التاريخ يصنعه البشر. ثم يتحول إلي معلم لهم: يضيء لهم الحاضر. ويأخذ بأيديهم إلي المستقبل.. وتاريخ مصر يحثنا الآن علي التفاؤل ويهدينا إلي شتي دروب الأمل.. فما نراه الآن من تحالف أعداء الخارج ضدنا. سواء امريكا أو انجلترا وألمانيا وتركيا. واعداء الداخل العربي: كقطر. والمقيمين معنا في البيت المصري: أي الاخوان.. هذا التحالف من الأعداء ومن الخونة يطفو علي سطح التاريخ المصري كلما اخذت مصر طريقها إلي اليقظة والتطور والقوة.. فالخونة في الداخل مثلا كان لهم دور في الحروب الصليبية التي تصدت فيها مصر لجحافل الغرب الاستعماري والخونة هنا كعرب فتحوا للصليبيين بعض الثغور وكانوا يمولونهم بالعتاد ويرشدونهم في الصحراء لمواجهة جيوش مصر والمسلمين بعامه.. وهو الدور نفسه الذي يؤديه الإخوان المفسدون الآن ضد مصر وضد الإسلام وضد العروبة. ومعهم دويلة قطر.. لكن هذا الحلف الخارجي والداخلي انكسر في النهاية أمام قوة مصر وشعبها الخالد. تكررت الخيانات والتحالفات ضدنا في مراحل النهوض الأخري: فحينما بني محمد علي امبراطورية مصرية وصلت جيوشها إلي اليونان وقبرص وأبواب اسطنبول وأواسط افريقيا تحالف ضدنا القوي التي تتحالف الآن باستنثاء روسيا فاتحدت قوي الأتراك العثمانيين والانجليز والفرنسيين والروس ضد مصر الإمبراطورية ليحولوا دون استقرار قوتها وحدودها علي دولة عربية وإسلامية حديثة مترامية الأطراف. لو قدر لها البقاء لكان حال العرب والمسلمين غير حالهم الآن. هذا العداء برز بعد ذلك لمواجهة جيش مصر بقيادة أحمد عرابي حينما أخذ أبناء مصر وفلاحوها من الضباط والجنود والمثقفين بزمام الأمور وطردوا الخديو توفيق واختاروا حكامهم بأنفسهم: البارودي كرئيس للوزراء وعرابي كوزير للحربية مع حكومة وطنية كاملة.. هنا تدخل أعداء الخارج متجسدين في انجلترا ليحبطوا نهضة مصر. وتحالف معهم خونة الداخل متجسدين في سلطان باشا وبعض قبائل الطحاوية. ليتجسسوا علي جيش مصر الذي اوشك علي هزيمة الغزاه الانجليز ولينهزم جيشنا بخيانة الداخل مع العدوان الخارجي.. ويذكر جيل الكهول والشيوخ الآن هذه التحالفات المعادية لمصر مؤخراً أيام يقظتها واستعادتها لزمام أمرها علي يد عبدالناصر. وحركة التحديث التي قادها. فإذا بكل القوي المعادية لنا تقليديا: انجلترا وفرنسا وأمريكا وصنيعتهم اسرائيل تتآمر علينا من الخارج واذا بالإخوان الخائنين يتآمرون من الداخل لينهزم المشروع القومي العربي. وتتوقف قوة مصر أو تتجمد بخيانات الداخل وعداء الخارج. السيناريو الآن يتكرر. لأن دورة التاريخ تؤكد أن مصر القوية تولد الآن. وسوف تقف علي أرجلها وترفرف بجناحيها. رغم الإرهاب والخيانة والتواطؤ!!.