تحتفل اليوم الأحد 17 نوفمبر أسرة الفنان الضاحك الباكي "عبدالمنعم إبراهيم" أو.. لوريل السينما المصرية.. كما كان يطلق عليه.. نظرا لتشابه أنماط الشخصية التي كان يؤديها لوريل في ثنائيات السينما العالمية مع هاردي.. بمرور ذكري رحيله ال ..25 فقد انتقل إلي جوار ربه في 17 نوفمبر من عام 1988 اثر اصابته بأزمة مفاجئة في أثناء تصويره المسلسل التليفزيوني "أولاد آدم". اسمه بالكامل عبدالمنعم ابراهيم محمد حسن من مواليد 24 أكتوبر عام 1924 بقرية ميت بدر حلاوة بالمحلة الكبري.. محافظة الغربية.. وبحكم عمل والده انتقلت الأسرة إلي القاهرة والتحق "منعم" بمدرسة عابدين الابتدائية ثم اتجه إلي التعليم الصناعي "مدرسة الصنايع الميكانيكية" ومن حسن حظه ولعشقه للفن تعرف في هذه المدرسة علي عدد من الزملاء يعشقون الفن مثله.. وهم: "عدلي كاسب. عبدالمنعم مدبولي. عاطف سالم. رمسيس نجيب" واستطاعوا تكوين فرقة قدمت الكثير من العروض التي لاقت استحسانا وتشجيعا كبيرا.. والتحق بمعهد الفنون المسرحية وتخرج فيه عام 1949 ضمن طلاب الدفعة الثانية. بدأ مشواره مع المسرح قبل أن تجتذبه السينما من البرنامج الإذاعي الشهير "ساعة لقلبك" وكان يجسد فيه شخصيتي: "المتهته" و"الرغاي".. وعلي الرغم من أنه كان يريد في البداية أن يصبح ممثلا تراجيديا إلا أنه تفوق في الأدوار الكوميدية السينمائية والتي بلغ رصيده فيها أكثر من 300 فيلم أولها "سر طاقية الاخفاء" وآخرها "الكف".. ومائة مسرحية و20 مسلسلا تليفزيونيا وعشرات الأعمال الإذاعية واشهرها "موهوب وسلامة". ومع أن ملامحه لم تكن غريبة أو لافتة للنظر لتؤهله لهذه الأدوار بحسب وجهة النظر الشائعة وأغلبية الآراء التي تفترض أن الممثل الكوميدي يجب أن يكون مضحكا في شكله مثل: "الفم الكبير" لإسماعيل ياسين أو "الحول والبدانة" لدي عبدالفتاح القصري أو "قصر القامة" لمحمد كمال المصري "شرفنطح".. كذلك لم تكن ملامحه حادة أيضا ليقدم الكوميديا الشريرة التي برع فيها استيفان روستي وتوفيق الدقن ورياض القصبجي وغيرهم. باجماع الآراء كان عبدالمنعم إبراهيم موهبة استثنائية وحالته فريدة في الاضحاك وصاحب شخصية مميزة وبديهية سريعة غير متوقعة مثيرة للضحك بخفة ظله وحركاته دون تصنع أو اسفاف.. وتجسيده الشخصية المكتوبة بمنتهي البساطة.. بعيدا عن التهريج والنكت اللفظية.. ومن خلال الأدوار الثانوية أو "البطولة الثانية" في كثير من الأعمال استطاع أن يبقي حيا في الذاكرة كواحد من أهم نجوم الكوميديا في مصر بسماته الخاصة والتي قد تتغير ملامحها من دور لآخر علي مدي مشواره الذي أكد خلاله أنه من أكثر الفنانين احتراما في الأدوار المساعدة صديق البطل حيث كان يضفي أجواء الكوميديا علي الأفلام جميعا.. كما شكل ثنائيات في كل فيلم يعمل فيه.. وصدق الكاتب الساخر الراحل محمود السعدني الذي قال عنه: انه اكثر المضحكين احتراما وأعظمهم مكانة لدي المثقفين وخصوصا الذين تثقفوا في الغرب.. وسيضحك من الأعماق لفنه هؤلاء الذين يضحكون لأوسكار وايلد ومارك توين. وتقديرا لمشواره المتميز كرمته الدولة بحصوله علي وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي عام 1983 ونال درع المسرح القومي عام 1986 وجوائز أخري من بينها جائزة الدولة التقديرية عن دوره في فيلم "سكر هانم" وميدالية ذهبية عن فيلم "طريق الدموع".