قلل الخبراء العسكريون والاستراتيجيون من قرار الحكومة الأمريكية الخاص بتعليق جانب من المساعدات العسكرية لمصر.. مؤكدين ان المبلغ محدود فهو لا يتعدي 620 مليون دولار وضمانات قروض بقيمة 300 مليون دولار وان كان له تأثير فسيكون ضعيفاً وسيظهر علي المدي البعيد. أضافوا ان الأمر لا يتعدي وسيلة ضغط علي الحكومة المصرية للاسراع في تشكيل حكومة مدنية منتخبة ديمقراطية . أشار الخبراء إلي ضرورة تعلم الدرس جيداً والاتجاه إلي تنويع مصادر السلاح حتي لا تكون تحت ضغوط من أي جهة. كانت الخارجية الأمريكية قد أعلنت عن تعليق جانب من مساعدتها العسكرية لمصر في الوقت الذي تواصل فيه تقديم مساعدتها لمكافحة الإرهاب وتأمين الحدود وحظر انتشار الأسلحة. وطبقاً للقرار ستمنع أمريكا تسليم مصر دبابات وطائرات f 16 وطائرات هليكوبتر أباتشي بينما ستواصل امداد القاهرة بقطع الغيار العسكرية والتدريب العسكري علاوة علي دعم قطاعات الصحة والتعليم والقطاع الخاص. يقول الخبير الاستراتيجي د. نبيل فؤاد ان المبلغ المستقطع من المساعدات العسكرية الأمريكية رغم محدوديته النقدية حيث انه لا يتجاوز 620 مليون دولار إلا ان قيمته التكنولوجية مؤثرة وان كان هذا التأثير ليس بالشكل الكبير. أضاف ان هذا الأمر لا يتعدي ان يكون رسالة أمريكية لمصر أو وسيلة ضغط حتي تسرع الحكومة المصرية في لم الشمل واجراء انتخابات ديمقراطية مؤكداً ان الحل يتمثل في تنويع مصادر السلاح وهذا القرار أخذناه منذ طرد الخبراء السوفيت قبل حرب أكتوبر والتزمنا بهذا القرار فترة إلي أن مشينا في ركاب أمريكا ولذلك يجب ان نعي الدرس وننوع مصادر التسلح. طالب اللواء فؤاد بتطوير الصناعة الوطنية العسكرية والاهتمام بها حتي نستغني ولو بشكل جزئي عن الاستيراد عن الخارج.. مؤكداً ان مصلحة أمريكا في المنطقة ليس في صالحها قطع المعونة عن مصر لانها بالتأكيد ستؤدي إلي إساءة للعلاقة بين البلادين. يقول الخبير الاستراتيجي اللواء طلعت مسلم ان هذا القرار بالطبع له تأثير علي العلاقات بين مصر وأمريكا وان كان هذا التأثير ليس بالحجم الكبير والسبب ان القرار نفسه محدد المدة وهي لحين تشكيل حكومة مدنية منتخبة ديمقراطية وهذا طبقاً لخارطة الطريق. أشار اللواء مسلم إلي القرار ليس في صالح العلاقات بين البلدين وخاصة في الفترة الحساسة. يقول الخبير الاستراتيجي اللواء حسن الزيات ان الكلام عن تعليق المساعدات الأمريكية العسكرية لمصر ليس في مصلحة أمريكا.. مؤكداً ان هذا القرار ليس له تأثير علي المدي القريب وقد يظهر أثره علي المدي البعيد. أضاف انه ليس من مصلحة أمريكا اضعاف الجيش المصري لان اضعاف الجيش المصري سوف ينعكس بالسلب علي أمريكا ومصالحها في المنطقة.. مشيراً إلي أن هذا الأمر لن يستمر طويلاً وهو فقط وسيلة ضغط أمريكا للمسئولين المصريين للاسراع في العملية الديمقراطية. أشار اللواء الزيات إلي أن تنويع مصادر الأسلحة هام جداً وقد بدأنا بالفعل الاتجاه إلي روسيا مرة أخري عن طريق سفيرنا هناك ولكن هذا الكلام لن يتم بين يوم وليلة.