها وعليه التدخل لحماية الرياضة المصرية من البهوات المنتفعين اصحاب السبوبات المعروفين بتاريخهم الأسود.. فهل من مجيب أم انها صرخة مكتومة في بلد لا تريد التقدم.. مثل العالم فيكفي القول إن دولة مثل اليابان لا يوجد بها اتحاد لكرة القدم وتنظم كأس العالم للأندية من خلال شركات السيارات وتهزم منتخباتنا بالثلاثة ولا يوجد بها وزارة رياضة أو شباب ولكن لديهم ضميراً ونظام ورغبة وحب لأن تكون بلدهم "أم الدنيا" بلا شعارات. فضيحة الترسانة انتخابات الترسانة علي الأبواب واصبح الكل يتناحر ويتسابق من أجل الفوز بالكراسي وبالطبع سنجد من كل شكل ولون فسنجد المخلص والفدائي والإعلامي الكبير ونجم الكرة ايضا والعضو المحترم ذا الخلفية الخدمية المعروفة وسنجد أيضا المنتفع والانتهازي وحرامي المكاتب حسب محاضر الشرطة وبياع الكروت الشحن والكهربائي الذي كان من ابرز انجازاته بالمجالس السابقة صفقة تأجير المدخل الرئيسي للنادي لمحل كاوتش وعجبي علي قلعة الشواكيش بمدخلها "بتاع" الكاوتش.. وعلي رأي الكابتن سيد حامد ابن الترسانة المخلص لن اذهب للإدلاء بصوتي لكهربائي وبياع كروت شحن لرئاسة الترسانة.. فعلا هزلت.. وعجبي!!