تسأل: عفاف محمد علي من طنطا:مات أبي وترك عقارا وأرضا زراعية وقال إخوتي النساء لاتأخذن من التركة شيئا فما حكم الاسلام في ذلك؟! ** يجيب الشيخ إسماعيل نور الدين من علماء الازهر: من الخطأ البين أن هناك من بعض المجتمعات لا تورث المرأة فيجعل التركة للإبن الاكبر فقط للمتوفي وباقي الاولاد من الذكور والاناث لا يأخذن شيئا أما الاسلام فتمشيا مع أحكامه وتعاليمه بخصوص المرأة فقد قرر حقها في الميراث حقا واضحا صريحا فالمرأة المسلمة لها حق في الميراث في جميع أطوارها أما وبنتا وزوجة وأختا فهي ترث كابنة وكزوجة وكأخت وكأم وكجدة ثم قرر الاسلام ذلك بنصوص واضحة بقول الله تبارك وتعالي "وللنساء نصيب مما ترك الوالدان والاقربون مما قل منه أو كثر نصيبا مفروضا". ثم يقول الله عز وجل "يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الانثيين فإن كنا نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد فإن لم يكن له ولد وورث أبواه فلأمه الثلث فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أودين". فهذا النص الشريف يقرر- في صراحة- حق المرأة في الميراث من أبيها ومن ابنها ثم يقول الله تعالي "ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم". ويقول الله سبحانه وتعالي "وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث" وقد وضح من هذه النصوص الشريفة ميراث الزوجة ثم ميراث الاخت فحق المرأة في الميراث مقرر واضح في الشريعة الاسلامية وهو وإن كان قاعده عامة نصف حق الرجل ومن يعطل هذه الاحكام أثم وأكل اموال الناس بالباطل وله الخزي في الدنيا والآخرة وله عذاب عظيم. * يسأل السيد عارف السعدني من أسيوط: هل يجوز قضاء الصلاة التي يتركها المسلم سواء كان تركها عامداً أو ناسياً؟! ** يجيب الشيخ اسماعيل نور الدين من علماء الازهر: لما كانت الصلاة لها مكانة هامة في الاسلام أمر الله بالمحافظة عليها وأدائها في أوقاتها فمن فاتته صلاة من الصلوات الخمس عمدا أو سهوا أو لعذر من الاعذار كالنوم مثلا فليصها إذا ذكرها وقدر علي أدائها لانها دين في ذمته ولاتسقط عنه إلا بأدائها لعموم قوله صلي الله عليه وسلم في الصحيحين نعم فدين الله أحق أن يقضي وهي معراج المسلم إلي ربه حيث يناجيه قال تعالي: وأقم الصلاة لذكري وهي تهذيب للنفس وتربية لها وتقويم علي الطاعة والامتثال قال تعالي "اتل ما أوحي إليك من الكتاب وأقم الصلاة إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون وفي قضاء الصلاة الفائتة اتفق الفقهاء علي أن الناسي والنائم والمغمي عليه والمجنون الذي يفيق من جنونه عليهم قضاء الصلاة متي تذكرها الناسي واستيقظ النائم وأفاق المجنون لما رواة البخاري عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وسلم قال من نسي صلاة فليصلها إذ ذكرو لاكفارة لها إلا ذلك وأقم الصلاة لذكري وهذا ما نميل إليه بأن الفوات يجب قضاؤها وروي البخاري عن أبي قتادة قال سرنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم ليلة فقال بعض القوم لو عرست بنا يارسول الله قال أخاف أن تناموا عن الصلاة قال بلال أنا أوقظكم فاضطجعوا وأسند بلال ظهره إلي راحلته فغلبه النوم فنام فاستيقظ النبي صلي الله عليه وسلم وقد طلع حاجب الشمس فقال يا بلال أين ما قلت؟ قال ما ألقيت علي نومة مثلها قط قال إن الله قبض أرواحكم حيث شاء يا بلال قم فأذن بالناس بالصلاة فتوضأ فلما ارتفعت الشمس وابيضت قام فصلي.