من حق أي مصري أن يطمح في الوصول للحكم إذا ما توفرت فيه الشروط الترشح ومن خلال منافسة ديموقراطية شريفة.. ومن حق هذا أو ذاك أن ينتقد غيره في حرية ووفق معايير وطنية وموضوعية .. لكن .. ليس من حق أن يفتئت علي الآخر أو يخونه بلا دليل. "غالبية" الشعب المصري يصرون علي ترشح المشير السيسي للرئاسة .. أقول "غالبية" والأدلة كثيرة.. ويكفي نزول 33 مليون مواطن في 30 يونيه ومثلهم في 3 يوليو وأكثر منهم في 26 يوليو استجابة للسيسي لمنحه تفويضا وأمرا لمواجهة الإرهاب والعنف المحتمل. لكن "البعض" بالغ في هذا الإصرار عشقا أو نفاقا أو غرضا بأن سفه كل من يريد منافسة السيسي في الانتخابات .. بل ووصلت المبالغة إلي حد تخوين الآخر دون سند. يا عالم .. ياهوه.. افهموا .. السيسي خارج المنافسة ولا يحتاج أبدا إلي ذلك ولا يرضيه هذا فالواقع والمنطق وما قدمه لمصر وشعبها جعله بطلا شعبيا . ويضعه - بلا منافس - في قلوب وبين عيون 90 مليون مصري .. وأن أي مبالغة من أي نوع ولأي هدف ليست في صالحه. أعلموا أن الأمريكان وأذنابهم سيكون لهم طلب واحد من الرئيس الجديد وهو إعادة الإخوان إلي المشهد مرة أخري .. وهذا الطلب لن يتحقق إذا كان هذا الرئيس هو السيسي .. ولذا .. فانهم يرفضون ترشحه .. وهم في سبيل ذلك ينتظرون علي أحر من الجمر لحظة فتح باب الترشيح ولديهم سيناريوهات جاهزة لكل احتمال. بالتالي .. فمن مصلحة السيسي أن تكون هناك انتخابات حرة ونزيهة ومنافسة قوية.. وهذا لن يكون بوضع العراقيل أمام الآخرين أو اقصائهم أو تخوينهم .. الاختلاف في الرؤي مطلوب والتخوف مشروع لكن التخوين مرفوض والافتئات علي الجيش من المحرمات. نري هجوما غير مبرر وقد يكون مقصوداً من "البعض" علي حمدين صباحي وعبد المنعم أبو الفتوح والفريق سامي عنان لمجرد أنهم أبدوا رغبتهم في الترشح.. وهو هجوم مرفوض جملة وتفصيلا .. لكن الأكثر رفضا أن يحاول أبو الفتوح والتيار الشعبي الذي ينتمي إليه حمدين النيل من المؤسسة العسكرية. كلنا تابعنا هجوم التيار الشعبي علي البيان الأخير للمجلس الأعلي للقوات المسلحة ومزاعم هذا التيار بأن البيان ما هو إلا تفويض من المؤسسة العسكرية للسيسي كي يترشح للرئاسة مما يعد تدخلاً من الجيش في السياسة .. وهو نفس ما ألمح إليه أبو الفتوح. لن أعتب علي أبو الفتوح لأننا نعرف أصله وفصله وتوجهاته .. ولكني اعتب علي حمدين لأنه كشخصية وطنية ومخلصة ومحترمة ما كان عليه أن يرفض هذا الهجوم ويوضح لتياره الحقيقة بأن بيان المجلس ليس تفويضا بل إنه ترك للسيسي حرية اتخاذ القرار. ومادام حمدين لم يرفض أو يوضح .. فإننا نقول لهذا التيار قف مكانك .. الساحة مفتوحة أمام الجميع .. الهجوم علي الجيش محرم .. اليوم قلتم "تفويض" وغداً ربما "تعلي معاكم" وترددون يسقط يسقط حكم العسكر تلك العبارة الوقحة التي ابتدعها الإخوان ثم "باصوها" لعرائس الماريونيت والمأجورين والأقزام والتافهين والجهلة.. وأرباً بكم أن تحسبوا عليهم نرفض اقصاء أو تجريح أو تخوين أي فصيل "شرعي" ولكن كونوا كما عهدناكم تياراً وطنياً يضع مصر وجيشها فوق الرءوس وفي القلوب وبين العيون.