أكثر من 70 ألف مواطن هم أهالي جزيرة الوراق التي تحيط بها المياه من كل جانب.. يعيشون حياة تفتقد أبسط مقومات الآدمية.. فلا خدمات ولا رعاية ولا ترفيه.. ورغم نجاتهم من مضايقات نجل الرئيس الأسبق جمال مبارك ورجال أعماله الذين طمعوا في تلك الجزيرة وأرادوا تحويلها إلي منتجع سياحي بعد إخراج أهلها منها فإنهم مازالوا يصطدمون بواقع شديد القسوة.. فالمياه النظيفة حلم يراودهم رغم وجودهم في قلب مياه النهر. إلا أنهم يعتمدون علي الطلمبات والمياه الجوفية. والمرافق من صرف صحي وكهرباء منعدمة مما يتسبب في اصابتهم بالأمراض وتعرضهم لمخاطر السرقة والتحرش. كما أن الطرق ضيقة وتمتد بين الزراعات. لا تقف معاناة أهالي جزيرة الوراق عند هذا الحد بل إن ما يربطهم بالحياة هو معدية خردة تنقلهم إلي خارج الجزيرة بمواعيد محددة بعدها لا يستطيعون الخروج ولا الدخول وعند تعرضهم لمشاكل صحية فلا يستطيعون استدعاء سيارات الاسعاف. حيث لا يوجد بالجزيرة لا وحدة مطافئ ولا نقطة شرطة ولا حتي مخبز بلدي ولا مستودع أنابيب بوتاجاز. أهالي جزيرة الوراق يحلمون بإنشاء كوبري يربطهم بالمناطق المحيطة ومستشفي يرعاهم وخدمات توفر لهم حياة آدمية. في إطار تطوير العشوائيات التي تسعي الدولة لتطويرها في الوقت الحالي.. زار جزيرة الوراق د.محمود عبدالمطلب وزير الري والموارد المائية ود.علي عبدالرحمن محافظ الجيزة للوقوف علي ما تحتاج إليه الجزيرة من تطوير. ويبدو أن تلك الزيارة كانت سرية لدرجة عدم معرفة كثير من أهالي الجزيرة. إلا أن هناك تصريحات صحفية تشير إلي نية الحكومة لتطوير الجزيرة بالمرافق والخدمات والبنية التحتية. انتقلت "المساء" إلي الجزيرة لرصد الحياة عليها واستطلاع رأي الأهالي لمعرفة ما يحتاجونه من تطوير. قال محمد عبدالحميد "سائق" وعيد أحمد "مبلط محارة" وشريف لطفي "سباك" ووليد إبراهيم "حلاق" من أهالي الجزيرة: جزيرة الوراق تفتقد كل شيء وأهلها منسيون منذ فترة نظام مبارك لرغبة نجله جمال في طردنا واستغلال الجزيرة كمنتجع سياحي. حيث تفتقد الجزيرة وجود كوبري يسهل علينا الانتقال بدلاً من المعدية الخردة التي ننتقل من خلالها ولها مواعيد محددة تعزلنا عن الحياة بعد انتهاء مواعيدها وتضعنا في حيرة وأزمة لو أحد أطفالنا أصيب بمرض ليلاً. حيث نضطر للانتظار حتي موعد إقلاعها لنقل أطفالنا إلي الأطباء. خاصة أن المستشفي غير مجهز ولا يعمل ولا يوجد به إسعاف أو مطافئ أو مستودع أنابيب إلي جانب غياب كامل للصرف الصحي. حيث ما نخرجه يعود لمياه النيل ونشربه من جديد وأحياناً نعدي إلي البر الآخر لتعبئة جراكن مياه نظيفة للشرب والأكل. أضافوا: لا توجد لدينا مدارس سوي مدرسة واحدة ابتدائي واعدادي ولا تصلح للتعليم. إلي جانب أن أطفالنا يقطعون مئات الأمتار للانتقال إليها وسط الزراعات والحشرات الضارة لعدم وجود طرق نظيفة نمر عليها بأمان ونطمئن علي أولادنا. وبالرغم من احتياجنا إلي كوبري إلا أنه مازال في مرحلة الدراسة. وقد وعدنا المسئولون بذلك منذ عام 1981 ويأتي المحافظ لزيارتنا ثم يعلق لافتة "لبدء أعمال الكوبري" ثم تنكسر فور رحيله ولا نراه مرة أخري! أكدوا أن سكان جزيرة الوراق معزولون عن الناس. حيث مازلوا يعتمدون علي مياه الطلمبات التي تحتوي مياهها علي 30% منها علي أملاح تصيبنا بالفشل الكلوي وأغلب سكان الجزيرة مصابون بالفشل الكلوي لأن الصرف الصحي يتم جمعه في الخزان ويلقي به في مياه نهر النيل التي نعاود شربها مرة أخري ونعلم ما بها ولكن ما باليد حيلة كما نسقي الزرع بها. وبالتالي تنمو الخضروات وهي محملة بالأمراض. قالت نعمة محمود وسيدة خليفة وسارة عبدالباري "ربات بيوت": نحتاج للصرف الصحي بشدة وإلي نقطة للشرطة نستغيث بها ووحدة محلية ترعي مصالحنا وتجمع القمامة من المنازل التي أغلقت مدخل الجزيرة بسبب تراكمها واصطحابها للأمراض والحشرات ومركز للشباب يتجمعون فيه بدلاً من التسكع بين الزراعات كما نحتاج إلي مستشفي. قال محمد أمين ودسوقي محمد "عمال أرزقية" ورامي سيد "صاحب سنترال": لا يوجد أدني اهتمام بالجزيرة وأهلها ولا مرافق لدرجة أننا نملأ جراكن المياه النظيفة للشرب منها من البر الآخر ولا يوجد مستشفي وكثير من السيدات الحوامل ولدن أطفالاً داخل المعدية لعدم تمكنهن من الذهاب إلي أطباء وجميعنا أولادنا مصابون بفشل كلوي بسبب المياه والمزروعات غير الصحية التي تصيبنا بالأمراض. قال سيد قطب "عامل أرزقي": أجريت 4 عمليات لإزالة الحصوات بسبب المياه التي نشربها والتي تكون في الغالب من الصرف الصحي لدرجة أننا نعتبر أقل قرية بمحافظات الصعيد علي الرغم من أننا في قلب القاهرة.