مسرح الساحر بالعجوزة كان نافذة لعروض فرق الأقاليم المسرحية تقام عليه عروض مهرجانات فرق الأقاليم التي تموج بمئات المواهب في مجالات أبوالفنون.. واذكر انه اقيم به مهرجان استمر 100 ليلة عرض هذا الصرح الثقافي ثم هدمه وتحول إلي خرابة تلقي بها الزبالة وقيل إن هناك احدي شركات المقاولات تعاقدت علي بنائه ليعود في افضل صورة من خلال تزويده بالأجهزة الحديثة وتقنيات العصر. وأعلن وزير الثقافة الأسبق مرات عديدة علي عودته وحتي الآن مازال معطلا رغم انه في موقع مهم ملاصق للسيرك القومي. مرت السنوات دون أن يحدث فيه ما يزيل حتي الانقاض. وقد ترتب علي ذلك غياب فرق الأقاليم المسرحية من قومية وقصور وبيوت عن التواجد بالقاهرة وتعثر مهرجاناتها المسرحية نتيجة لهدم "الساحر" دون أن تمتد يد العمران لإعادته ليعود لفرق الأقاليم بريقها ووهجها والتقاط مواهبها من الهواية التي سرعان ما يختفي بريقها وتتوه في زحام الحياة ومتطلباتها ويخبو حلم الكثيرين منها بلفت الانظار اليها للانضمام لفرق المحترفين وضخ وعاء جديدة لعالم الفن بالقاهرة التي تتمركز بها الأضواء. مسرح المنصورة القومي عمره أكثر من 114 سنة طراز معماري فريد الأمر الذي دفع وزير الثقافة الأسبق عام 1997 بطلب ضمه لمسارح البيت الفني للمسرح ووافق محافظ الدقهلية وقتها علي ضمه ومن يومها وهو مغلق حتي عام 2007 وقد قدمت أكثر من جهة عروضا لتطويره وتجديد قاعة العرض المسرحي والبدء في مشروع التطوير وبقي الحال علي ما هو. ونحن نتساءل بدورنا: ما هي الاسباب التي حالت دون ان يتم مشروع التطور وهو الحلم الذي يعيد الروح لأهم المسارح في مصر. أصبح للمسرح في قلب الصعيد الجواني وجود واهمية وايضا فرق الفنون الشعبية التي استطاعت خلال تولي المبدع "محمد موسي توني" إدارة فنون وثقافة سوهاج وفازت فرق القصور والقومية بالعديد من الجوائز بل وامتد نشاط هذه الفرق لمهرجانات عالمية مثل فرقة الفنون الشعبية. ومن المؤكد انه اختيار موفق يواصل نجاحاته ويحقق المعادلة الصعبة.. الفن الجيد الذي يعبر عن البيئة وهوية أهل الصعيد وتراثهم وآمالهم وطموحاتهم ويجعل من قصور الثقافة وبيوتها منارة للفن والمعرفة.