نشبت أمس اشتباكات عنيفة بين متظاهرى القوى الثورية وأنصار الفريق أول عبدالفتاح السيسى وزير الدفاع، فى محيط ميدان التحرير وشارع محمد محمود فى فعاليات إحياء الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، ما أدى لتدخل قوات الشرطة الموجودة جوار المتحف المصرى وإطلاقها للقنابل المسيلة للدموع للفصل بين الجانبين. وبدأت الاشتباكات بتراشق كلامى بين الطرفين، بسبب رفض أنصار القوى الثورية وجود مؤيدى وزير الدفاع داخل «التحرير» للاحتفال بعيد ميلاده، ورشق بعض المتظاهرين أنصار «السيسى» الموجودين داخل صينية الميدان بالحجارة، ما أدى لحالة من الكر والفر، وطارد متظاهرو القوى الثورية مؤيدى وزير الدفاع حتى ميدان عبدالمنعم رياض لتتدخل قوات الأمن، وفصلت بينهم، ليتراجع أنصار «السيسى» عند المتحف المصرى، واتجه بعضهم للانسحاب. وكانت قوات الجيش فصلت بين الفريقين صباح أمس بحواجز حديدية منعاً للاشتباكات، فى الوقت الذى تمركزت فيه قوات الأمن المركزى على أطراف محيط وزارة الداخلية، قبل أن يستولى المتظاهرون على بعض المعدات من داخل النصب التذكارى الذى تعرض للتحطيم أمس الأول. وقال عدد من نشطاء القوى الثورية إنهم لن يسمحوا لعناصر الإخوان أو مؤيدى الرئيس المعزول بالوجود داخل محمد محمود، وقال مصطفى الحجرى، المتحدث الإعلامى لحركة 6 أبريل، الجبهة الديمقراطية: «هناك أنباء تتحدث عن تخفى أنصار الإخوان فى مسيرة الصحفيين والمحامين للاندساس داخل الميدان، ولن نسمح لهم بذلك»، مشيراً إلى أن الميدان ممنوع على الإخوان والعسكر والفلول. وكان من المقرر -حتى مثول الجريدة للطبع- أن يبدأ التجمع الرسمى للقوى الثورية لإحياء الذكرى فى ميدان طلعت حرب فى الخامسة مساءً ب«النعوش والأكفان»، على أن تنتهى الفعاليات فى العاشرة مساءً. وشهد ميدان التحرير، صباح أمس، انقساماً بين الموجودين داخله، واحتشد المئات من شباب القوى الثورية والنشطاء داخل شارع محمد محمود، ونصبوا المنصة الرئيسية لإحياء الذكرى ومكبرات صوت لتشغيل الأغانى الوطنية والثورية، فضلاً عن قطع الشارع أمام الحركة المرورية، كما جددوا الرسوم الجرافيتية على جدران الجامعة الأمريكية، وسط ترديد هتافات مضادة لوزارة الداخلية مثل: «اوعى تنسى وخليك فاكر.. الداخلية قتلت جابر»، و«عيش حرية.. تطهير الداخلية». وشكل المتظاهرون لجاناً شعبية بزى موحد، عبارة عن «تى شيرت أسود مرسوم عليه إشارة 3 أصابع»، وانتشروا على مداخل الشوارع المؤدية لوزارة الداخلية منعاً لنشوب أى اشتباكات، وعلق المتظاهرون لافتة: «ممنوع دخول الإخوان والعسكر والفلول» على مدخل شارع محمد محمود. وأدى اختفاء قوات الجيش والشرطة من محيط التحرير وعبدالمنعم رياض، إلى إعادة ظهور الباعة الجائلين مجدداً، ووصلت أمس مسيرة لمجموعة أصدقاء الشهيد جابر «جيكا» إلى محيط الشارع، ورفع المتظاهرون المقبلون من ميدان عابدين صور «جيكا»، فضلاً عن هتافات: «يسقط كل من خان.. عسكر فلول وإخوان»، و«فى الجنة يا شهيد» و«اشهد يا محمد محمود.. كانوا ديابة وكنا أسود» و«الداخلية بلطجية». فى سياق متصل، تظاهر عدد من المواطنين من أنصار الجيش المصرى والفريق أول عبدالفتاح السيسى حول النصب التذكارى داخل صينية ميدان التحرير، تأييداً للجيش والشرطة والاحتفال بذكرى ميلاد الفريق السيسى، معلنين عن رفضهم لتظاهرات الحركات الثورية لإحياء الذكرى الثانية لمحمد محمود، ورفع المتظاهرون صور الفريق السيسى كُتب عليها «السيسى رئيسى»، و«الشعب والجيش والشرطة إيد واحدة» إلى جانب أعلام مصر.