خلق الله الإنسان وميزه بالعقل وشرع له من الأحكام التي تعينه علي ممارسة حياته بالصورة التي يرضي عنها سبحانه وتعالي وأمره باتباع هذه الأحكام بقدر الاستطاعة وبما في مقدوره قال تعالي: "لا يكلف الله نفساً إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت".. فالمبدأ الإسلامي الأصيل في القرآن والسنة والذي يقوم عليه ديننا الحنيف هو اليسر ورفع الحرج أي دفع المشقة والضيق عن الإنسان عند قيامه بحكم من الأحكام الشرعية التي فرضها جل شأنه عليه قال تعالي: "وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم". كما أن الرسول الكريم ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما وهكذا تربي الصحابة فنري أن التشدد والغلو في الدين من الأمور التي نهانا عنها صلي الله عليه وسلم وذلك لقوله: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" ومثال ذلك الثلاثة الذين سألوا عن عبادته عليه الصلاة والسلام فلما أخبروا بها أحسوها قليلة فقال أحدهم: أما أنا فأنا أصلي الليل أبداً وقال آخر: أنا أصوم الدهر ولا أفطر وقال الثالث: أنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً.. فجاء رسول الله صلي الله عليه وسلم قال: "أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم الله وأتقاكم له. لكني أصوم وأفطر. وأصلي وأرقد. وأتزوج النساء. فمن رغب عن سنتي فليس مني". إن الله سبحانه وتعالي لم يكلف عباده بما لا يطيقون وإذا ألزمهم حكماً فإنه يجعل لهم فرجاً ومخرجاً ويكفي أنه فتح أبواب التوبة والكفارات ورد المظالم كي يستطيع الإنسان التكفير عن عدم استطاعته لأداء ما أمر الله به وما نراه من تشدد البعض في الأحكام ليس من الدين في شيء فسعة الإسلام لا حدود لها. الشيخ زكريا السوهاجي وكيل نقابة الأئمة المستقلة