مهما علا الباطل وانتفش فلابد من انتصار الحق عليه في نهاية الأمر وهذه قصة رمزية تؤكد هذا المعني. كان الحق يذهب إلي عمله سيراً علي الأقدام فعرض عليه الباطل ان يشتري حماراً علي نفقته الخاصة علي ان يعطيه الباطل نصف المبلغ علي مراحل واتفقا علي ان أحدهما يركب والآخر يمشي ثم العكس. بالفعل اشتري الحق الحمار وعندما شاهده الباطل قال أريد ان اختبر هذا الحمار في السير وركب فوق ظهره والحق يمشي بجواره حتي تعب فقال له من فضلك انزل هذا دوري أنا أركب وأنت تمشي. فنظر إليه الباطل وقال له لن أنزل أبداً. فقال الحق لابد ان تنزل كما اتفقنا قال له الباطل لا ولن أنزل ثم صرخ بصوت عال فحضر مجموعة من الناس لتعرف حقيقة الأمر فقال لهم الباطل يا ناس يا عالم يا هووه اشهدوا بالله عليكم الحق يمشي أم الباطل قالوا في صوت واحد الحق يمشي. فقال له سمعت الناس شهدوا أنك تمشي فتفضل امشي. مشي الحق وترك الأمر لله وفرح الباطل وظن انه نجح في خداع بعض الناس وإذا بسيارة طائشة تسير عكس الاتجاه أمامه فاختل توازنه فوقع فصدمته وكان الحق يمشي في نفس الطريق ورأي الحادث وشاهد الباطل غارقاً في دمائه وقد لقي مصرعه في الحال ووجد الحمار يهز رأسه وذيله فرحاً بقدوم صاحبه فطبطب عليه الحق ومسح عنقه وقال له لابد ان ينتصر الحق علي الباطل. مصطفي رمضان حجاب