المنع غير وارد .. واستمرارها ضمان لاستمرار اتفاقية السلام المساعدات الأمريكية لمصر اصبحت صداعا دائما يباغت المصريين.. كلما ظهرت أزمة بين المسئولين في البلدين , يخرج الجانب الأمريكي مستخدما معونته للضغط.. وعلي الفور يظهر علي شاشات وكالات الانباء الامريكية والعالمية خبر عن قيام أعضاء من الكونجرس الأمريكي ببحث وقف المعونة اذا لم تلتزم مصر.. ثم تخرج الحملات الشعبية ويطالب الملايين من المصريين الحكومة برفض هذه المعونة والاعتماد علي أنفسنا.. وبعد ايام تتبخر التهديدات الامريكية وكأن شيئا لم يكن .المحللون العسكريون أكدوا ان امريكا لاتستطيع إلغاء المعونة مهما هددت ومهما صرخ اعضاء من مجلسي الكونجرس والشيوخ يتوسلون لقطع المعونة عنا.. والسبب ببساطة مصالح امريكا الكبري في منطقة الشرق الاوسط والتي تضمن مصر استقرارها وانسيابها والاهم من ذلك هو استمرار اتفاقية السلام مع إسرائيل "طفلتها المدللة ". ضغط سياسي في البداية أوضح اللواء عبد المنعم سعيد رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة الأسبق ومحافظ جنوبسيناء الأسبق أن أمريكا لا تستطيع قطع المعونة العسكرية عن مصر قائلاً "ميقدروش" مفسراً ذلك بحاجتهم لمصر وما تقدمه لهم من خدمات. وأوضح سعيد أنه إذا تم قطع المعونة فسيكون هذا مكسباً استراتيجياً لمصر وسنكسب المزيد من الأصدقاء الذين يرغبون في مساعدتنا لأن مصر لها دور استراتيجي في قلب العالم كله وتربط الشرق بالغرب عبر قناة السويس الممر المائي الأهم في العالم.. وأضاف سعيد أنه لو تم التخطيط الاقتصادي الجيد في الحكومات القادمة فسنستطيع ترشيد نفقاتنا ونصبح في غير حاجة للمعونة الأمريكية. حرب التصريحات ويؤكد اللواء نبيل فؤاد مساعد وزير الدفاع الأسبق والخبير الاستراتيجي أن مصلحة الولاياتالمتحدةالأمريكية في استمرار إرسال المعونة العسكرية لمصر أكثر من حاجتنا إليها وهذا يرجع لعدة أسباب يأتي في مقدمتها الحفاظ علي مصلحة إسرائيل وضمان استمرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل بالإضافة إلي الحفاظ علي استقرار المنطقة والذي لن يتحقق إلا باستقرار مصر.. وشكك اللواء نبيل فؤاد في نية الولاياتالمتحدة في القيام بذلك. وأضاف أن مصر دولة محورية في منطقة الشرق الأوسط وستظل رائدة علي المستوي العربي والإفريقي والولاياتالمتحدة ليست نظرتها قصيرة المدي كي تمنع المعونة العسكرية.. مشيراً إلي أن روسيا ألمحت في تصريحات سابقة عن اعتزامها الوقوف في وجه أي دولة تنتهك السيادة المصرية ولا تحترم قرارات الشعب المصري الذي أطاح بنظام الإخوان وعلي استعداد لدعم مصر عسكريا لو رغبت في ذلك.. وأوضح أن هذه التصريحات تأتي في إطار حرب التصريحات بين روسياوالولاياتالمتحدة لأن إعادة العلاقات العسكرية المصرية الروسية ليس بالأمر السهل فهو تغيير في نظام تسليح وانتقال من المعسكر الغربي للمعسكر الشرقي وهذا ما لا ترغب فيه الولاياتالمتحدة وتتمناه روسيا..وأشار فؤاد أن روسيا تحلم بعودة علاقاتها الوطيدة معنا لكي تكسب أرضاً جديدةً في المنطقة في ظل فقدانها ليبيا وسوريا التي تشهد حربا أهلية في هذا الوقت. ومن جانبه قال الخبير الاستراتيجي اللواء ممدوح قطب أن الإدارة الأمريكية تواجه بعض الضغوط الداخلية في إطار الصراع بين الجمهوريين والديمقراطيين لأنهم يعتبرون الحكومة المصرية غير منتخبة وهذا يترتب عليه منع التعامل معها وقطع المساعدات المالية.. ولكن في الوقت نفسه أكد بيان مجلس الدفاع الوطني أن العلاقات الاستراتيجية والعسكرية مع القاهرة مستمرة ولكنهم يريدون "التسريع" بتنفيذ خارطة الطريق استجابة للضغوط الداخلية. وأشار قطب إلي أن ما تلوح به الولاياتالمتحدة ما هو إلا محاولة للضغط علي الحكومة المصرية للالتزام بخارطة المستقبل.. موضحاً أن التعليق مسألة مؤقتة وبمجرد وجود الحكومة المنتخبة ستستأنف المساعدات. وأضاف قطب أن اتفاقية السلام موقعة لمصلحة مصر واسرائيل وتنص علي ضرورة إمداد مصر بمساعدات عسكرية وفقاً لبنود الاتفاقية.. وليس من مصلحة مصر ولا اسرائيل ان الاتفاقية تتعطل او أن تلغي.