عاد الأهلي رغم استمرار تواضع مستوي الفريق إلي طريقه الصحيح بعد الفوز علي ضيفه غزل المحلة بهدف للا شيء أحرزه عبدالله السعيد من ضربة جزاء في مباراتهما معاً بالجولة الثامنة ضمن منافسات المجموعة الأولي. وضرب الأهلي بهذا الفوز الباهت أكثر من عصفور بحجر أولها العودة إلي الصدارة من جديد بعد ارتفاع رصيده إلي 15 نقطة متساوياً مع المقاولون العرب. وإن تفوق الذئاب بفارق الأهداف. كما استعاد الأهلي نغمة الانتصارات وعبر أحزانه بعد خسارته مباراتين متتاليتين لتعود معها الابتسامة الغائبة عن جماهيره التي فرحت فقط بالنقاط الثلاث. وإن كانت مازالت غير راضية عن الأداء لنجوم الفريق. أبرز ما في اللقاء هو حكم المباراة ابراهيم نورالدين الذي ضرب رقماً قياسياً في عدد مرات إشهار البطاقات الصفراء والحمراء 13 مرة في المباراة. عشر منها صفراء وثلاث حمراء. بينما المجريات والأحداث لم تكن تستدعي ذلك اطلاقاً. فالمباراة كانت هادئة في معظم فتراتها لا سخونة ولا إثارة ولا شد وجذب بين اللاعبين داخل الملعب. الناحية الفنية للمباراة نفسها كانت ضعيفة ومملة ولم يقدم أي من المديرين الفنيين محمد يوسف وأشرف قاسم أي حلول لكسر حالة الملل.. فالأهلي مازال بعيداً رغم الفوز الذي يجب ألا يعمي أعين جهازه الفني عن استعادة قوة الفريق من جديد حتي لا يتكرر ما حدث في بداية الموسم بعدما فاز أربعة لقاءات متتالية بأداء ضعيف. وفجأة استيقظ الجميع علي هزيمتين متتاليتين. فالفريق مازال أمامه الكثير بغض النظر عن وجود غيابات عديدة. فالمدرب الناجح يجب أن يستفيد من كل الأوراق المتاحة. ويجب ألا ينسي أن الفوز جاء من ضربة جزاء. وبات لزاماً علي محمد يوسف البحث باستمرار وبإتقان شديد عن ضالته بين صغار الأهلي وحسناً فعل عندما منح الفرصة للاعب الصاعد رمضان صبحي الذي لم تمهله ظروف اللقاء وطرد وائل جمعة الاستمرار في الملعب. أما فريق غزل المحلة فقد بدا تائهاً تماماً ولقي جزاء خطته الدفاعية التي لعب بها ودائماً عندما يدافع الفريق بأكثر من اللازم تكون الهزيمة من نصيبه. خاصة أن المحلة لم يقدم ما يستحق عليه حتي التعادل لذا كانت خسارته مستحقة تماماً علي الأقل لأن الأهلي ورغم تواضع مستوي أدائه إلا أنه حاول واجتهد قدر استطاعته فكان الفوز من نصيبه. المباراة كانت مملة والأداء عشوائياً وجاء شوطها الأول سلبياً في كل شيء من الفريقين.. فكانت السمة المميزة البطء الممل للغاية من لاعبي الفريقين وغابت الخطورة علي المرميين حتي الفرص المتاحة ثلاث منها للأهلي وواحدة للمحلة ذهبت أدراج الرياح. كان أبرز ما في هذا الشوط الضعيف والفقير فنياً هو حالتا الطرد من جانب الحكم إبراهيم نورالدين بواقع حالة طرد لكل لاعب وائل جمعة من الأهلي بعد إعاقته للاعب حسام عرفات ومنعه من الوصول إلي المرمي وكان الكارت الأحمر مبالغاً فيه. بينما الحالة الثانية كانت من نصيب مهاجم المحلة سعد ماندو لتدخله العنيف مع عبدالله السعيد وقبلها كان قد حصل علي بطاقة صفراء بسبب العنف مع حسام عاشور. بدأ الأهلي الشوط الأول بتغيير هجومي عن مبارياته السابقة من خلال الدفع بالوافد الجديد أحمد رءوف من البداية علي حساب عمرو جمال واستبعاد السيد حمدي من قائمة المباراة والدفع بالصاعد رمضان صبحي في التشكيلة الأساسية. ولم تكن هذه التغييرات الوحيدة وإنما عاد أيضا شهاب أحمد للتشكيلة الأساسية علي حساب محمود حسن تريزيجيه الذي جلس علي مقاعد البدلاء ولكن كل هذه التغييرات لم تؤث بثمارها التي كان يرجوها المدير محمد يوسف. وضح من سير أحداث اللقاء ضعف اللياقة الهجومية للاعب أحمد رءوف وافتقاده لحاسة التهديف وحاجته للحصول علي المزيد من المباريات حتي يستعيد خطورته علي مرمي الخصم مثلما كان من قبل مع فريقه الأسبق انبي. كانت أخطر فرص هذا الشوط للاعب عبدالله السعيد عندما اخترق دفاع المحلة داخل منطقة الجزاء ولكنه بدلاً من التمرير يسدد في جسد الحارس المهدي سليمان ويرد الفلاحين بعرضية من حسام عرفات يحولها سعد ماندو برأسه لكن يمسك بالكرة شريف إكرامي بسهولة دون أي عناء. مع انطلاق الشوط الثاني ووجود مساحات شاسعة في الملعب لطرد وائل جمعة وسعد ماندو تغير الشكل الهجومي للأهلي للأفضل بصورة ملحوظة مع بدء تحرك عقله المفكر عبدالله السعيد بحثاً عن هدف التقدم مع استمرار فريق المحلة علي نفس طريقة لعبه الدفاعية البحتة تماماً حتي أن المدير الفني للمحلة سحب الحسين الحسيني ونزل بدلاً منه لاعب الوسط المدافع نوح سيام. ينطلق السعيد بإحدي الكرات ويسدد لكن المهدي سليمان حارس الفلاحين كان لها بالمرصاد الذي يتألق بعدها أيضا ويتصدي لتسديدة أخري من أحمد رءوف بعد جملة سريعة هات وخد كانت الأفضل للأهلي منذ بداية اللقاء. يضاعف محمد يوسف من بحثه عن النقاط الثلاث فيسحب لاعب الوسط المدافع حسام عاشور من الملعب ويدفع بالمهاجم عمر جمال خاصة في ظل لجوء منافسه للدفاع فقط دون الهجوم. لذا تزايد النشاط الهجومي للأهلي. وبالفعل اقترب أكثر وأكثر من مرمي المهدي سليمان وبعد مرور 66 دقيقة من اللقاء يحصل أحمد رءوف علي ضربة جزاء إثر تعرضه للجذب داخل منطقة الجزاء فيتصدي لها عبدالله السعيد ويضعها علي يسار الحارس المهدي سليمان محرزاً الهدف الأول. بعد الهدف الأحمر يجري أشرف قاسم تغييرات هجومية بحثاً عن إدراك التعادل وتعويض ما فاته بالدفع بالثنائي عبدالرحمن محيي وأحمد حسن دروجبا. وإن كان ظل محافظاً علي التأمين الدفاعي خشية الهدف الثاني. آخر أوراق محمد يوسف التي ألقاها في الملعب قبل النهاية بعشر دقائق كانت دفاعية من منطلق الحفاظ علي التقدم بهدف واللعب علي المضمون وحصد النقاط الثلاث في ظل تصاعد الهجوم المحلاوي. فنزل محمد نجيب بدلاً من المهاجم أحمد رءوف. ومع نزول محمد نجيب أجري يوسف تغييراً تكتيكياً داخل الفريق بنزول رامي ربيعة إلي وسط الملعب لمعاونة شهاب أحمد من خلال فرض زيادة عددية في هذه المنطقة للتصدي لتقدم لاعبي المحلة. وسط المحاولات البائسة للفلاحين وقبل النهاية بخمس دقائق يطرد الحكم إبراهيم نورالدين لاعب المحلة محمود أبوزيد بعد حصوله علي البطاقة الصفراء الثانية ليكمل الفريق اللقاء بتسعة لاعبين وتصبح فرصته في التعادل مستحيلة. ويعود أشرف قاسم للجلوس علي مقعده بدكة البدلاء لأن فريقه لم يفعلها وهو في ظروف طبيعية فكيف يسجل وهو أقل عدداً. تمر الدقائق الأخيرة للمباراة بطيئة مملة مع قناعة كل فريق بما حصل عليه.. الأهلي بالنقاط الثلاث والمحلة بالخسارة ليطلق الحكم صفارته معلناً إغلاق صفحة واحدة من المباريات السيئة في مسابقة الدوري.