رغم أن مدينة بسيون ومركزها من أهم مراكز محافظة الغربية حيث تتمتع المدينة بأهمية أثرية وصناعية هامة إلا أنها سقطت من حسابات جميع المسئولين بمحافظة الغربية علي مدي طوال السنوات السابقة حيث تعاني حاليا مدينة بسيون ومركزها من انعدام تام وترد غير مسبوق في جميع الخدمات والمرافق الحيوية التي تساعد أهالي وسكان المدينة الهامة علي أن يعيشوا حياة آدمية وطبيعية بدلا من المعاناة اليومية والحياة غير الآدمية التي يعانون منها في الوقت الحالي بسبب انعدام جميع الخدمات والمرافق الحيوية وسط تجاهل تام من كافة الجهات المسئولة بمحافظة الغربية. ومدينة بسيون تقع في الشمال الغربي لمدينة طنطا عاصمة محافظة الغربية وتبلغ مساحتها حوالي 160كم2 ويصل تعداد سكانها إلي أكثر من 250 ألف نسمة. كما تضم أربع وحدات قروية هي "كتامة الغاب" التي تشتهر بصناعة الأثاث وتنافس بقوة في هذه الصناعة مدينة "دمياط" و"صالحجر" التي تضم العديد من الآثار الفرعونية وتعتبر منطقة أثرية هامة حيث كانت عاصمة مصر في عهد الأسرة السادسة والعشرين وكان اسمها وقتها "ساو.. سايس" وتشتهر قرية صالحجر بزراعة النباتات العطرية والطبية وصناعة تقطير العطور هذا بالإضافة لوحدتي "قراتشو" وكفر المنش. كما تضم مدينة بسيون 27 قرية تابعة و104 كفور ونجوع وعزب. ورغم هذه الأهمية لمدينة بسيون ومركزها إلا أنها تعاني منذ سنوات من افتقاد وانعدام معظم مرافق الخدمات والمرافق الحيوية الهامة وتأتي في مقدمة المشاكل والأزمات التي تعاني منها مدينة بسيون حاليا حالة الفوضي المرورية في جميع شوارعها في ظل غياب كامل لشرطة المرور حيث كانت المفاجأة عدم وجود وحدة لإدارة المرور حيث تتبع المدينة ومركزها وحدة مرور كفر الزيات وهو ما يمثل معاناة لأهالي المدينة وحول شوارعها لحالة من الفوضي المرورية خاصة بعد انتشار ظاهرة التوك توك والدراجات البخارية والنارية والتي تعمل جميعها بدون تراخيص في ظل الغياب التام لرجال شرطة المرور وهو ما كثرت معه حوادث خطف حقائب السيدات والفتيات وترويعهن يوميا بالإضافة لتهريب المخدرات بأنواعها والإتجار فيها. كما أنه لا توجد وسيلة مواصلات لتنقلات الأهالي الداخلية سوي سيارة سرفيس مصغرة يطلقون عليها اسم "التمنة" ويستخدمها أهالي مدينة بسيون في تنقلاتهم الداخلية. ويوجد طلاب الجامعات والمعاهد العليا من أبناء مدينة بسيون ومركزها صعوبات بالغة ويعانون الأمرين يوميا في الذهاب إلي جامعاتهم وكلياتهم بمدينة طنطا بسبب عدم وجود المواصلات التي تنقلهم إلي مدينة طنطا رغم ارتفاع أجرة الركوب والتي تصل إلي خمسة جنيهات للراكب للذهاب إلي طنطا وخمسة جنيهات أخري في العودة وهو ما يحمل الأهالي أعباء مالية تزيد من أعبائهم المعيشية. أما المفاجأة الكبري فتتمثل في عدم وجود خطوط سكة حديد في مدينة بسيون والتي تنفرد بهذه الظاهرة الغريبة بين جميع مراكز محافظة الغربية الثمانية وهو ما أدي لتفاقم وزيادة وصعوبة أزمة المواصلات في المدينة لعدم ربطها بخطوط السكة الحديد والتي كان يمكنها أن تساهم بشكل كبير في تخفيف أزمة المواصلات للمواطنين بالإضافة إلي تردي مستوي مرافق الخدمات الأخري مثل الخدمات الصحية والعلاجية ومياه الشرب والصرف الصحي والتلوث البيئي بسبب تواجد السوق الرئيسي وسط المدينة والذي يعتبر مصدر تلوث خطير يهدد حياة سكان المدينة. يقول عبدالخالق الجوهري - موظف: الحال أصبح لا يسر عدو أو حبيب بعد أن زادت الأمور عن الحد وتحولت شوارع المدينة إلي زحام شديد في ظل حالة من الفوضي المرورية نتيجة غياب لرجال شرطة المرور لتنظيم حركة المرور في الشوارع. أشار إلي عدم وجود وحدة للمرور بمدينة بسيون وأن المدينة ومركزها يتبعون وحدة مرور كفر الزايات وهو ما أدي لهذه الفوضي المرورية وزاد من أعباء الأهالي الذين يتكبدون المشقة في الذهاب إلي كفر الزيات لإنهاء أي إجراءات مرورية. يكشف ياسر النحراوي أحد شباب الثورة بمدينة بسيون عن أزمة وصعوبة المواصلات التي يعاني منها أهالي سكان مدينة بسيون مشيرا إلي أنه لا توجد سوي وسيلة مواصلات وحيدة يعتمد عليها أهالي مدينة بسيون في تنقلاتهم داخل المدينة وهي عبارة عن سيرفيس ميكروباص صغير الحجم يطلقون عليه اسم "التمنة" وهي لا تستوعب أعداد كبيرة مثل الميكروباص الكبير بالطبع.. أما بالنسبة للمواصلات بين قري المراكز وبعضها وبين هذه القري ومدينة بسيون فهي تعتمد علي وسيلة واحدة هي سيارات النصف نقل والتي يتكدس فيها الركاب مثل علب السردين من فتيات وسيدات وأطفال وشباب وشيوخ في تنقلاتهم بين القري والمركز والمدينة ويؤدي هذا التكدس والزحام العشوائي لوقوع العديد من الضحايا من الركاب . أحمد الجوهري - المحامي - يقول: هل تعلم أن مدينة بسيون ومركزها هي الوحيدة ضمن مراكز محافظة الغربية الثمانية التي لا يوجد بها خطوط سكك حديدية لربطها بالمدن والمحافظات الأخري وهو ما زاد من صعوبة وسائل المواصلات التي لاتزال تعاني منها المدينة ومركزها حتي هذه اللحظة.. كما أن المدينة لا توجد بها وحدة مرور منذ سنوات وحتي الآن مما حول المدينة لحالة من الفوضي المرورية مشيرا إلي أن الدكتور محمد نعيم محافظ الغربية حضر منذ عدة أيام فقط ليضع حجر أساس لوحدة مرور جديدة في مدخل المدينة . أشار رضا أحمد فسيح - موظف - إلي تردي كافة الخدمات الأخري وخاصة مياه الشرب غير الصالحة والصرف الصحي وأيضا الخدمات الصحية والعلاجية المتردية بمستشفي بسيون وأيضا التلوث البيئي بسبب السوق الرئيسية التي تقع بوسط المدينة وخاصة السوق الأسبوعية يوم الاثنين من كل أسبوع والتي حولت وسط المدينة لمصدر تلوث بيئي أصبح يهدد حياة وصحة سكان المدينة..