«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الوراق.. جزيرة خارج التاريخ والجغرافيا !
الأهالي يطالبون مجلس المدينة بمشروع الصرف الصحي
نشر في آخر ساعة يوم 01 - 05 - 2012

في بدايات القرن العشرين اشتهرت (جزيرة الوراق) التابعة لمحافظة الجيزة بمناظرها الطبيعية الخلابة لعمل أهلها بمهنة الزراعة، فكانت أشبه بمروج خضراء تسر الناظرين وتبعث الهدوء في النفس.. قبل أن تتحول الجزيرة الجميلة إلي مدينة تشبه المدن الجديدة، فتبدلت المساحات الخضراء بالأبنية الأسمنتية الشامخة، ورغم تفشي ظاهرة البناء بالجزيرة فإن غالبية هذه الأبنية القديم منها والحديث غير مشمول بخدمات الكهرباء والمياه، فمازال قاطنوها يعتمدون في حياتهم علي وسائل بدائية مثل لمبة الجاز وطلمبة المياه.
وفي حي الوراق المتاخم للجزيرة هناك جزيرتان هما (محمد) و(طناش) يشكو سكانهما من التقسيم الذي تسبب فيه الكوبري الدائري وهو ما استتبعه ضياع حقوق السكان الذين لايحصلون علي أي خدمات من محافظة الجيزة رغم تبعيتهم لها، ونظرا لعدم اكتراث المحافظة بهاتين الجزيرتين انتشرت الروائح الكريهة الناتجة عن انتشار مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة إلي جانب تلوث مياه الشرب.
جزيرة الوراق التابعة لمركز الوراق يعيش بها أكثر من 175 ألف نسمة ورغم ذلك فإنها تعاني من مشاكل عدة في كثير من جوانب الحياة فما بين وسائل غير آدمية وخطرة ينتقلون بها من الجزيرة إلي المدينة نفسها والعكس والتي تتمثل في المعديات غير الآدمية وأكوام القمامة التي لايقوم مجلس المدينة برفعها بخلاف الصرف الصحي الذي لايعرف عنه السكان شيئاً بالإضافة إلي عدم توصيل الكهرباء والمياه إلي أغلب مناطق الجزيرة والطرق غير الممهدة وانتهاء بعدم وجود مقابر للأهالي لدفن الموتي وهو ما يدفع الأهالي إلي دفن موتاهم في منطقة القلعة وهو الأمر الذي يسبب مشقة وعناء كبيرين للمواطنين .
تعرف جزيرة الوراق بأن أهلها يعملون بالزراعة فهم من أدخلوا زراعة البطاطس فيها وفي محافظة الجيزة سنة 1917 وتطور نشاطهم في مجال زراعة البطاطس سنة 1963 والتي تحولت فيما بعد إلي الجمعية العامة لمنتجي البطاطس علي يد المرحوم الشيخ أحمد أبوالفضل الجيزاوي عضو مجلس الشيوخ ويذكر التاريخ الزراعي له وللجزيرة انه رفض محاولة تاجري تقاوي البطاطس اليهوديين في ذلك الوقت اسحاق فانيا وصمويل هليمان توريد تقاوي البطاطس للجمعية وللزراع في جزيرة الوراق بشرط التعاقد علي توريد المحصول للقوات الإنجليزية فخرجت الجمعية بالاشتراك مع أبناء الجزيرة ومنهم المرحوم جلال زين باستيراد التقاوي مباشرة من قبرص وظل يستوردها حتي عام 1958 حيث اقتصر الاستيراد علي الجمعية المركزية لاستيراد البطاطس، لهذا فجزيرة الوراق ليست من طرح النهر ولا ظهرت بعد بناء السد العالي كما يظن البعض .
آخر ساعة قامت بجولة داخل جزيرة الوراق واستمعت إلي شكاوي المواطنين وتفقدت أحوال الجزيرة ورصدت لقطات حية لعرض المشهد كاملا أمام المسئولين .
عندما تقترب من علي شاطيء جزيرة الوراق تري مركبا خشبيا متهالكا يحمل أهالي الجزيرة من كبار وأطفال وسيدات وحوامل وطلاب مدارس إلي داخلها وما إن تخطو الخطوات الأولي علي شاطيء الجزيرة تشاهد أبنية مشيده ومقاهي خمس نجوم تحت الإنشاء وعندما سألنا عن مالك هذه المقاهي قيل إنه أحد المقاولين الكبار بالجزيرة الذي يتولي عملية البناء داخلها وهي مبنية علي مستوي عال من الروعة والجمال وتتوافر بها كل الخدمات من مياه وكهرباء وبجوارها تقيم سيده عجوز في مقهي خشبي بلدي، تقول أم أدهم: هذا المقهي عمر20 سنة وأعمل به لكسب قوت يومي أنا وزوجي وليس به كهرباء ولا مياه ونسرق الكهرباء من أعمدة الإنارة العمومية بالشارع.
والتقط محمود ناصر طرف الحديث: منزلي حتي الآن لاتوجد به كهرباء ونستعمل لمبة الجاز للإنارة وطلمبة المياه التي تمتليء بالكثير من الديدان وتصيب العديد من أهالي الجزيرة بالأمراض المزمنة.
الحاج فتحي عبد الجواد يقول: جزيرة الوراق أو كما يطلقون عليها بين البحرين تعد من أكبر جزر الجمهورية وأقدمها حيث يتعدي عمرها 300 سنة وتعتبر محمية طبيعية وتبلغ مساحة الجزيرة 1500 فدان وعدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة يعتمدون في مصدر رزقهم علي الصيد وأعمال الزراعة وأهم محاصيلها البطاطس والذرة والخضروات والموز ولجأ الجيل الجديد من الشباب إلي الأعمال الحرفية مثل السباكة وتركيب السيراميك وتركوا حرفة الزراعة وقام العديد منهم بالبناء علي الأراضي الزراعية مما أدي إلي تبوير مساحات شاسعة منها وكثرة المباني وعلي شواطيء الجزيرة وإقامة منشآت سياحية وكافيهات لاستقبال المواطنين من كلا البحرين .
كما أنها تعاني العديد من المشكلات أهمها مشكلة الصرف الصحي والاعتماد علي " الطرنشات " وهو الأمر الذي يسبب ظاهرة غير صحية والمشكلة الأخطر هي إلقاء مياه الصرف الصحي الملوثة علي الأراضي الزراعية مما يفسدها لذا نطالب المجلس المحلي لمدينة الوراق بالإسراع بإدخال مشروع الصرف الصحي بالجزيرة.
وعن خطورة الانتقال عبر المعدية يقول عبدالخالق حسن: »المعدية« هي همزة الوصل الوحيدة بين أهالي جزيرة الوراق والمناطق المحيطة بها وإذا حدث بها عطل تتوقف الحياة خاصة أنها تنقل العديد من الموظفين والطلاب ولا يتمكنون من الذهاب لأعمالهم ويقترحون ربطها بالدائري الذي يمر أعلي الجزيرة من خلال إقامة الكوبري وسبق وقمنا بمظاهرة للمطالبة بذلك نظرا لما تتسبب فيه المعدية من حوادث متكررة.
وعن التوك توك فهو يمثل وسيلة المواصلات الوحيده داخل الجزيرة الواسعه هكذا بدأ حديثة فتحي مرسي صاحب مقهي، حيث إن الطرق غير ممهدة علي الإطلاق ولاوجود لإنارة والجزيرة ليلا مظلمة كما أننا نحتاج إلي مقابر بالجزيرة فهي كانت بها مقابر سنة 8491ولكن نظرا لارتفاع منسوب مياه النيل تم نقلها إلي القلعة ونقوم الآن بنقل الموتي عبر المعديات ثم بسيارة إلي مقابر القلعة .
وتقول هبة نصر ربة منزل، إن مشكلة الخبز هي من أكبر المشكلات التي تعاني منها الجزيرة حيث لايوجد بالجزيرة سوي مخبزين فقط وإنتاجهما لايكفي الأهالي خاصة أنهما يغلقان أبوابهما في وجه الزبائن بمجرد أن تأتي الساعة 12 ظهراً.
ويشير محمد حسين محاسب بإحدي الشركات، إلي أن الجزيرة تواجه مشكلة عدم توافر الخدمات الصحية فلا يوجد سوي مستشفي واحد فقط بالجزيرة وهي علي أطرافها ولا تتوافر به سوي الإسعافات الأولية ونضطر عند مرض أحد الأهالي أن نعبر بالمعدية ونذهب به إلي المدينة ونتمني أن يكون لدينا مكان مخصص بجزيرة الوراق يكون مجهزا بمختلف الأجهزه الطبية والأشعة ويكون مهيئا لإجراء عمليات متخصصة بها.
ويقول محمد عبدالفتاح صاحب معدية، إن الجزيرة بأكملها لايوجد بها سوي وحدة صحية وتستقبل المرضي لعمل إسعافات أولية لهم فقط ثم يتم نقل المريض عبر المعدية لأحد المستشفيات علي البر الآخر للجزيرة، كما يوجد ثلاث مدارس فقط اثنان للابتدائي وواحدة للإعدادي.
بينما تقول مني حسين ربة منزل: اضطررت إلي منع أولادي من الذهاب إلي المدرسة خوفاً عليهم من سوء حالة المعديات والتي قد تؤدي إلي غرق الأشخاص و كثيرا ما تكررت مثل هذه الحوادث لذلك لابد من إقامة كوبري لربط الجزيرة بمدينة الوراق وتسهيل حركة الانتقال وتأمين المواطنين.
ويقول محمد عبد التواب، إن هناك غيابا كاملا للخدمات داخل الجزيرة فلا توجد شبكة مياه للشرب والمصدر الوحيد الطلمبات ولايوجد شبكة صرف صحي وهناك انقطاع مستمر في التيار الكهربائي وبعض المناطق في الجزيرة تعيش حتي الآن بدون كهرباء وتضئ " بواسطة لمبة جاز " ولايوجد قسم شرطة واحد.
ويوافقه في الرأي رمضان منصور صياد، ويؤكد أن الأهالي يضطرون إلي حفر خزانات لتصريف مياه الصرف والبعض الآخر يصرف في الأراضي الزراعية لعدم وجود شبكة صرف صحي وهذه كارثة بكل المقاييس.
ويلتقط طرف الحديث منه مسعود مرسي موظف، ويقول إن الدولة لم تضع اهالي جزيرة الوراق في حساباتها " حتي محطة تنقية المياه التي أقامتها في الجزيرة لاتعمل طوال اليوم وحتي المياه الخارجه منها يوجد بها ديدان بلهارسيا".
ويري سيد عبدالعزيز يعمل ببيع الحاجات المستعملة ويمتلك قطعة أرض زراعية أن العديد من الأراضي الزراعية داخل الجزيرة تتعرض إلي التبوير خاصة مع هوجة البناء الذي حدثت في مصر بعد الثورة وتم القضاء علي الكثير من المساحات الزراعية بالجزيرة علي الرغم من أن النشاط الأساسي للجزيرة هو الزراعة وعلي بعد خطوات من جزيرة الوراق تتعالي صرخات أهالي جزيرتي محمد وطناش الذين يشكون من عدم توافر الخدمات الأساسية والإهمال والقمامة المنتشرة وقلة المخابز والمدارس وعدم توافر الرعاية الصحية حيث إنهم يعيشون علي هامش الحياة.
ويتولي مجلس مدينة جزيرة الوراق الإشراف علي إدارة جزيرتي »محمد وطناش« وذلك بعد صدور قرار الفصل وأصبحتا يقسمهما الطريق الدائري إلي نصفين وبعد أن عدل القرار عن ضم جزيرتي محمد وطناش إلي محافظة 6 أكتوبر وتضرر الأهالي من هذا القرار، ولم تنته معاناة أهالي الجزيرتين عند هذا الحد بل إن المرافق الأساسية غير متوافر بها بداية من الصرف الصحي والمياه والغاز وصولا إلي القمامة المنتشرة بجميع أنحاء الجزيرة وانعدام الخدمات الطبية واقتصر الأمر علي مجرد وحدة صحية غير صالحة إلا لعمل الإسعافات الأولية للأهالي فما أن تطأ قدماك الجزيرتين إلا وتري القمامة منتشرة بجميع أنحائها ومياه الصرف الصحي تغطيها .
يقول عبد العزيز محمد صاحب محل حلاقة في مدخل جزيرة محمد، إن الجزيرة تعاني من الإهمال الشديد والقمامة المنتشرة بجميع أنحائها والصرف الصحي فالجزيرة رائحتها كريهة وكل من يدخل إليها من زائريها يستنشق هذه الرائحة .
يقول الحاج خالد علي: الجزيرة تحتاج للكثير من الحاجات الأساسية غير المتوفرة بها من صرف صحي ومستشفي مجهز فلا يوجد بالجزيرتين سوي وحدة صحية واحدة ليس بها أي إمكانيات طبية وتعمل فقط لإسعافات الجروح السطحية .
ويري صبحي صالح أن الجزيرة ينقصها الكثير من الخدمات فحتي مياه الشرب ملوثة ويتم التخلص من الصرف الصحي داخل الأراضي الزراعية بالإضافة إلي الكوبري الدائري الذي قسم الجزيرتين إلي نصفين وعلي الرغم من ذلك نحاول التماشي مع الوضع القائم.
ومن الغريب أن يستوقف الأطفال الرائحة الكريهة للجزيرة والقمامة المتواجدة بها، فتقول سعاد مصطفي طالبة بالصف الخامس الابتدائي، كل منطقة بالجزيرة منتشرة بها هذه الرائحة الكريهة والقمامة ولا يهتم أي أحد بالمحافظة بالجزيرة وأهلها " حتي الوحدة الصحية غير متوفر بها أي دكتور ومعظم الوقت غير متواجدين" .
بينما تقول حنان عبد الواحد ربة منزل، الأطفال يمرضون من كثرة استنشاق هذه الرائحة ومعرضون دائما للإصابة بأمراض مزمنة بسبب مياه الشرب الملوثة بالإضافة إلي قلة عدد المدارس بالجزيرتين وهو ما يترتب عليه تكدس الطلاب داخل الفصل الواحد فلا يستوعب الطالب أي شيء كما أن هذا الازدحام يساعد علي نقل العدوي فيما بين الطلاب.
وتوضح حسناء متولي محاسبة بإحدي الشركات أن من أهم المميزات التي تتمتع بها جزيرتي محمد وطناش حرفة الزراعة ولكن بسبب غيبة الرقابة وفي هوجة المباني قام العديد من أهالي الجزيرة بالبناء علي الأراضي الزراعية وما تبقي منها يتم تصريف مياه الصرف الصحي به التي جعلت رائحة الجزيرتين لاتطاق بالمرة فلا يرغب أحد في فتح نافذة بيته لعدم استنشاق هذه الرائحة واستكمالا لمسلسل الإهمال القمامة أصبحت في كل مكان بالجزيرة " .وفي حي الوراق المتاخم للجزيرة هناك جزيرتان هما (محمد) و(طناش) يشكو سكانهما من التقسيم الذي تسبب فيه الكوبري الدائري وهو ما استتبعه ضياع حقوق السكان الذين لايحصلون علي أي خدمات من محافظة الجيزة رغم تبعيتهم لها، ونظرا لعدم اكتراث المحافظة بهاتين الجزيرتين انتشرت الروائح الكريهة الناتجة عن انتشار مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة إلي جانب تلوث مياه الشرب.
جزيرة الوراق التابعة لمركز الوراق يعيش بها أكثر من 175 ألف نسمة ورغم ذلك فإنها تعاني من مشاكل عدة في كثير من جوانب الحياة فما بين وسائل غير آدمية وخطرة ينتقلون بها من الجزيرة إلي المدينة نفسها والعكس والتي تتمثل في المعديات غير الآدمية وأكوام القمامة التي لايقوم مجلس المدينة برفعها بخلاف الصرف الصحي الذي لايعرف عنه السكان شيئاً بالإضافة إلي عدم توصيل الكهرباء والمياه إلي أغلب مناطق الجزيرة والطرق غير الممهدة وانتهاء بعدم وجود مقابر للأهالي لدفن الموتي وهو ما يدفع الأهالي إلي دفن موتاهم في منطقة القلعة وهو الأمر الذي يسبب مشقة وعناء كبيرين للمواطنين .
تعرف جزيرة الوراق بأن أهلها يعملون بالزراعة فهم من أدخلوا زراعة البطاطس فيها وفي محافظة الجيزة سنة 1917 وتطور نشاطهم في مجال زراعة البطاطس سنة 1963 والتي تحولت فيما بعد إلي الجمعية العامة لمنتجي البطاطس علي يد المرحوم الشيخ أحمد أبوالفضل الجيزاوي عضو مجلس الشيوخ ويذكر التاريخ الزراعي له وللجزيرة انه رفض محاولة تاجري تقاوي البطاطس اليهوديين في ذلك الوقت اسحاق فانيا وصمويل هليمان توريد تقاوي البطاطس للجمعية وللزراع في جزيرة الوراق بشرط التعاقد علي توريد المحصول للقوات الإنجليزية فخرجت الجمعية بالاشتراك مع أبناء الجزيرة ومنهم المرحوم جلال زين باستيراد التقاوي مباشرة من قبرص وظل يستوردها حتي عام 1958 حيث اقتصر الاستيراد علي الجمعية المركزية لاستيراد البطاطس، لهذا فجزيرة الوراق ليست من طرح النهر ولا ظهرت بعد بناء السد العالي كما يظن البعض .
آخر ساعة قامت بجولة داخل جزيرة الوراق واستمعت إلي شكاوي المواطنين وتفقدت أحوال الجزيرة ورصدت لقطات حية لعرض المشهد كاملا أمام المسئولين .
عندما تقترب من علي شاطيء جزيرة الوراق تري مركبا خشبيا متهالكا يحمل أهالي الجزيرة من كبار وأطفال وسيدات وحوامل وطلاب مدارس إلي داخلها وما إن تخطو الخطوات الأولي علي شاطيء الجزيرة تشاهد أبنية مشيده ومقاهي خمس نجوم تحت الإنشاء وعندما سألنا عن مالك هذه المقاهي قيل إنه أحد المقاولين الكبار بالجزيرة الذي يتولي عملية البناء داخلها وهي مبنية علي مستوي عال من الروعة والجمال وتتوافر بها كل الخدمات من مياه وكهرباء وبجوارها تقيم سيده عجوز في مقهي خشبي بلدي، تقول أم أدهم: هذا المقهي عمر20 سنة وأعمل به لكسب قوت يومي أنا وزوجي وليس به كهرباء ولا مياه ونسرق الكهرباء من أعمدة الإنارة العمومية بالشارع.
والتقط محمود ناصر طرف الحديث: منزلي حتي الآن لاتوجد به كهرباء ونستعمل لمبة الجاز للإنارة وطلمبة المياه التي تمتليء بالكثير من الديدان وتصيب العديد من أهالي الجزيرة بالأمراض المزمنة.
الحاج فتحي عبد الجواد يقول: جزيرة الوراق أو كما يطلقون عليها بين البحرين تعد من أكبر جزر الجمهورية وأقدمها حيث يتعدي عمرها 300 سنة وتعتبر محمية طبيعية وتبلغ مساحة الجزيرة 1500 فدان وعدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة يعتمدون في مصدر رزقهم علي الصيد وأعمال الزراعة وأهم محاصيلها البطاطس والذرة والخضروات والموز ولجأ الجيل الجديد من الشباب إلي الأعمال الحرفية مثل السباكة وتركيب السيراميك وتركوا حرفة الزراعة وقام العديد منهم بالبناء علي الأراضي الزراعية مما أدي إلي تبوير مساحات شاسعة منها وكثرة المباني وعلي شواطيء الجزيرة وإقامة منشآت سياحية وكافيهات لاستقبال المواطنين من كلا البحرين .
كما أنها تعاني العديد من المشكلات أهمها مشكلة الصرف الصحي والاعتماد علي " الطرنشات " وهو الأمر الذي يسبب ظاهرة غير صحية والمشكلة الأخطر هي إلقاء مياه الصرف الصحي الملوثة علي الأراضي الزراعية مما يفسدها لذا نطالب المجلس المحلي لمدينة الوراق بالإسراع بإدخال مشروع الصرف الصحي بالجزيرة.
وعن خطورة الانتقال عبر المعدية يقول عبدالخالق حسن: »المعدية« هي همزة الوصل الوحيدة بين أهالي جزيرة الوراق والمناطق المحيطة بها وإذا حدث بها عطل تتوقف الحياة خاصة أنها تنقل العديد من الموظفين والطلاب ولا يتمكنون من الذهاب لأعمالهم ويقترحون ربطها بالدائري الذي يمر أعلي الجزيرة من خلال إقامة الكوبري وسبق وقمنا بمظاهرة للمطالبة بذلك نظرا لما تتسبب فيه المعدية من حوادث متكررة.
وعن التوك توك فهو يمثل وسيلة المواصلات الوحيده داخل الجزيرة الواسعه هكذا بدأ حديثة فتحي مرسي صاحب مقهي، حيث إن الطرق غير ممهدة علي الإطلاق ولاوجود لإنارة والجزيرة ليلا مظلمة كما أننا نحتاج إلي مقابر بالجزيرة فهي كانت بها مقابر سنة 8491ولكن نظرا لارتفاع منسوب مياه النيل تم نقلها إلي القلعة ونقوم الآن بنقل الموتي عبر المعديات ثم بسيارة إلي مقابر القلعة .
وتقول هبة نصر ربة منزل، إن مشكلة الخبز هي من أكبر المشكلات التي تعاني منها الجزيرة حيث لايوجد بالجزيرة سوي مخبزين فقط وإنتاجهما لايكفي الأهالي خاصة أنهما يغلقان أبوابهما في وجه الزبائن بمجرد أن تأتي الساعة 12 ظهراً.
ويشير محمد حسين محاسب بإحدي الشركات، إلي أن الجزيرة تواجه مشكلة عدم توافر الخدمات الصحية فلا يوجد سوي مستشفي واحد فقط بالجزيرة وهي علي أطرافها ولا تتوافر به سوي الإسعافات الأولية ونضطر عند مرض أحد الأهالي أن نعبر بالمعدية ونذهب به إلي المدينة ونتمني أن يكون لدينا مكان مخصص بجزيرة الوراق يكون مجهزا بمختلف الأجهزه الطبية والأشعة ويكون مهيئا لإجراء عمليات متخصصة بها.
ويقول محمد عبدالفتاح صاحب معدية، إن الجزيرة بأكملها لايوجد بها سوي وحدة صحية وتستقبل المرضي لعمل إسعافات أولية لهم فقط ثم يتم نقل المريض عبر المعدية لأحد المستشفيات علي البر الآخر للجزيرة، كما يوجد ثلاث مدارس فقط اثنان للابتدائي وواحدة للإعدادي.
بينما تقول مني حسين ربة منزل: اضطررت إلي منع أولادي من الذهاب إلي المدرسة خوفاً عليهم من سوء حالة المعديات والتي قد تؤدي إلي غرق الأشخاص و كثيرا ما تكررت مثل هذه الحوادث لذلك لابد من إقامة كوبري لربط الجزيرة بمدينة الوراق وتسهيل حركة الانتقال وتأمين المواطنين.
ويقول محمد عبد التواب، إن هناك غيابا كاملا للخدمات داخل الجزيرة فلا توجد شبكة مياه للشرب والمصدر الوحيد الطلمبات ولايوجد شبكة صرف صحي وهناك انقطاع مستمر في التيار الكهربائي وبعض المناطق في الجزيرة تعيش حتي الآن بدون كهرباء وتضئ " بواسطة لمبة جاز " ولايوجد قسم شرطة واحد.
ويوافقه في الرأي رمضان منصور صياد، ويؤكد أن الأهالي يضطرون إلي حفر خزانات لتصريف مياه الصرف والبعض الآخر يصرف في الأراضي الزراعية لعدم وجود شبكة صرف صحي وهذه كارثة بكل المقاييس.
ويلتقط طرف الحديث منه مسعود مرسي موظف، ويقول إن الدولة لم تضع اهالي جزيرة الوراق في حساباتها " حتي محطة تنقية المياه التي أقامتها في الجزيرة لاتعمل طوال اليوم وحتي المياه الخارجه منها يوجد بها ديدان بلهارسيا".
ويري سيد عبدالعزيز يعمل ببيع الحاجات المستعملة ويمتلك قطعة أرض زراعية أن العديد من الأراضي الزراعية داخل الجزيرة تتعرض إلي التبوير خاصة مع هوجة البناء الذي حدثت في مصر بعد الثورة وتم القضاء علي الكثير من المساحات الزراعية بالجزيرة علي الرغم من أن النشاط الأساسي للجزيرة هو الزراعة وعلي بعد خطوات من جزيرة الوراق تتعالي صرخات أهالي جزيرتي محمد وطناش الذين يشكون من عدم توافر الخدمات الأساسية والإهمال والقمامة المنتشرة وقلة المخابز والمدارس وعدم توافر الرعاية الصحية حيث إنهم يعيشون علي هامش الحياة.
ويتولي مجلس مدينة جزيرة الوراق الإشراف علي إدارة جزيرتي »محمد وطناش« وذلك بعد صدور قرار الفصل وأصبحتا يقسمهما الطريق الدائري إلي نصفين وبعد أن عدل القرار عن ضم جزيرتي محمد وطناش إلي محافظة 6 أكتوبر وتضرر الأهالي من هذا القرار، ولم تنته معاناة أهالي الجزيرتين عند هذا الحد بل إن المرافق الأساسية غير متوافر بها بداية من الصرف الصحي والمياه والغاز وصولا إلي القمامة المنتشرة بجميع أنحاء الجزيرة وانعدام الخدمات الطبية واقتصر الأمر علي مجرد وحدة صحية غير صالحة إلا لعمل الإسعافات الأولية للأهالي فما أن تطأ قدماك الجزيرتين إلا وتري القمامة منتشرة بجميع أنحائها ومياه الصرف الصحي تغطيها .
يقول عبد العزيز محمد صاحب محل حلاقة في مدخل جزيرة محمد، إن الجزيرة تعاني من الإهمال الشديد والقمامة المنتشرة بجميع أنحائها والصرف الصحي فالجزيرة رائحتها كريهة وكل من يدخل إليها من زائريها يستنشق هذه الرائحة .
يقول الحاج خالد علي: الجزيرة تحتاج للكثير من الحاجات الأساسية غير المتوفرة بها من صرف صحي ومستشفي مجهز فلا يوجد بالجزيرتين سوي وحدة صحية واحدة ليس بها أي إمكانيات طبية وتعمل فقط لإسعافات الجروح السطحية .
ويري صبحي صالح أن الجزيرة ينقصها الكثير من الخدمات فحتي مياه الشرب ملوثة ويتم التخلص من الصرف الصحي داخل الأراضي الزراعية بالإضافة إلي الكوبري الدائري الذي قسم الجزيرتين إلي نصفين وعلي الرغم من ذلك نحاول التماشي مع الوضع القائم.
ومن الغريب أن يستوقف الأطفال الرائحة الكريهة للجزيرة والقمامة المتواجدة بها، فتقول سعاد مصطفي طالبة بالصف الخامس الابتدائي، كل منطقة بالجزيرة منتشرة بها هذه الرائحة الكريهة والقمامة ولا يهتم أي أحد بالمحافظة بالجزيرة وأهلها " حتي الوحدة الصحية غير متوفر بها أي دكتور ومعظم الوقت غير متواجدين" .
بينما تقول حنان عبد الواحد ربة منزل، الأطفال يمرضون من كثرة استنشاق هذه الرائحة ومعرضون دائما للإصابة بأمراض مزمنة بسبب مياه الشرب الملوثة بالإضافة إلي قلة عدد المدارس بالجزيرتين وهو ما يترتب عليه تكدس الطلاب داخل الفصل الواحد فلا يستوعب الطالب أي شيء كما أن هذا الازدحام يساعد علي نقل العدوي فيما بين الطلاب.
وتوضح حسناء متولي محاسبة بإحدي الشركات أن من أهم المميزات التي تتمتع بها جزيرتي محمد وطناش حرفة الزراعة ولكن بسبب غيبة الرقابة وفي هوجة المباني قام العديد من أهالي الجزيرة بالبناء علي الأراضي الزراعية وما تبقي منها يتم تصريف مياه الصرف الصحي به التي جعلت رائحة الجزيرتين لاتطاق بالمرة فلا يرغب أحد في فتح نافذة بيته لعدم استنشاق هذه الرائحة واستكمالا لمسلسل الإهمال القمامة أصبحت في كل مكان بالجزيرة " .
وفي حي الوراق المتاخم للجزيرة هناك جزيرتان هما (محمد) و(طناش) يشكو سكانهما من التقسيم الذي تسبب فيه الكوبري الدائري وهو ما استتبعه ضياع حقوق السكان الذين لايحصلون علي أي خدمات من محافظة الجيزة رغم تبعيتهم لها، ونظرا لعدم اكتراث المحافظة بهاتين الجزيرتين انتشرت الروائح الكريهة الناتجة عن انتشار مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة إلي جانب تلوث مياه الشرب.
جزيرة الوراق التابعة لمركز الوراق يعيش بها أكثر من 175 ألف نسمة ورغم ذلك فإنها تعاني من مشاكل عدة في كثير من جوانب الحياة فما بين وسائل غير آدمية وخطرة ينتقلون بها من الجزيرة إلي المدينة نفسها والعكس والتي تتمثل في المعديات غير الآدمية وأكوام القمامة التي لايقوم مجلس المدينة برفعها بخلاف الصرف الصحي الذي لايعرف عنه السكان شيئاً بالإضافة إلي عدم توصيل الكهرباء والمياه إلي أغلب مناطق الجزيرة والطرق غير الممهدة وانتهاء بعدم وجود مقابر للأهالي لدفن الموتي وهو ما يدفع الأهالي إلي دفن موتاهم في منطقة القلعة وهو الأمر الذي يسبب مشقة وعناء كبيرين للمواطنين .
تعرف جزيرة الوراق بأن أهلها يعملون بالزراعة فهم من أدخلوا زراعة البطاطس فيها وفي محافظة الجيزة سنة 1917 وتطور نشاطهم في مجال زراعة البطاطس سنة 1963 والتي تحولت فيما بعد إلي الجمعية العامة لمنتجي البطاطس علي يد المرحوم الشيخ أحمد أبوالفضل الجيزاوي عضو مجلس الشيوخ ويذكر التاريخ الزراعي له وللجزيرة انه رفض محاولة تاجري تقاوي البطاطس اليهوديين في ذلك الوقت اسحاق فانيا وصمويل هليمان توريد تقاوي البطاطس للجمعية وللزراع في جزيرة الوراق بشرط التعاقد علي توريد المحصول للقوات الإنجليزية فخرجت الجمعية بالاشتراك مع أبناء الجزيرة ومنهم المرحوم جلال زين باستيراد التقاوي مباشرة من قبرص وظل يستوردها حتي عام 1958 حيث اقتصر الاستيراد علي الجمعية المركزية لاستيراد البطاطس، لهذا فجزيرة الوراق ليست من طرح النهر ولا ظهرت بعد بناء السد العالي كما يظن البعض .
آخر ساعة قامت بجولة داخل جزيرة الوراق واستمعت إلي شكاوي المواطنين وتفقدت أحوال الجزيرة ورصدت لقطات حية لعرض المشهد كاملا أمام المسئولين .
عندما تقترب من علي شاطيء جزيرة الوراق تري مركبا خشبيا متهالكا يحمل أهالي الجزيرة من كبار وأطفال وسيدات وحوامل وطلاب مدارس إلي داخلها وما إن تخطو الخطوات الأولي علي شاطيء الجزيرة تشاهد أبنية مشيده ومقاهي خمس نجوم تحت الإنشاء وعندما سألنا عن مالك هذه المقاهي قيل إنه أحد المقاولين الكبار بالجزيرة الذي يتولي عملية البناء داخلها وهي مبنية علي مستوي عال من الروعة والجمال وتتوافر بها كل الخدمات من مياه وكهرباء وبجوارها تقيم سيده عجوز في مقهي خشبي بلدي، تقول أم أدهم: هذا المقهي عمر20 سنة وأعمل به لكسب قوت يومي أنا وزوجي وليس به كهرباء ولا مياه ونسرق الكهرباء من أعمدة الإنارة العمومية بالشارع.
والتقط محمود ناصر طرف الحديث: منزلي حتي الآن لاتوجد به كهرباء ونستعمل لمبة الجاز للإنارة وطلمبة المياه التي تمتليء بالكثير من الديدان وتصيب العديد من أهالي الجزيرة بالأمراض المزمنة.
الحاج فتحي عبد الجواد يقول: جزيرة الوراق أو كما يطلقون عليها بين البحرين تعد من أكبر جزر الجمهورية وأقدمها حيث يتعدي عمرها 300 سنة وتعتبر محمية طبيعية وتبلغ مساحة الجزيرة 1500 فدان وعدد سكانها أكثر من 70 ألف نسمة يعتمدون في مصدر رزقهم علي الصيد وأعمال الزراعة وأهم محاصيلها البطاطس والذرة والخضروات والموز ولجأ الجيل الجديد من الشباب إلي الأعمال الحرفية مثل السباكة وتركيب السيراميك وتركوا حرفة الزراعة وقام العديد منهم بالبناء علي الأراضي الزراعية مما أدي إلي تبوير مساحات شاسعة منها وكثرة المباني وعلي شواطيء الجزيرة وإقامة منشآت سياحية وكافيهات لاستقبال المواطنين من كلا البحرين .
كما أنها تعاني العديد من المشكلات أهمها مشكلة الصرف الصحي والاعتماد علي " الطرنشات " وهو الأمر الذي يسبب ظاهرة غير صحية والمشكلة الأخطر هي إلقاء مياه الصرف الصحي الملوثة علي الأراضي الزراعية مما يفسدها لذا نطالب المجلس المحلي لمدينة الوراق بالإسراع بإدخال مشروع الصرف الصحي بالجزيرة.
وعن خطورة الانتقال عبر المعدية يقول عبدالخالق حسن: »المعدية« هي همزة الوصل الوحيدة بين أهالي جزيرة الوراق والمناطق المحيطة بها وإذا حدث بها عطل تتوقف الحياة خاصة أنها تنقل العديد من الموظفين والطلاب ولا يتمكنون من الذهاب لأعمالهم ويقترحون ربطها بالدائري الذي يمر أعلي الجزيرة من خلال إقامة الكوبري وسبق وقمنا بمظاهرة للمطالبة بذلك نظرا لما تتسبب فيه المعدية من حوادث متكررة.
وعن التوك توك فهو يمثل وسيلة المواصلات الوحيده داخل الجزيرة الواسعه هكذا بدأ حديثة فتحي مرسي صاحب مقهي، حيث إن الطرق غير ممهدة علي الإطلاق ولاوجود لإنارة والجزيرة ليلا مظلمة كما أننا نحتاج إلي مقابر بالجزيرة فهي كانت بها مقابر سنة 8491ولكن نظرا لارتفاع منسوب مياه النيل تم نقلها إلي القلعة ونقوم الآن بنقل الموتي عبر المعديات ثم بسيارة إلي مقابر القلعة .
وتقول هبة نصر ربة منزل، إن مشكلة الخبز هي من أكبر المشكلات التي تعاني منها الجزيرة حيث لايوجد بالجزيرة سوي مخبزين فقط وإنتاجهما لايكفي الأهالي خاصة أنهما يغلقان أبوابهما في وجه الزبائن بمجرد أن تأتي الساعة 12 ظهراً.
ويشير محمد حسين محاسب بإحدي الشركات، إلي أن الجزيرة تواجه مشكلة عدم توافر الخدمات الصحية فلا يوجد سوي مستشفي واحد فقط بالجزيرة وهي علي أطرافها ولا تتوافر به سوي الإسعافات الأولية ونضطر عند مرض أحد الأهالي أن نعبر بالمعدية ونذهب به إلي المدينة ونتمني أن يكون لدينا مكان مخصص بجزيرة الوراق يكون مجهزا بمختلف الأجهزه الطبية والأشعة ويكون مهيئا لإجراء عمليات متخصصة بها.
ويقول محمد عبدالفتاح صاحب معدية، إن الجزيرة بأكملها لايوجد بها سوي وحدة صحية وتستقبل المرضي لعمل إسعافات أولية لهم فقط ثم يتم نقل المريض عبر المعدية لأحد المستشفيات علي البر الآخر للجزيرة، كما يوجد ثلاث مدارس فقط اثنان للابتدائي وواحدة للإعدادي.
بينما تقول مني حسين ربة منزل: اضطررت إلي منع أولادي من الذهاب إلي المدرسة خوفاً عليهم من سوء حالة المعديات والتي قد تؤدي إلي غرق الأشخاص و كثيرا ما تكررت مثل هذه الحوادث لذلك لابد من إقامة كوبري لربط الجزيرة بمدينة الوراق وتسهيل حركة الانتقال وتأمين المواطنين.
ويقول محمد عبد التواب، إن هناك غيابا كاملا للخدمات داخل الجزيرة فلا توجد شبكة مياه للشرب والمصدر الوحيد الطلمبات ولايوجد شبكة صرف صحي وهناك انقطاع مستمر في التيار الكهربائي وبعض المناطق في الجزيرة تعيش حتي الآن بدون كهرباء وتضئ " بواسطة لمبة جاز " ولايوجد قسم شرطة واحد.
ويوافقه في الرأي رمضان منصور صياد، ويؤكد أن الأهالي يضطرون إلي حفر خزانات لتصريف مياه الصرف والبعض الآخر يصرف في الأراضي الزراعية لعدم وجود شبكة صرف صحي وهذه كارثة بكل المقاييس.
ويلتقط طرف الحديث منه مسعود مرسي موظف، ويقول إن الدولة لم تضع اهالي جزيرة الوراق في حساباتها " حتي محطة تنقية المياه التي أقامتها في الجزيرة لاتعمل طوال اليوم وحتي المياه الخارجه منها يوجد بها ديدان بلهارسيا".
ويري سيد عبدالعزيز يعمل ببيع الحاجات المستعملة ويمتلك قطعة أرض زراعية أن العديد من الأراضي الزراعية داخل الجزيرة تتعرض إلي التبوير خاصة مع هوجة البناء الذي حدثت في مصر بعد الثورة وتم القضاء علي الكثير من المساحات الزراعية بالجزيرة علي الرغم من أن النشاط الأساسي للجزيرة هو الزراعة وعلي بعد خطوات من جزيرة الوراق تتعالي صرخات أهالي جزيرتي محمد وطناش الذين يشكون من عدم توافر الخدمات الأساسية والإهمال والقمامة المنتشرة وقلة المخابز والمدارس وعدم توافر الرعاية الصحية حيث إنهم يعيشون علي هامش الحياة.
ويتولي مجلس مدينة جزيرة الوراق الإشراف علي إدارة جزيرتي »محمد وطناش« وذلك بعد صدور قرار الفصل وأصبحتا يقسمهما الطريق الدائري إلي نصفين وبعد أن عدل القرار عن ضم جزيرتي محمد وطناش إلي محافظة 6 أكتوبر وتضرر الأهالي من هذا القرار، ولم تنته معاناة أهالي الجزيرتين عند هذا الحد بل إن المرافق الأساسية غير متوافر بها بداية من الصرف الصحي والمياه والغاز وصولا إلي القمامة المنتشرة بجميع أنحاء الجزيرة وانعدام الخدمات الطبية واقتصر الأمر علي مجرد وحدة صحية غير صالحة إلا لعمل الإسعافات الأولية للأهالي فما أن تطأ قدماك الجزيرتين إلا وتري القمامة منتشرة بجميع أنحائها ومياه الصرف الصحي تغطيها .
يقول عبد العزيز محمد صاحب محل حلاقة في مدخل جزيرة محمد، إن الجزيرة تعاني من الإهمال الشديد والقمامة المنتشرة بجميع أنحائها والصرف الصحي فالجزيرة رائحتها كريهة وكل من يدخل إليها من زائريها يستنشق هذه الرائحة .
يقول الحاج خالد علي: الجزيرة تحتاج للكثير من الحاجات الأساسية غير المتوفرة بها من صرف صحي ومستشفي مجهز فلا يوجد بالجزيرتين سوي وحدة صحية واحدة ليس بها أي إمكانيات طبية وتعمل فقط لإسعافات الجروح السطحية .
ويري صبحي صالح أن الجزيرة ينقصها الكثير من الخدمات فحتي مياه الشرب ملوثة ويتم التخلص من الصرف الصحي داخل الأراضي الزراعية بالإضافة إلي الكوبري الدائري الذي قسم الجزيرتين إلي نصفين وعلي الرغم من ذلك نحاول التماشي مع الوضع القائم.
ومن الغريب أن يستوقف الأطفال الرائحة الكريهة للجزيرة والقمامة المتواجدة بها، فتقول سعاد مصطفي طالبة بالصف الخامس الابتدائي، كل منطقة بالجزيرة منتشرة بها هذه الرائحة الكريهة والقمامة ولا يهتم أي أحد بالمحافظة بالجزيرة وأهلها " حتي الوحدة الصحية غير متوفر بها أي دكتور ومعظم الوقت غير متواجدين" .
بينما تقول حنان عبد الواحد ربة منزل، الأطفال يمرضون من كثرة استنشاق هذه الرائحة ومعرضون دائما للإصابة بأمراض مزمنة بسبب مياه الشرب الملوثة بالإضافة إلي قلة عدد المدارس بالجزيرتين وهو ما يترتب عليه تكدس الطلاب داخل الفصل الواحد فلا يستوعب الطالب أي شيء كما أن هذا الازدحام يساعد علي نقل العدوي فيما بين الطلاب.
وتوضح حسناء متولي محاسبة بإحدي الشركات أن من أهم المميزات التي تتمتع بها جزيرتي محمد وطناش حرفة الزراعة ولكن بسبب غيبة الرقابة وفي هوجة المباني قام العديد من أهالي الجزيرة بالبناء علي الأراضي الزراعية وما تبقي منها يتم تصريف مياه الصرف الصحي به التي جعلت رائحة الجزيرتين لاتطاق بالمرة فلا يرغب أحد في فتح نافذة بيته لعدم استنشاق هذه الرائحة واستكمالا لمسلسل الإهمال القمامة أصبحت في كل مكان بالجزيرة " .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.