لعل التشويه الممنهج لثورة 25 يناير كان من أهم أسباب إحجام الشباب عن التصويت بالفعل.. فلا أضع رأسي في الرمال كالنعام وأقول إنني لا أري ولكن هناك حقيقة لابد من التعامل معها ودراسة أسبابها وهي لماذا لم يقبل الشباب علي التصويت علي الدستور بالشكل المتوقع فهذا سببه إذاعة العديد من التسريبات والتسجيلات الصوتية التي لا أتفق مع إذاعتها لأن مكانها الطبيعي في النيابة والقضاء وليس وسائل الإعلام والتليفزيون هذا الي جانب المبالغة والطنطنة من البعض بشكل فج والدعاية المبالغ فيها جعلت الشباب ينظرون بأن الدستور يحتاج للمساندة والدعم بالرغم من أن الدستور به العديد من المواد التي تخدم القطاع الأكبر من الشباب وتصب معظم مواده في صالحهم ومن أجل مستقبلهم ولكن لم يتم التركيز علي تلك المواد وتقديمها بالشكل الذي يحترم عقول الشباب.. مما جعل البعض يظن أن التصويت علي الدستور مرتبط بالتصويت والموافقة علي ترشح الفريق عبدالفتاح السيسي للرئاسة وهو الأمر المرفوض جملة وتفصيلا فالاستفتاء علي الدستور ليس له أي علاقة بالاستفتاء علي الفريق السيسي وهذا لمصلحة الفريق السيسي نفسه. فالأن ننشد ونتجه لدولة المؤسسات وليس لدولة الفرد وهو ما لابد من تداركه في انتخابات الرئاسة القادمة بضرورة الوصول للشباب أولا باحترام عقله ومخاطبته بشكل مباشر.