شهدت فعاليات إحياء الذكري الثانية لأحداث محمد محمود خروجا عن النص من بعض المشاركين من أعضاء الحركات والقوي الثورية والشبابية حيث اشتبكوا مع قوات الأمن وألقوا عليهم المولوتوف والحجارة.. كما حدثت اشتباكات ما بين الحركات الثورية وبعضها البعض مما عكر صفو إحياء الذكري بسقوط قتيل يدعي أحمد سعيد "18 سنة" بطلق ناري بالرأس وإصابة 27 مصابا بإصابات مختلفة. كما تصدت قوات الأمن لمحاولت اقتحام مجموعة من المتظاهرين الليلة الماضية جامعة الدول العربية حيث قاموا بتكسير أبوابها وإشعال النيران في إحدي الأشجار أمام المبني مما اضطر قوات الشرطة لإطلاق القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم وهو ما دفعهم للهروب إلي داخل ميدان التحرير والشوارع المحيطة به لتستمر الاشتباكات بين الطرفين بعد ذلك داخل الميدان وأمام شارعي محمد محمود وطلعت حرب كما أشعل المتظاهرون النيران في إطارات السيارات أمام مدخل شارع طلعت حرب بينما استمرت مطاردة الشرطة لهم. كما نشبت بعض الاشتباكات تخللتها عمليات كر وفر بين أنصار الفريق أول عبدالفتاح السيسي والأهالي من ناحية وبعض المتظاهرين علي رأسهم شباب 6 أبريل من ناحية أخري.. حيث تراشق الطرفان بالحجارة وصعد الأهالي إلي كوبري 6 أكتوبر ورشقوا المارة والمتظاهرين بالحجارة مما اضطر قوات الأمن المكلفة بحراسة المتحف المصري بإطلاق القنابل المسيلة للدموع أكثر من مرة كما سمع دوي لإطلاق النار ليلة وهو ما أثار الذعر والخوف في نفوس الكثير. قام بعض الأطفال الصغار برشق قوات الجيش المتواجدة بجوار كوبري قصر النيل بالحجارة ولم ترد القوات ولم تواجههم بأي شيء علي الإطلاق. وقد وقعت اشتباكات أخري بين أعضاء حركة 6 أبريل وبين القوي الثورية بشارع محمد محمود بعد ترديد أعضاء الحركة هتافات مثل "يالي قتلت الناس في رابعة.. ما انت قتلت كتير زمان". قامت أعضاء بعض الجبهات الثورية والحركات الشبابية بطرد عدد من المجهولين إلي خارج الميدان حيث كان بحوزتهم عدد كبير من زجاجات المولوتوف الحارقة ويحملون إطارات السيارات متجهين إلي وزارة الداخلية لإحداث حالة من العنف والشغب. كانت هناك مسيرات ليلية بشارع محمد محمود حمل المشاركون خلالها صوت الشهيد جابر صلاح "جيكا" ورددوا هتافات مثل "جيكا يا ولد.. دمك بيحرر بلد" كما جدد أعضاء رابطة "فنانو الثورة" الرسومات الجدارية علي أسوار الجامعة الأمريكية بشارع محمد محمود وكتبوا عبارات مضادة للداخلية وعبارات أخري مثل "اتركوا محمد محمود لشهدائه". كما علق المتظاهرون لافتتين في مدخل الشارع واحدة مكتوب عليها "ممنوع دخول الإخوان والعسكر والفلول" والأخري مرسوم عليها صور لبعض قادة الإخوان والجيش وعلي رقابهم المشانق. قام المتظاهرون بوضع علم مصر علي النصب التذكاري بالجزيرة الوسطي بالميدان وكتبوا علي النصب "مقام سيدي الببلاوي" بطريقة ساخرة.. ثم حرقوا العلم في مشهد مؤسف. كانت هناك مسيرات أخري للشباب من شارع محمد محمود إلي كوبري قصر النيل بعد تردد أنباء عن تواجد بعض عناصر جماعة الإخوان المسلمين وإلي ميدان عبدالمنعم رياض حيث تجددت الاشتباكات من لحظة لأخري بين المتظاهرين والأهالي ومجموعات مجهولة وبعض المندسين من جماعة الإخوان. تجمع المتظاهرون بميدان التحرير حول 4 شاشات عرض كبيرة لمشاهدة مباراة مصر وغانا وهتف المتظاهرون بقوة أثناء المباراة مرددين "مصر.. مصر" كما أطلقوا الشماريخ والألعاب النارية في الهواء عندما أحرز المنتخب المصري هدفيه في مرمي نظيره الغاني. كان المئات من المتظاهرين وشباب الأولتراس وأعضاء القوي الثورية المختلفة مثل حركة 6 أبريل وتكتل القوي الثورية والتيار الشعبي والمصريين الأحرار والدستور والكرامة وثورة الغضب الثانية قد احتشدوا بميدان التحرير للمشاركة في إحياء الذكري الثانية لشهداء محمد محمود والمطالبة بالقصاص لشهداء الثورة ومحاكمة المسئولين عن قتلهم وتطهير وهيكلة وزارة الداخلية. تجمع العشرات من المشاركين في إحياء الذكري حول النصب التذكاري الذي كان قد افتتحه د. حازم الببلاوي رئيس الوزراء وسرعان ما قام مجهولون بتكسيره وتهشيمه وحرصوا علي التقاط الصور التذكارية ثم أحضروا نعشا رمزيا وضعوه أعلي النصب المهشم تخليدا للذكري وحملوا الأعلام المصرية وأعلاماً تحمل صور الشهداء الذين راحوا في تلك الأحداث قبل عامين. في الوقت الذي تجمع عدد كبير من شباب رابطة مشجعي الأولتراس أهلاوي ووايت نايتس وطافوا حول الميدان ثم استقروا أول شارع محمد محمود مرددين الأغاني والتهافات المسيئة لوزارة الداخلية والقوات المسلحة مع الهتاف لشهدائهم الذين كان آخرهم شهيد الوايت نايتس عمرو حسين. حرص عدد من النشطاء والمواطنين وأنصار الفريق أول عبدالفتاح السيسي علي الاحتفال بعيد ميلاده الذي يواكب نفس يوم الذكري وظلوا يهتفون له وللقوات المسلحة مثل "السيسي عمهم وحارق دمهم" و"السيسي السيسي" مما أثار المتظاهرين من أعضاء حركة 6 أبريل الذين حضروا إلي الميدان في مسيرة انطلقت من أمام منزل الشهيد جابر صلاح "جيكا" بعابدين رافعين شعارات الأصابع الثلاثة وارتدوا تي شيرتات تبين الإشارة ومعناها "يسقط كل من خان.. عسكر فلول إخوان" ومرددين هتافات "الداخلية بلطجية" التي كانوا يرددونها أيام أ حداث محمد محمود الأولي ونشبت بينهم اشتباكات لفظية في البداية حيث أعلنوا رفضهم لتواجد أنصار السيسي بالميدان باعتبار أنه كان عضوا في المجلس العسكري وقت وقوع أحداث محمد محمود واستشهاد زملائهم بالإضافة إلي أنهم اشترطوا علي المشاركين في احياء الذكري عدم تواجد المؤيدين للمجلس العسكري أو النظام السابق أو أنصار الإخوان وهو ما تسبب في نشوب اشتباكات بينهم بالطوب والحجارة وحالة من الكر والفر في محيط الميدان وأمام المتحف المصري حتي ميدان عبدالمنعم رياض وهو ما اضطر قوات الأمن المتواجدة لتأمين المتحف باطلاق بعض القنابل المسيلة للدموع لتفرقة وتهدئة الاشتباكات وفرضت كردوناً أمنياً حول المتحف المصري وأغلقت الشارع المؤدي إليه بالمدرعات والأسلاك الشائكة خشية الإقدام علي اقتحامه حتي هدأت المشاحنات بعض الوقت عاد خلالها المتظاهرون إلي شارع محمد محمود لاستكمال فعالياتهم الخاصة بإحياء ذكري شهداء محمد محمود. حرص عدد كبير من شباب حركة 6 أبريل علي التواجد بشارع محمد محمود وكذلك الشوارع المتفرعة منه مثل شارع يوسف الجندي ومنصور والشيخ ريحان لمنع المتظاهرين من الاعتداء علي وزارة الداخلية. وعلق شبابها لافتة كبيرة بشارع يوسف الجندي تحمل صور الشهيد "جيكا" واللواء منصور العيسوي الذي كان وزيراً للداخلية خلال تلك الأحداث. كما أقام شباب الحركة سرادقاً رمزياً احاطوه بالحبال وظلوا يرفرفون بأعلام الحركة والإشارة الثلاثية وصور الشهداء وعلقوا لافتة أول شارع محمد محمود كتبوا عليها قواعد المشاركة في يوم احياء ذكري شهداء محمد محمود. قام أنصار الفريق أول عبدالفتاح السيسي بحمل الأعلام المصرية وصور الفريق وهتفوا له ولكن ظلوا بعيدين عن المشهد بالقرب من مسجد عبدالمنعم رياض وظهرت مجموعة أخري احتلت منتصف الميدان أمام الصينية وظلوا يهتفون حتي حضر مرة أخري عدد من المتظاهرين وطردوهم من الميدان ناحية شارع طلعت حرب. ثم تجددت الاشتباكات بين عدد من المواطنين المؤيدين للقوات المسلحة وهو ما رفضه متظاهرو الميدان وسادت حالة من الكر والفر بمحيط ميدان عبدالمنعم رياض سمع خلالها صوت دوي اطلاق أعيرة نارية وسط تزايد أعداد المتظاهرين القادمين إلي الميدان للمشاركة في فعاليات احياء ذكري شهداء محمد محمود ومشاهدة مباراة المنتخب المصري ونظيره الغاني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم حيث احضر المتظاهرون ثلاث شاشات عرض أشرف علي تركيبها عاملون تابعون لقناة "سي بي سي" كما صرح أحدهم. تجمع بعض شباب الحركات الثورية وطلاب الجامعات بميدان طلعت حرب في الخامسة مساء وانطلقوا في مسيرة من ميدان طلعت حرب في اتجاه شارع محمد محمود حاملين النعوش الرمزية احياءً لذكري شهداء محمد محمود وانطلقت مسيرة أخري من منطقة البورصة في اتجاه محمد محمود حتي بدأت مباراة المنتخب المصري واحتشد المتظاهرون أمام شاشات العرض لمتابعة المباراة ومؤازرة المنتخب. ارتدي بعض الشباب غطاءات علي أعينهم رمزاً للإصابات التي تعرض لها الثوار في أحداث محمد محمود ورفعوا صور ضابط الشرطة قناص العيون تضامنا مع المصابين خلال الأحداث. في الوقت الذي دفعت فيه وزارة الصحة بعدد كبير من سيارات الإسعاف استقر ستة منها بشارع محمد محمود وأكثر من 10 في محيط ميدان عبدالمنعم رياض. ولم يظهر خلال الفعاليات أي فرد من أفراد وزارة الداخلية حيث اكتفت الوزارة بمتابعة الفعاليات بالميدان عن طريق تحليق طائراتها فوق الميدان التي بمجرد ظهورها تتعالي الهتافات المسيئة للداخلية. جدد أعضاء القوي الثورية و الحركات السياسية المشاركون في الفعاليات رسومات الجرافيتي المرسومة علي سور الجامعة الأمريكية واستبدلوها برسومات جديدة تعبر عن الأحداث ولطخوها باللون الأحمر في إشارة إلي دماء الشهداء التي سالت أثناء الأحداث.