عانت قرية الغابات التابعة لمركز البلينا بمحافظة سوهاج الكثير من المشاكل منذ الستينيات.. لم يكن لها حظ في الخدمات العامة أو حتي وضعها من قبل الحكومة في بؤرة الاهتمام احتراماً لآدمية سكانها. هذه القرية تقع في حضن الجبل وكل ما كانت تتمتع به من خدمات مدرسة ابتدائي تابعة للتربية والتعليم وأخري تابعة للأزهر الشريف ووحدة صحية تم تشغيلها في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر. ظلت هذه القرية علي هذا الحال طوال 20 عاماً وهي تعاني من نقص الخدمات والحرمان من أبسط مقومات الحياة.. لم يشعر أبناء هذه القرية ببريق أمل من المسئولين بالمحافظة مما دفع أبناء القرية "الأوفياء" إلي القيام بمبادرة شخصية نابعة من إنسانيتهم وإحساسهم بالمسئولية تجاه قريتهم التي عاشوا فيها ويحبون ترابها وكان أملهم أن يحققوا لأبناء القرية ما حرموا منه. هؤلاء الرجال أغدق الله عليهم بنعمة العطاء والسخاء وسخروا أموالهم وجهدهم لعمل الخير وخدمة أبناء القرية وكان الحاج "إمام أبو دفو" أول من بادر بإقامة معهد أزهري إعدادي وثانوي من خلال صلته بالمسئولين بالأزهر. وجاء الحاج نورالدين علي أحمد ليستكمل النهضة العلمية في القرية وقام ببناء أكبر معهد أزهري ابتدائي ورفض ذكر اسمه علي المعهد وقام ببناء مشروع خيري لتحفيظ القرن وتعليم الأطفال مباديء دينهم السمح ورحل الحاج نور الدين ليحصد ثمار ما زرعه من عمل خير في القرية المحرومة ومازال أولاده يواصلون في دعم مشروعاته رغم أن الأزهر تسلمها. وفي عام 82 بدأت الدولة تنظر إلي هذه القرية وتم تجديد وإحلال الوحدة الصحية وتوصيل التيار الكهربائي لكن أعمدة الإنارة والمحولات الكهربائية والأسلاك الهوائية أصابتها الشيخوخة وعفا عليها الزمن حيث لم يتم عمل تجديد لها منذ 30 عاماً. ظلت القرية تعاني من لهيب الأسلاك الكهربائية المتهالكة وامتدت الحرائق إلي كل منزل وهنا قامت لجنة من كهرباء محافظة سوهاج ووزارة الكهرباء بعمل معاينة للوصلات الكهربائية والمحولات وتم رفع تقرير إلي الوزارة لعمل إحلال وتجديد لحوالي 35 عمود إنارة وتزويد القرية بحوالي 18 كيلو متراً سلك هوائي معزول بدل الأسلاك المكشوفة وتمت الموافقة علي إحلال وتجديد وصيانة المحولات في خطة الوزارة لعام 2012 و2013 وحتي الآن القرية تنتظر الأمل أناشد المهندس أحمد إمام وزير الكهرباء بالاهتمام بهذه القرية وسرعة إجراء أعمال الإحلال والتجديد لمحولات والأسلاك وأعمدة الإنارة حتي لا تحدث كارثة. نأمل من رئيس مجلس الوزراء أن ينظر إلي هذه القرية حيث إنها تفتقد أبسط المقومات وتحتاج إلي قصر للثقافة وتطوير لمركز الشباب ورصف الشوارع الرئيسية واستكمال مشروع الصرف الصحي الذي توقف فجأة منذ 5 سنوات رغم أن الدولة أنفقت ملايين الجنيهات علي هذا المشروع الذي بدأ ثم اختفي بفعل فاعل. محافظ سوهاج الجديد قادر علي فتح هذا الملف والتعرف علي المخالفات المالية التي حدثت في هذا المشروع الحيوي.