* يسأل محاسب باحدي الشركات بالإسكندرية: ما موقف الإسلام من قضية الإرهاب؟ وكيف تعامل معه؟! ** يجيب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق: الإرهاب هو وليد العقليات الفاسدة والقلوب القاسية والنفوس المتكبرة فإن القلب الرباني لا يعرف الفساد ولا يعرف التخريب. إن الإسلام دين تسامح وتعايش سلمي مع كافة البشر أفراداً وجماعات وينظر الدين الإسلامي للانسان علي أنه مخلوق مكرم دون النظر إلي دينه أو لونه أو جنسه ووضع الإسلام دستور العلاقة بين المسلم وغيره في المجتمع الواحد حيث يقول سبحانة لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين" في هذه الآية يأمرنا الله بالاحسان إلي غير المسلمين وعدم ايذائهم من خلال قوله "تبروهم" وكأن الله سبحانه وتعالي يأمرنا ويندب لنا التعاون مع غير المسلمين في كافة سبل الخير. ولا يخفي علي كل من عرف الإسلام مدي اهتمامه بالسلام العالمي حيث جعله دعامته الأولي بل إن السلام اسم من اسماء الله تعالي وصفة من صفاته وجعله تحيته إلي عباده وأمرهم بأن يجعلوا السلام تحيتهم يلقيها بعضهم علي بعض. وكذلك سميت الجنة دار السلام. من هنا كان السلام شعار المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها منذ ظهور الإسلام حتي الآن وهو شعار يلقيه المسلم علي غيره كلما لقيه وكلما انصرف عنه. والانسان مهما كان معتقده له الحق في العيش في أمان وسلام داخل وطن المسلمين فان حماية الآخر من الظلم الداخلي أمر يوجبه الإسلام ويشدد في وجوبه. وجاءت احاديث خاصة تحذر من ظلم غير المسلمين من أهل العهد والذمة.. يقول الرسول صلي الله عليه وسلم "من ظلم معاهداً أو انتقصه حقاً. أو كلفه فوق طاقته. أو أخذ منه شيئاً بغير طيب نفس منه فأنا حجيجة يوم القيامة". وحث الاسلام علي السلم والأمن لمالهما من تأثير بالغ الأهمية علي استقرار حياة البشر وتقدمها في جميع المجالات. وما يحدث من تخريب وارجاف في بلادنا الآمنة هو من فساد العقول وخراب القلوب والكبر نسأل الله تعالي أن يلهمنا رشدنا ويسلم ابناءنا وأوطاننا. * يسأل محمود رزق من السويس: ما رأي الشرع فيما يفعله بعض الناس حيث إنه يمتلك مخزنا فيأتي اللصوص فيضعون عنده المسروقات. ثم يعرضون علي الشخص الذي سرق أن يدفع مبلغاً من المال مقابل رد المسروقات. فإذا دفع صاحب الشيء المسروق المال قسم المال المدفوع بين اللصوص وصاحب المخزن. وعندما قلنا لصاحب المخزن إن المال الذي تأخذه إنما هو مال حرام قال أنا لم أسرق فما حكم الدين في ذلك؟! ** يجيب الدكتور كمال بربري حسين محمد عميد معهد معلمي القرآن الكريم بالقاهرة: السرقة من الكبائر المحرمة الموجبة لقطع يد السارق بالكتاب والسنة واجماع الأمة قال تعالي:"والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالاً من الله والله عزيز حكيم" "سورة المائدة: 38". وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "لعن الله السارق..." الحديث "متفق عليه" وعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنهما:" كانت امرأة تستعير المتاع وتجحده. فأمر النبي صلي الله عليه وسلم بقطع يدها". "رواه الإمام مسلم" وعلي ما تقدم أقول: إن السارق ملعون ومن يعاونه في إخفاء المسروقات معلون مثله وصاحب المخزن الذي يخفي الاشياء المسروقة شريك في جريمة السرقة وقد ارتكب كبيرة توجب قطع يده مع السارق فهو مثله تماماً لا يختلف عنه. والمال الذي يأخذه في مقابل إخفاء الاشياء المسروقة مال حرام شرعاً.. عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال لكعب بن عجرة رضي الله عنه:" ياكعب بن عجرة إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت النار أولي به".