عند باب المصعد بالمبني القديم للجمهورية والمساء منذ 25 سنة التقيته مع والد وفاجأني بقوله تحب تشتغل في القسم الرياضي ب "المساء" وكان يعرف انني لي تجارب صحفية سابقة وانا طالب بالجامعة فقلت له ياريت ولم تمر سوي 24 ساعة فقط حتي وجدت نفسي واحداً من اعضاء القسم الرياضي ب "المساء" الذي كان مدرسة يتخرج فيها كبار نجوم الصحافة الرياضية في مصر ومنذ ذلك الحين صار الاستاذ عبدالفضيل طه "رحمة الله عليه" هو المعلم والأب والقدوة لي.. ومنه تعلمت اصول المهنة واسرارها واخلاقياتها والتصقت به ولا أخجل من القول انه عندما كنت في أولي سنوات عملي تحت اشرافه كان احياناً يشد أذني ويعاقبني عندما اقع في خطأ بسيط لا يذكر ولكنني لم احزن أو أغضب لانني ادرك انه كان يتعامل معي بروح الأب وادرك كم هو حنون وحريص علي مستقبلي وعلي ان أكون صحفياً جيداً وكان ذلك يزيدني اصراراً علي العمل بجدية واخلاص وان اتطور حتي لا اخذله والحقيقة الآن وبعد كل هذا العمر الذي جري بسرعة اقول انني ادين للمعلم والاستاذ عبدالفضيل طه بالفضل الكبير جداً بعد سبحانه وتعالي ولولاه لكنت قد تركت هذه المهنة مبكراً فقد كانت رعايته لي دافعاً لي للاستمرار في بلاط صاحبة الجلالة اما علي المستوي الانساني فهو ابي الروحي والكلام عن هذا الجانب يطول كثيراً. الحقيقة ان الحديث عن الاب والمعلم والاستاذ والصديق عبدالفضيل طه يحتاج إلي مجلدات فهو نموذج للعصامي الشريف صاحب اليد النظيفة والاخلاقيات الرفيعة بني نفسه بنفسه.. وعمل في السكة الحديد واكمل دراسته الجامعية وتخرج في كلية الأداب قسم صحافة وصار واحداً من كبار النقاد الرياضيين المحبوبين وليس له أي عدوات مع احد في الوسط الرياضي وهو امر نادر الحدوث في مجالنا.. يا استاذي العزيز.. لم اودعك قبل رحيلك لوجودي خارج مصر وحزين لانني لم اعبر لك كفاية عن حبي واعتزازي بك وابداً لن أنساك ما حييت فكل حرف اكتبه سأتذكرك بالخير.. فانت المعلم القدير وانا التلميذ.. انت الاب الحنون وانا الابن.. يرحمك الله لقد اديت الرسالة بشرف ونزاهة وحب .. وإنا لله وإنا إليه راجعون.