تجاوزت حملات المرشحين المحتملين لرئاسة الجمهورية مراحل 'جس النبض' وبدأت في خوض المعركة الانتخابية قبل أيام من فتح باب الترشح للرئاسة رسميًا، والمتوقع أن يكون يوم 18 فبراير الجاري. ويظل المشير عبد الفتاح السيسي الأوفر حظًا حال ترشحه للرئاسة بالنظر إلى المطالبات الشعبية له بالترشح، إذ أعلنت حدى حملات المؤيدة للسيسي (كمل جميلك) جمع 25 مليون توقيع لتفويض السيسي رئيسًا للبلاد.
وبالتوازي مع حظوظ السيسي أعلن المرشح الرئاسي السابق الفريق أحمد شفيق واللواء مراد موافي رئيس جهاز المخابرات الأسبق، عدم خوض السباق الرئاسي في مواجهة السيسي.
في حين اقترب الفريق سامي عنان من الإعلان رسميًا عن ترشيح نفسه، ومازال أبو الفتوح مترددًا إذ يتنازعه فريقان من المؤيدين له، أحدهما يرى ضرورة ترشحه والآخر يرى أن القرار الأنسب هو الابتعاد عن الانتخابات الرئاسية.
ولم يبتعد حمدين صباحي عن نفس موقع أبو الفتوح، إذ انقسم مؤيديه هو الآخر إلى فريقين، أحدهما يراه الأنسب، والآخر يتحسب لشق الصف ويفضل الانسحاب.
ويحاول استاذ جامعي هو الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة، الظهور في الصورة بإعلانه قبل أيام نيته في الترشح لرئاسة الجمهورية.
وبين أحاديث الوطنية التي نصبت السيسي رئيسًا بلا منازع، جاءت أحاديث التخوين والتبعية للأمريكان من نصيب سامي عنان، وأبو الفتوح، وبجوار الموقفين أحاطت أسئلة الهوية بصباحي وحامد طاهر.
كمل جميلك
وأعلن رفاعي نصرالله، مؤسس حملة 'كمل جميلك' المؤيدة للسيسي عن جمعها 25 مليون توقيع من مختلف أنحاء الجمهورية لتفويض المشير بالترشح للرئاسة.
ويعتبر القائد العام للقوات المسلحة هو المرشح الأوفر حظًا لشعبيته الجارفة في الشارع المصري بعد عزله الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين محمد مرسي أبان ثورة 30 يونيو.
ويحاكم مرسي حاليًا في عدة قضايا جنائية على رأسها قضية شهداء الاتحادية.
وتنادي الحملة بأن المشير السيسي هو الأحق برئاسة مصر 'لأنه وضع حياته في كفه ومستقبل هذا الشعب في كفة أخر بإنحيازه للثورة والمساهمة في نجاحها'.
'كن رئيسي' تؤيد عنان
وعلى الرغم من عدم إعلان الفريق أول سامي عنان نيته الدخول في سباق الرئاسة، باعتباره 'أن لكل حادث حديث'، إلا أن حملة شعبية قامت لدعوته للترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتجهز الحملة الشعبية التي أسهها - خالد العدوي - فيلمًا وثائقيا, سيتم إذاعته بعد قرار الفريق سامى عنان, النهائي بالترشح للرئاسة، يتضمن دور الفريق عنان الوطني في حماية مصر، والرد على جميع الشائعات التي طالت الفريق بالوثائق والمستندات.
ويتهم البعض الفريق عنان بأنه مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات القادمة معتبرين أنه الملاذ الأخير للجماعة في الرجوع إلى الحياة السياسية مرة أخرى، الأمر الذي نفاه الفريق بحزم.
التيار الشعبي منقسم
ويختلف أعضاء التيار الشعبي في الدفع بحمدين صباحي كمرشح رئاسي وسط مخاوف من شق الصف الوطني، أو أن يكون ترشحه خدمة لقوى الثورة المضادة.
ويقول حسام مؤنس، المتحدث الرسمي باسم التيار الشعبي، إن صباحي 'يسعى لتمكين الثورة من الحكم لتحقيق أهدافها'، مشيرًا أن أغلب قيادات التيار الشعبي وأعضائه يرونه المرشح الأنسب والأجدر بالرئاسة.
واتخذ التيار الشعبي موقفًا حادًا من بيان القوات المسلحة الذي اعطى الحرية للسيسي في الترشح للرئاسة، معتبرًا القرار 'تدخل واضح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وترتيبات السلطة القادمة في مصر، وهو ما يتنافى مع الدستور والأعراف الديموقراطية والتقاليد السياسية التي يجب على كل الأطراف السعي' - بحسب بيان التيار - .
وأعلن صباحي أنه لو تعهد المشير السيسي ببرنامج يعبر عن الثورة ويحقق مطلب العدالة الاجتماعية وحياة ديمقراطية جادة وتحقيق الحريات وعدالة انتقالية واستقلال وطني لمصر، فسيدعو القوى الثورية للوقوف خلف هذا البرنامج، معتبرًا السيسى لم يحسم أمره حتى الآن.
'مصر القوية' لم يحسم قراره
ولم يحسم حزب مصر القوية الذي يتزعمه عبد المنعم أبو الفتوح، القيادي الإخواني السابق، قرارة بالدفع به في الانتخابات القادمة، على الرغم من تصريحه 'بعدم خوض الانتخابات' .
وقالت الهيئة العليا للحزب إن قرار الترشح 'ليس قراره الشخصي ولكنه قرار الحزب'، رافضًا بيان القوات المسلحة الذي سمح فيه للسيسي بالترشح للرئاسة.
واتخذ الحزب نفس موقف التيار الشعبي من البيان 'أن الجميع بات يدرك بعد بيان قيادة القوات المسلحة أن السيسي هو مرشح المؤسسة العسكرية'، معتبر هذا 'خطوة واضحة لاستمرار المؤسسة العسكرية في السياسة'.
وجوه جديدة
يعتبر حامد طاهر، نائب رئيس جامعة القاهرة الأسبق، أقل الوجوه المرشة للرئاسة شهرة، حيث أعلن طاهر عن تبنيه برنامجًا طموحًا بجدول زمني محدد وأفكار قابلة للتنفيذ يضع البلاد على المسار الصحيح.
ويحدد طاهر، الذي يصف نفسه بأول مرشح مدني للرئاسة، في برنامجه ملامح التعامل الخارجي لمصر، نافيًا قطع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالأمريكية أو قطر، حال فوزه بالرئاسة، والعمل على استغلال العلاقات السعودية المصرية الوطيدة والمتميزة.
وقال طاهر إنه لا يملك عصا سحرية لتحقيق أمال وطموحات الشعب المصري.