تزدحم المدينة الباسلة بكم هائل من الجمعيات الأهلية التي وصل عددها إلي أكثر من 280 جمعية منها مائة جمعية فئوية لأبناء محافظات الصعيد وبحري وتبقي حوالي 20 جمعية هي التي تعمل علي الأرض ويشعر بوجودها نسبيا أبناء بورسعيد إلا أن موضوع التمويل والمنح التي تحصل عليها بعض الجمعيات التي تعمل في المجال الحقوقي وهي قليلة جعلت دور هذه الجمعيات يتراجع كثيرا خوفا من المساءلة أو التعرض لموجة من الاتهامات. يؤكد مهندس فؤاد ثابت رئيس الاتحاد النوعي للجمعيات ورئيس جمعية تنمية الصناعات الصغيرة والمتوسطة أن الدولة لا استطيع توفير تمويل كاف للمجتمع المدني في الوقت الذي يعتمد أي مجتمع مدني في كافة بلدان العالم علي التمويل الخارجي وتخصص الدول المتقدمة نسبة 1% من موازنتها تعطيها كمنح تنموية للدول النامية وللأسف كنا سنحصل علي منحة من مستر كارت العالمية وهي مؤسسة كانت ستمنحنا فرصة إعطاء الشباب من سن 15 إلي 18 سنة فرصة للعمل في شركات أو مصانع وتمنحهم دفاتر توفير وطلبت الجهة المانحة موافقة الحكومة وتقدمنا لوزارة التضامن فبعثت للتفتيش علي دفاتر آخر منحة لنا وأكدت التقارير انضباط كافة الدفاتر وانتظرنا أكثر من خمسة أشهر للحصول علي الموافقة وللأسف أرسلت الجهة المانحة خطابا تؤكد فيه أن المنحة ذهبت إلي دولة المغرب. يضيف إيهاب الدسوقي رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة يجب في البداية أن نفصل بين العمل المدني الاجتماعي والبيئي وبين الجمعيات التي تحمل اسم منظمات المجتمع المدني ولها أهداف سياسية. أوضح: حصلت علي تمويل عام 2004 بخصوص المخلفات الطبية وذلك من الجهة المانحة الوكالة الكندية وقدره 50 ألف جنيه وظلت مديرية التضامن تتابع هذا الملف ورغم استفادة الجمعية والمجتمع بقدر كبير منه إلا أنني قررت عدم التعجل في الحصول علي منحة والاكتفاء بالتمويل الذاتي المباشر دون الحصول علي أية تبرعات مادية. يطالب عادل مصيلحي رئيس مجلس إدارة جمعية بورسعيد للتنمية والبيئة بضرورة إيمان المسئولين في بورسعيد بدور المجتمع المدني بالإضافة إلي تفعيل دور المسئولية المجتمعية لرجال الأعمال والشركات والمصانع في المساهمة ودعم الجمعيات لتنهض بدورها المطلوب منها.. وأضاف: لا توجد جمعيات في بورسعيد تحصل علي منح من الخارج أو تمويل أجنبي لتوجيهه في العمل السياسي وكلها تعمل في مجالات التنمية والخدمات.. ويقول محمد غريب رئيس مكتب المشورة في ائتلاف جمعيات عدالة الأسرة وإخصائي اجتماعي بجمعية تادرس أنا غير مقتنع بعمل الجمعيات الأهلية في مصر لأن معظم مجالس إداراتها علي الورق وبلغ سن المعاش وهي دون أية رقابة وهناك جمعيات حصلت علي منح بالملايين من الدول المانحة ولم تعد علينا بأي فائدة.. وتشير مني هلاوي مدير إدارة الجمعيات الأهلية بمديرية التضامن ببورسعيد إلي أن هناك حوالي أكثر من 280 جمعية أهلية ما بين رعاية وتنمية وزادت نسبة الجمعيات التي تعمل في مجال التنمية بعد ثورة 25 يناير لشعور أصحابها بالانتماء للوطن في هذه المرحلة الدقيقة.