الشيخ صبري عبادة وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية وعضو بعثة الحج الرسمية بوزارة الأوقاف قام خلال رحلته بتقديم الندوات الدينية وتوضيح كيفية أداء النسك العظيم.. التقينا معه بعد عودته من الرحلة المقدسة وناقشناه في السلبيات التي شهدها موسم الحج هذا العام وبعض القرارات التي اتخذها وزير الأوقاف في الآونة الأخيرة.. سألناه: * باعتبارك وكيلا لوزارة الأوقاف بالدقهلية ما أهم المشاكل التي تعاني منها المحافظة؟ ** محافظة الدقهلية من المحافظات العريقة مترامية الأطراف ذات كثافة سكانية كبيرة لكني لاحظت أن هناك انتشارا للفكر المتشدد وسط الأئمة والدعاة فكان لابد أن تكون هناك خطوات إيجابية لإصلاح هذا المرفق الحيوي والهام فقمت بعمل دعوة لميثاق شرف للدعاة الذين ينتمون للتيارات الإسلامية وتم النقاش بشفافية كاملة حتي توصلنا إلي عدة نقاط تمثلت في الالتزام بالمنهج الوسطي أثناء إلقاء الدروس وخطبة الجمعة مع تجنيب الأعمال السياسية ليقدم المسجد الرسالة التي أنشئ من أجلها بحيث يكون الانتماء للأحزاب السياسية خارج نطاق العمل وأي خرق لهذا النهج سيكون محل تحقيق ومن ثم توقيع الجزاء وعليه التزام أكثر الدعاة بالميثاق مما أدي إلي تقليل وتخفيف التوتر بالمحافظة من خلال المساجد. كذلك قمنا بتشكيل قافلة أطلقنا عليها اسم "قافلة النور في محبة الرسول - صلي الله عليه وسلم" لتجوب قري المحافظة والتجمعات السكانية الكبيرة يتمثل عملها في ثلاث نقاط الأولي التأكيد علي أن الأزهر هو المرجعية الأساسية في الاحتكام لشرع الله.. والثانية أن المساجد لله ودحض الفكر المتشدد الذي يدعي أن المسجد في حياة النبي - صلي الله عليه وسلم - كان دولة مصغرة وتم الرد عليهم بأن هذا كان موجودا فعلا قبل أن تكون الدولة بشكلها الحالي أما وقد تشكلت الدولة فيعود المسجد لدوره الأساسي كدار عبادة.. والثالثة الدعوة إلي الاستقرار ووحدة الوطن وأنه يجب أن تكون هناك مشاركة إيجابية لكل الأنظمة والمؤسسات الإدارية بالدولة للنهوض بالبلد وعودة روح حب الوطن إلي أبناء مصر من خلال المحافظة علي الممتلكات وبث قيمة أن حرمة الله العام أشد وأعظم عند الله - سبحانه وتعالي - من مال اليتيم. سلبيات الحج * ما أهم السلبيات التي أخذتها علي موسم الحج هذا العام؟ ** أهم السلبيات من وجهة نظري أن أغلب حجاج مصر كانوا من أصحاب الأعذار والسن الكبير رغم أنه سقط عنهم الحج لعدم الاستطاعة البدنية.. بل كان هناك فئة من أصحاب الأمراض المزمنة التي تحتاج إلي عناية كبيرة وهو ما يمثل تكلفة إضافية علي البعثة لذلك أتمني عند اختيار الحجاج أن يراعي الكشف الصحي عليهم بدقة بحيث يكون الحاج موهلا للقيام بهذا الركن وتحمل ما فيه من صعاب. كما أن العروض والبرامج السياحية التي قدمت لجذب الحجاج اختلفت عما يحدث علي أرض الواقع لذلك أرجو أن يكون ضمن بعثة وزارة السياحة مراقبون ومفتشون لاتخاذ إجراءات مشددة مع الشركات التي تخالف البرنامج الذي حضر علي أساسه الحجاج.. أما من أكثر السلبيات كذلك الذي وجدناها في رحلة الحج عدم الدراية الدينية الكاملة للدعاة بفرعيات الحج مما يؤدي إلي تضارب الفتوي وإرهاق الحجيج في إعادة بعض المناسك مثل المبيت بمني ليلة التروية وبمزدلفة بعد النفرة الكبري وأوقات رمي الجمار وغيرها. * ولماذا لا تقوم وزارة الأوقاف بتوعية الدعاة قبل سفرهم بتفاصيل الفتاوي التي يحتاجونها خلال الرحلة؟ ** بالفعل سنقوم بمشاركة أساتذة جامعة الأزهر الشريف بوضع فروع الفقه الميسر للحاج في أداء هذا النسك في كتيب سيصدر بمعرفة دار الإفتاء المصرية وسيحتوي علي كل ما يهم الحاج في رحلته وبما يسهل عليه أداء المناسك بيسر وسهولة. قرار صحيح * ما رأيك في القرار الذي اتخذه وزير الأوقاف بمنع صلاة الجمعة في الزوايا التي تقل مساحتها عن 80 مترا؟ ** قرار صحيح والدليل أنه عندما تم تفعيله لاقي قبولا من رواد تلك الزوايا نتيجة كثرتها وعدم السيطرة الدعوية عليها من وزارة الأوقاف حيث كان يعتلي هذه المنابر إما جاهل أو متشدد وفي كلتا الحالتين أمر مرفوض لكن نرجو أن تقدر كل حالة بحالتها نزولا علي رغبة رواد الزوايا نظرا لبعد المسافة من أقرب مسجد علي أن يكون من يقوم بأداء الخطبة إمام أو خطيب مكافأة من وزارة الأوقاف. * كيف تري قرار استبعاد خطباء المكافأة من غير الأزهريين؟ ** في الفترة السابقة كان هناك بعض من حصلوا علي ترخيص خطابة بالأجر لا يقومون بأداء هذا العمل علي أكمل وجه وهو ما يعد إهدارا للمال العام فجاء قرار الوزير لترتيب الأوراق لخطباء المكافأة خاصة أن خريجي الأز هر الشريف هم أكثر الأئمة علما وحرصا علي أداء خطبة الجمعة ونشر الفكر الوسطي بين جموع المسلمين في هذه المرحلة.. لذلك أقترح ألا يمنع أي إنسان مؤهل أو حاصل علي شهادات تؤهله لأداء خطبة الجمعة وليس منتميا لأي حزب سياسي من إلقاء الخطبة بشرط ألا يتقاضي أجرا مقابل ذلك بحيث يكون الاستعانة بهم لسد العجز فقط لأننا لابد أن نؤمن هذه الفترة بالتخصص وأن كل إنسان يعمل في مجاله حتي تنهض الدولة. الهوية والدستور * كيف تري هوية مصر في الدستور المعدل بعد أن اختلف حولها أعضاء لجنة الخمسين؟ ** مصر كالأم الحنون تحتضن بين جنباتها كل من يعمل علي النهوض بها ومهما يأتي الدستور بكلمات أو عبارات كمصر الإسلامية أو القبطية أو الحرية فهذا سيكون مجرد حبر علي ورق المهم أن مصر هي الإسلامية الوسطية التي يتعايش فيها كل الأطياف والمعتقدات دون حجر علي حرية الآخر أو الإضرار به ويجب أن يكون دستورها متوافقا لكل المصريين ولهوية مصر العريقة. * بماذا تنصح المصريين في الوقت الحالي؟ ** يجب علي الجميع أن يستيقظوا إلي العدو وما يحاك بهذا الوطن من فتن ومؤامرات وخصوصا في المرحلة القادمة وهي مرحلة الاستفتاء علي الدستور والانتخابات البرلمانية والرئاسية.. فالمغرضون يسعون لزعزعة استقرار الوطن ولكن الله سيحفظ مصر من أي شرور ومكائد.