أظهرت الدراسات الحديثة وجود تداخل بين النوعين الأول والثاني من مرض السكر حيث أصبح النوع الأول يحدث في البالغين والنوع الثاني أخذ شكلا وبائيا في الشباب والأطفال. تقول الدكتورة إيناس شلتوت أستاذ الباطنة والسكر ورئيس الجمعية العربية لدراسة أمراض السكر والميتابوليزم ان سبب انتشار مرض السكر من النوع الثاني في الشباب والأطفال هو انتشار السمنة والاعتماد علي الوجبات الجاهزة من التيك أواي والسندويتشات والبيتزا والمياه الغازية كما أن ربة المنزل أصبحت لا تطبخ في كثير من الأحيان وتستجيب لرغبة أطفالها في تناول الغذاء من خارج المنزل علي شكل وجبات جاهزة تحتوي علي عدد كبير من السعرات الحرارية من الدهون والنشويات.. أضافت أنه يكثر شرب المياه الغازية والعصائر بين الشباب والأطفال وبالتالي فإن الأم قد تكون مسئولة عن إصابة كل أفراد الأسرة بمرض السكر فضلا عن أن الشباب والأطفال لا يمارسون الرياضة ووصل الأمر ببعض المدارس إلي إلغاء حصص الألعاب واستبدالها بحصص المواد العلمية كما أن هذه الفئة العمرية تجلس لفترات طويلة أمام التليفزيون والكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم بدلا من الحركة وممارسة الرياضة. أكد أنه في الوقت الحالي أصبح واحد من بين كل خمسة أطفال مصابا بالسمنة وخلال عمل تحليل مستوي السكر في الدم للشباب والأطفال المصابين بالسمنة يتضح أن حوالي 20% منهم مصابون بارتفاع في مستوي السكر في الدم. أشارت إلي أنه بالنسبة للأطفال والشباب المصابين بالسكر من النوع الثاني نجد أن 85% منهم مصابون بالسمنة ولديهم تاريخ وراثي في العائلة حافل بمرض السكر وغالبا ما تبدأ الإصابة بعد سن العاشرة خاصة مع بداية مرحلة البلوغ وينتشر في الفتيات أكثر من الأولاد ويكثر في هؤلاء الفتيات المريضات بالسكر الإصابة بمرض تكيس المبايض. قالت إن سبب الإصابة بالنوع الثاني بين الشباب والأطفال الاستعداد الوراثي والسمنة خاصة سمنة البطن وخطورة هذا النوع من حدوث المضاعفات بالأوعية الدموية في بداية مرحلة الشباب وانتشار المضاعفات علي العين والكلي والقلب والأعصاب مبكرا كما قد يصاب المريض بارتفاع ضغط الدم وارتفاع نسبة الدهون في الدم في مرحلة مبكرة من العمر. أكدت أن هناك دورا مشتركا ومهما للأسرة ووسائل الإعلام بالاهتمام بتشجيع الأطفال علي الحركة وممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا علي الأقل وتناول الغذاء الصحي وتقديم التوعية اللازمة لكيفية اختيار الغذاء المناسب كما أنه يفضل تحديد عدد ساعات مشاهدة التليفزيون والجلوس أمام الكمبيوتر وألعاب الفيديو جيم مشيرة إلي أن المسئولية تقع علي عاتق ربة المنزل في تقديم الغذاء السليم لأطفالها والعودة إلي طبق الخضراوات والسلطة كمكون أساسي للوجبات. قالت إنه من الضروري الاكتشاف المبكر للمرض بالتحليل كل ستة أشهر للأطفال المعرضين للإصابة لعمل تحليل السكر الصائم وعمل منحني السكر بداية من سن البلوغ.