أكد عبدالفتاح صادق محمود "مدير مؤسسة دار رعاية البنين بأسوان" أنه تم إنشاء الدار في عام 1932 باسم ملجأ الملك فاروق. وتم تغييره إلي الاسم الحالي منذ عام 1953 حتي الآن. قال ان الدار تقع في موقع متميز علي كورنيش النيل بمدينة أسوان وهي مؤجرة من بنك ناصر الاجتماعي مقابل مبلغ ضئيل جداً لا يتجاوز جنيهين فقط سنويا. ومع ذلك يحرص البنك علي استمرار هذه العلاقة الايجارية لضمان حقه في الأرض المقام عليها الدار. موضحاً ان دار رعاية البنين يسيل لها لعاب الكثيرين وتعتبر مطمعاً للعديد من الجهات نظرا لموقعها المتميز علي كورنيش النيل.حيث كانت مساحة الدار في البداية حوالي ألفي متر مربع ولكن قام بنك الاسكان بسحب جزء كبير من مساحة الدار في فترة الثمانينيات لإنشاء مولات تجارية ولم يتبق حاليا سوي 600 متر مربع فقط ومع ذلك مازال يطمع فيها الكثيرون الذين يعرضون نقل هذه الدار إلي مكان آخر من أجل الاستفادة بموقعها في إنشاء مشروعات استثمارية. أشار إلي ان ميزانية دار رعاية البنين تبلغ 28 ألف جنيه فقط سنويا وهي تكفي بالكاد نفقات الاعاشة. حيث يحصل مورد الأغذية علي سبيل المثال علي مبلغ 4 آلاف جنيه شهريا لذلك اضطرت إدارة الدار لقبول 24 طفلا فقط من الأيتام هذاالعام رغم ان الدار تستطيع استيعاب 100 طفل ولم يتم قبول أي حالات اجتماعية أخري. أضاف بغدادي محمد جلال "مدير جمعية رعاية دار البنين والبنات بأسوان" أنه يتم تقديم رعاية متكاملة للأطفال نزلاء الدار تتضمن الاقامة والاعاشة الكاملة يوميا ومصروفا يومياً وقيمة الانتقالات من الدار الي المدرسة والعكس. علاوة علي توفير الرعاية الصحية والاجتماعية. موضحاً ان الدار تستقبل الأطفال من سن 6 سنوات حتي انهاء دراسته وحصوله علي مؤهل متوسط وفي حالة التحاقه بالجامعة تستمر الدار في رعايته وتغطية كل نفقاته خلال الدراسة حتي يحصل علي مؤهل جامعي وطالب بزيادة الميزانية المخصصة للدار من أجل زيادة الأنشطة الاجتماعية وشراء سيارة لنقل الطلاب الي المدرسة بدلا من إعطائهم بدلات انتقال يوميا. أضاف محمد محمود- اخصائي كمبيوتر- ان دار رعاية البنين قامت بتخريج نماذج مشرفة كثيرة من أبرزها دكتور جامعي باحدي كليات جامعة أسوان وهو مازال يحرص علي زيارة الدار حتي الآن. علاوة علي أن أحد نزلاء الدار حصل علي المركز الأول علي مستوي الجمهورية في امتحانات الدبلومات الفنية لكنه رفض استكمال تعليمه في الجامعة حتي يستطيع الالتحاق بعمل للانفاق علي والدته وأسرته. قال انه يجب إزالة الصورة الذهنية المرتبطة بدار رعاية البنين حيث يعتبرها الكثيرون ملجأ للأيتام وليست دار رعاية لذلك ترفض الكثير من الأسر إيداع أبنائهم في هذه الدار رغم سوء حالتهم الاقتصادية والاجتماعية مشيراً الي ان مبالغ التبرعات للدار كانت كبيرة جدا قبل ثورة يناير لدرجة ان احدي السيدات كانت تتبرع ب 10 آلاف جنيه كل عام لدعم الدار ولكن منذ بداية الثورة انخفضت نسبة التبرعات بشكل حاد وأصبحت ضئيلة جدا. أضاف محمود سيد محمد- اخصائي اجتماعي- ان معظم العاملين في الدار من العمالة الموسمية ويتقاضون راتباً شهرياً ضئيلاً جدا يبلغ 200 جنيه ولا يتمتعون بأي مزايا تأمينية مطالباً بضرورة تثبيت العمالة الموسمية من أجل تحقيق الاستقرار الأسري والشعور بالرضا الوظيفي داخل الدار فيما طالب الأطفال الموجودون بالدار رفضوا ذكر أسمائهم بتوفير مدرسين في مختلف المواد الدراسية من أجل تحسين مستواهم العلمي ومساعدتهم في استذكار دروسهم.