عادت الطوابير أمام الأفران مرة أخري. وهو لغز غير محير. لأن السبب معروف. وهو أن بعض أصحاب المخابز استغلوا حالة الفراغ الأمني. وعدم وجود رقابة. وعادوا إلي تسريب الدقيق إلي السوق السوداء. وعدم انتاج كامل الحصة. أمام هذه الحالة وغيرها من صور الفوضي الآن من ابراز العين الحمراء. وتفعيل القانون. وحبس من يتم ضبطه يتاجر في الدقيق المدعم.. لأنه قوت الشعب. في رسالة جاءت بتوقيع "امرأة ضائعة" تتضح الصورة. فصاحبة الرسالة تقول: أحد الأفران بالمعصرة لاينتج حصة الدقيق كاملة. والنتيجة زحام رهيب أمام الفرن. ومن يبدي اعتراضه علي هذا النقص الرهيب. في الخبز يجد ما لا يحمد عقباه.. من السباب والشتائم.. وربما الضرب. أكدت أن ما يحدث في هذا الفرن هو عودة لعصر الفتونة. فتسريب الدقيق للسوق السوداء يتم عيني عينك. وفي الوقت الذي يتضخم فيه رصيد صاحب الفرن. تعاني أسر بأكملها من عدم حصولها علي نصيبها في الخبز المدعم. انهت رسالتها بأنه أصبح علي كل مواطن أن يدبر حاله ويذهب إلي أي فرن آخر. واما وجد خبزاً. أو يعود بخفي حنين. لابد من مواجهة السوق السوداء للدقيق المدعم. وأن يتم اسناد التفتيش علي المخابز لأشخاص يتمتعون بيقظة الضمير. ولابد من الضرب بيد من حديد علي يد كل من يتاجر في قوت الشعب.. حتي لا تحدث لا قدر الله مجاعة بفعل بعض أصحاب المخابز.