رغم أن محافظة قنا تزخر بعدد كبير من المواقع الاثرية تزيد عن 120 موقعاً تمثل مختلف العصور التاريخية الفرعونية والرومانية والقبطية التي يعشقها السياح إلا أنها لاتزال تعاني الاهمال من المسئولين بالثقافة والآثار ولم تمتد لها يد الصيانة أو التطوير وأكلت الرطوبة والمياه الجوفية نقوشها والوانها الزاهية واصبحت معرضة للانهيار بالاضافة إلي عمليات السرقة المنظمة من خلال عصابات التنقيب عن الاثار التي انتشرت بكثافة خاصة بعد ثورة 25 يناير. والغريب أنه رغم كل هذه الاثار فان معبد دندرة هو الوحيد المفتوح لزيارة السائحين وأصبح اهالي قنا يتساءلون متي تأخذ المحافظة مكانتها علي الخريطة السياحية؟! أكد حسين عبده مفتش آثار بمعبد دندرة أن المعبد يعد من أهم المعابد المكتملة الباقية من العصر البطلمي ويتميز بوجود أول تحديد للابراج الفلكية المعروفة إلي الآن ويتكون من صالة بها 24 عاموداً وصالة القرابين وبها 6 أعمدة و مازال يحتفظ بنقوشه وألوانه الزاهية وتم تطوير الساحة الامامية به.و طالب الاعلامي حسن النجار بضرورة تنفيذ مشروع الصوت والضوء بمعبد دندرة والذي تم الاعلان عنه منذ أكثر من 8 سنوات ولم يتم اتخاذ أي خطوة للتنفيذ وإدراجه ضمن الخريطة السياحية لشركات السياحة حيث إن جميع الرحلات للمعبد تكون زيارات عابرة أثناء الذهاب والعودة من مدينة الاقصر مشيراً إلي تخصيص خمسة أفدنة بمنطقة كورنيش النيل بمدينة قنا لانشاء المتحف الفرعوني بهدف تجميع آثار قنا من العصور المختلفة بهذا المعبد إلا انه حتي الآن لم يبدأ العمل في انشائه.و قال هشام قدوس أمين التنظيم بحزب المؤتمر بقنا إن المحافظة تزخر بأكثر من 120 منطقة اثرية في مراكز المحافظة المختلفة ومن جميع العصور سواء الفرعونية والرومانية والقبطية والاسلامية وجميع هذه الاثار باستثناء معبد دندرة مهملة حتي إن وزارة الاثار لم تقم بمجرد انشاء اسوار لحمايتهما من التلف والسرقة التي تتعرض لها من قبل عصابات التنقيب عن الاثار خاصة وانه يقوم بحراستها خفراء ليس لهم دراية بالقيمة التاريخية لها. أكد محمد الجبلاوي المحامي وعضو مجلس محلي المحافظة السابق علي ضرورة تغليظ العقوبة علي أعمال التنقيب عن الاثار لتصل إلي المؤبد و الاعدام لانها اخطر من تجارة المخدرات وانتشرت بصورة كبيرة خلال السنوات الاخيرة بسبب حالة الانفلات الامني إلا انه حتي القضايا التي يتم ضبطها تحصل غالبيتها علي احكام بالبراءة لعدم خبرة القائمين بعملية الضبط سواء من رجال الشرطة أو مفتشي الآثار الذين لهم حق الضبطية القضائية وحتي من تصدر ضدهم احكام فالعقوبة تتراوح من 3 إلي 10 سنوات. أكد أحمد البشلاوي أمين حزب مصر المستقبل بمحافظة قنا أن معبد "شنهور" بمركز قوص تحول إلي مقلب للقمامة ومأوي للكلاب الضالة بعد قيام هيئة الآثار بسحب الحراسة من المعبد وهو ما يعني خروجه تماما من الخريطة السياحية وانتهاء آمال الاهالي الذين كانوا يعتقدون ان المعبد سيغير مستقبلهم إلي الافضل خاصة مع قيمته التاريخية الكبيرة حيث إنه من المعابد الرومانية التي شيدت لعبادة الاله حورس ويتكون من ثلاث صالات مفتوحة وقدس الاقداس. ويوجد بالصالة الاولي قواعد 16 عمودا. والصالة الثانية بها قواعد ثمانية أعمدة ويوجد بالصالة الثالثة قواعد أربعة أعمدة ثم تليه غرفة مفردة للجانب الايمن بالمعبد ويوجد مدخل يؤدي إلي قدس الاقداس وبجانبه غرفة الولادة الالهية ويحيط بالغرفة قدس الاقداس ويمثل فيها السماء علي شكل امرأة وحولها النجوم كي تدخل فيها الشمس من ناحية وتخرج من أخري وهي لحظة الولادة الالهية. طالب بسرعة ترميم المعبد بعد ان تسبب ارتفاع منسوب المياه الجوفية وعوامل التعرية في تآكل اجزاء من الكتابة الهيروغليفية المنقوشة علي جدرانه مما يهدد بضياع قيمته التاريخية. أكدد الاثري ايمن هندي مدير معبد دندرة ان محافظة قنا تضم العديد من المعابد والآثار للعصور الفرعونية التي يمكن ان تمثل نقله حضارية في قري ومدن المحافظة بالاضافة إلي معبدي دندرة وشنهور وتشمل معبد الاله ايزيس بقرية القلعة بقفط ويتكون من ثلاث حجرات بها رسومات الامبراطور الروماني قيريوس كلاوديوس ورسومات للآلهة مين وامون ونسري ومعبد العويضات بقفط ومقابر حمرة دوم وبها المقبرة الاولي للامير سادني وبه رسومات تصور الحياة اليومية وممارسته للاعمال الزراعية وصيد الاسماك بالاضافة إلي آثار منطقة هو ننجع حمادي وكذلك الآثار القبطية التي تتمثل في دير نقاده ودير الصليب الانبا شنودة بقرية حاجر دنفيق والذي بني في القرن الرابع الميلادي في عهد الملكة هلانه وهو الوحيد الذي يحمل اسم الصليب في مصر والآثار الاسلامية المتمثلة في المسجد العمري بقوص ومسجد سيدي عبدالرحيم القنائي.