أخيرا.. استعاد الأهلي ذاكرة الانتصارات بعد هزيمتين متتاليتين من المقاولون والداخلية.. هزم المحلة ممثل الفلاحين بهدف وحيد لعبدالله السعيد من ضربة جزاء في الدقيقة 21 من الشوط الثاني ليرفع رصيده إلي 15 نقطة ويتساوي مع المقاولون المتصدر بفارق الأهداف.. وبرغم فوز الأهلي بالأمس علي منافسه المحلة في ختام الأسبوع الثاني إلا أنه لم يتمكن من استعادة مستواه المعروف.. بل وظل الفريق عاجزاً عن حل لغز لجوء منافسيه لدفاع المنطقة.. بل وكان اللاعبون والمدير الفني محمد يوسف خارج الفورمة الفنية والذهنية. كان وائل جمعة والحكم إبراهيم نور الدين بطلي المباراة.. فالأول خرج مطروداً في منتصف الشوط الأول بعد عودته من الإيقاف.. والثاني طرد ثلاثة لاعبين من بينهم وائل جمعة من الأهلي وماندو ومحمود بازيد من المحلة.. وكانت قراراته سليمة. الشوط الأول لم يكن هناك جديد في أداء الأهلي خلال الشوط الأول برغم أن محمد يوسف المدير الفني أراد أن يفعل الجديد بعدد من التعديلات في التشكيل الذي انهزم من الداخلية بإشراك الوجه الجديد رمضان صبحي لأول مرة بدلاً من عمرو جمال واحمد رءوف بدلاً من السيد حمدي وشهاب الدين احمد بدلاً من تريزيجيه مع عودة وائل جمعة بعد انتهاء ايقافه للمشاركة بدلاً من محمد نجيب. شاهدنا الأهلي فريقاً عادياً بل أقل من العادي في فترات كثيرة من الشوط.. غياب كامل لطريقة لعب واضحة وغياب كامل للياقة الذهنية والفنية والنفسية.. قابله هدوء وثقة في أداء فريق غزل المحلة الذي لعب بنفس طريقة المقاولون والداخلية.. دفاع منطقة والاعتماد علي الهجوم المرتد السريع عن طريق الثلاثي حسام عرفات ومحمد رزق وسعد ماندو ومن خلفهم محمود بازيد ولكنها لم تشكل خطورة حقيقية علي شريف إكرامي.. وكان أشرف قاسم المدير الفني للمحلة والمدافع الدولي والليبرو السابق أكثر تحفظا ولعب بليبرو وهو عمرو رمضان خلف قلبي الدفاع اسلام صيام وشهاب برغم أن الليبرو "موضة" قديمة وانتهت.. كما أن هجوم الأهلي لم يكن بالخطورة المخيفة.. بل كان بلا أنياب حقيقية. ليه .. ياجمعة؟!! أما أهم ما حدث في هذا الشوط فهو حالتا الطرد لوائل جمعة مدافع الأهلي وسعد ماندو لاعب المحلة وبرغم أن طرد وائل جمعة أثار جدلاً كبيراً إلا أنني أري أن قرار الحكم الجريء والشجاع ابراهيم نور الدين كان صحيحاً لأن وائل جمعة أعاق حسام عرفات وهو في طريقه للانفراد الكامل بشريف اكرامي وهذه الاعاقة الواضحة تماما عطلت مهاجم المحلة ليلحق به سعد سمير الأمر الذي أوحي للبعض أن حسام عرفات لم يكن في انفراد كامل وأن هناك أكثر من مدافع كان بإمكانهما اللحاق به وهو غير صحيح.. ويخرج وائل جمعة مطردواً للمرة الثانية في سابقة لم تحدث في تاريخ هذا اللاعب الخلوق والذي أجبر هذا الخطأ بعد أن تعثرت الكرة في قدمه بسبب حالة الارتباك التي سببها التمركز الخاطيء لمدافعي الأهلي وخاصة سعد سمير وهي مشكلة كبيرة لم يتمكن محمد يوسف من حلها بدليل أن معظم الأهداف التي دخلت مرمي الأهلي كانت تأتي بسبب الخطأ بين قلبي الدفاع. أجبر طرد جمعة المدير الفني محمد يوسف علي اجراء تغيير باشراك مانجا في الظهير الأيمن بدلاً من المهاجم الناشيء رمضان صبحي "سييء الحظ" بعد 29 دقيقة ويلعب رامي ربيعة بجوار سعد سمير في القلب. ولحسن حظ الأهلي وقع سعد ماندو أحد أنشط لاعبي المحلة في الخطأ مرتين باستخدام الخشونة حصل في الأولي علي إنذار وفي الثانية علي الكارت الأحمر ليتساوي الفريقان في عدد اللاعبين الموجودين في الملعب.. ولكن الحال استمر علي ماهو عليه.. فشل اهلاوي واستبسال محلاوي.. لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي لعباً ونتيجة!! شوط السعيد تحسن أداء الأهلي نسبيا في الشوط الثاني ليس لتفوقه ولكن للتراجع الكامل للاعبي المحلة في نصف ملعبهم للدفاع عن مرماهم بعد ان تساوي الفريقان في عدد اللاعبين الموجودين داخل الملعب والفارق اللياقة البدنية. وبمرور الوقت وبعد التبديل الذي أجراه يوسف باشراكه عمرو جمال المهاجم الصريح بدلا من حسام عاشور لاعب ارتكاز الوسط "المدافع" سيطر الاهلي علي مجريات اللعب ولكن انعدمت الخطورة الحقيقية بسبب التسرع وعدم الدقة في انهاء الهجمات وغياب معظم اللاعبين عن مستواهم الحقيقي. وبدأ ضغط الأهلي يسفر عن وقوع مدافعي المحلة في الاخطاء وارتكاب الفاولات حول منطقة الجزاء لكن لاعبي الاهلي لم يحسنوا استغلالها خاصة الضربة الحرة التي حصل عليها احمد رؤوف داخل قوس منطقة الجزاء تصدي لها عبدالله السعيد الذي سددها في الحائط البشري. استغل أحمد رؤوف خبرته داخل الصندوق وورط رقيبه اسلام صيام في ضربة جزاء صحيحة لم يتردد الحكم ابراهيم نور الدين في احتسابها ليتصدي لها عبدالله السعيد ويضعها بهدوء وثقة في الزاوية اليسري بينما اتجه حارس الفلاحين مهدي سليمان ناحية الزاوية اليمني.. وهو الهدف الرابع له هذا الموسم والعاشر لفريقه. توقعنا ان يعطي هذا الهدف دفعة أكبر للأهلي ليضيف أهداف اخري في ظل حالة الارتباك وفارق اللياقة والخبرة الا ان الاهلي عاد لادائه التقليدي ولم يقدم سيد معوض او مانجا الاداء المقنع من خلال ارسال العرضيات الدقيقة وظل الاعتماد علي الاختراق من العمق وهو ما كان له يتصدي له مدافعو المحلة بالرقابة اللصيقة لعمرو جمال واحمد رؤوف.. وكما دخل عمرو جمال كما خرج.. فلم يصنع الفارق. ويفاجئنا محمد يوسف بتبديل دفاعي باشراك محمد نجيب قلب الدفاع بدلا من المهاجم أحمد رؤوف وصانع الخطورة الأول وربما الوحيد في الفريق الأحمر.. ويبدو أن يوسف اراد بهذا التغيير الحفاظ علي الفوز وفي المقابل لم تصنع تبديلات اشرف قاسم باشراكه نوح تيام ثم عبدالرحمن محيي واحمد حسن دروجبا بدلا من الحسيني ومحمود ناجي ومحمد رزق اي فارق ولم تقدم أي جديد. واللقطة الأبرز في هذا الشوط بخلاف ضربة الجزاء وهدف عبدالله السعيد كانت الطرد الثالث في المباراة عندما أخرج الحكم الواثق ابراهيم نورالدين الكارت الأحمر لمحمود بازيد لاعب المحلة لانه سبق وان حصل علي إنذار وأري أن الحكم لو كان هو الذي أدار مباراة ديربي مدريد في نصف نهائي كأس ملك اسبانيا أمس الأول بين الريال واتليتكو لطرد نصف لاعبي الفريقين.. ومع ذلك كانت قرارات الحكم امس سليمة بنسبة لاتقل عن 90%.