هل يري متحف آثار سوهاج النور يوماً ما؟ الإجابة تظل حبيسة أدراج المسئولين بوزارة الآثار!! فقد مر علي إنشاء المتحف 21 عاماً بتكلفة وصلت 40 مليون جنيه من خلال مبني وأجهزة ومعدات باهظة التكاليف تخشي علي نفسها من التعرض للرطوبة وعوامل التعرية والأتربة من طول الانتظار فسنوات وسنوات ظل فيها المتحف ينتظر أن تمد له يد الإنقاذ من إهمال وتجاهل حكومات نظام الرئيس المخلوع وتبعه نظام الرئيس المعزول وتعاقب عليه 12 محافظا عهدت إليهم مسئولية الإقليم وهم يكتفون بالنظر إلي المتحف من شرفات مكتبهم المكيفة بديوان عام المحافظة مرددين الكلمات والوعود وعبر وسائل الإعلام بأن افتتاح المتحف سيكون خلال العيد القومي القادم للمحافظة لتمر عشرات الأعياد علي المحافظة والمتحف يسير بسرعة السلحفاة يبكي حاله وينعي من بناه بعد أن طالته يد الإهمال وبدلاً من أن يكون مأوي ومكاناً تعرض فيه قطع الآثار الموجودة بمخازن المحافظة ليكون مصدر دخل يدر ملايين الدولارات وأصبح مأوي للقط والكلاب الضالة وعششت فيه الفئران وكأنه كتب علي سوهاج أن تكون خارج مقرر محافظات مصر فهذا هو حال وواقع متحف آثار سوهاج المؤلم والمرير والذي لا يعرف أحداً حتي الآن مصيره فالسنوات التي مرت عليه تؤكد علي أنه سقط من حسابات وزارة الآثار. "المساء" حاولت الوصول والبحث عن قصة متحف آثار سوهاج وسر عدم تشغيله فكانت البداية الذهاب إلي المتحف ذاته القابع بضاحية ناصر حيث يطل علي ضفاف النيل مباشرة علي مساحة 5600 متر بالقرب من مبني ديوان عام المحافظة رأينا مبني تسكنه الأشباح مثال لإهدار المال العام آثار التراب تحيط به من كل ناحية الباب الحديدي مغلق كابلات الكهرباء الخاصة بالمتحف في الشارع الرئيسي! اللافتة التي كانت تشير إلي أن المبني "إنشاء متحف آثار سوهاج" تم إزالتها وكأن المتحف حطت عليه لعنة الفراعنة ومن يذهب إلي المتحف يشعر أن المبني ربما عمارة سكنية هجرها أصحابها منذ سنوات دون أن يستكملوا بنائها. التقينا بأحد العاملين بالمتحف حيث أوضح أن العمل توقف بصفة دائمة قبل ثورة 25 يناير بستة أشهر وحتي الآن وأصب عبارة عن خرابة ومعرض للسرقة والنهب بل أشار إلي أن الأحداث الماضية الأخيرة بعد 30 يونيو شهدت محاولة البعض حرق الخشب الموجود علي جانبي المتحف مشيراً إلي أن الحراسة عليه غير موجودة ثلاثة غفراء علي المتحف يتولون حراسته ويتبعون أحد الشركات الخاصة وغير مؤهلين لحماية المتحف في حالة تعرضه للسرقة أو التخريب لأنه ليس معهم شيء يدافعون به عن المتحف وعن أنفسهم غير مصرح لهم بحمل السلاح. أضاف أن جميع المعدات والتكييفات والأجهزة التي توجد بالمتحف في الداخل تعرضت للصدأ وربما التلف من عوامل التعرية والتراب والمطر والسلم الكهربائي الموجود بالمتحف التراب أخفاه عازل السقف العلوي نتيجة الأمطار أصبح ردئ الرخام الذي تكلف ملايين أصبح منظره سيئا جداً. يوضح إبراهيم الشريف المدير العام لمتحف آثار سوهاج بأن المتحف يتكون من طابقين وبدروهم يضم الدور الأرضي ثلاث قاعات عرض رئيسية وقاعة لكبار الزوار وبهو يعرض فيه التراث السوهاجي من الحرف اليدوية التي تشتهر بها مدينة سوهاج وإحدي تلك القاعات للعرض المتحفي وفي حال تشغيله سيتم عرض 3000 آلاف قطعة أثرية تتنوع بين تماثيل حجرية وخشبية ومومياوات حيوانية وتوابيت فرعونية وعملات ذهبية وفضية وبرونزية تحكي تاريخ سوهاج علي مر العصور منذ حقبة ما قبل الأسرات وحتي العصر الإسلامي تم الحصول عليها من المتحف المصري والوادي الجديد وجهات أخري وهي محفوظة الآن بالمخزن المتحفي بمنطقتي الديابات والشيخ حمد وقاعة محاضرات أخري تستوعب 150 فرداً ومزوداً بسلم متحرك ومصعد كهربائي للتنقل بين قاعاته المختلفة ومكتبة أثرية ومخازن أثرية ومخازن إدارية بالإضافة إلي كافتيريا. أرجع مدير عام المتحف عدم استكمال المشروع إلي البطء في التنفيذ بسبب نقص التمويل وخوف الشركات من تقلبات الأسعار فالمبالغ التي تم صرفها لإنشاء المتحف بلغت 40 مليون جنيه واستكمال باقي الأعمال في المتحف يحتاج إلي ما يقرب من 30 مليون جنيه خاصة أن الشركة المنفذة لها مستحقات مالية تبلغ 8 ملايين جنيه. أحد مسئولي الآثار بسوهاج أوضح أن توقف المشروع تتحمل مسئوليته بالدرجة الأولي وزارة الآثار مشيراً إلي أن هناك مسئولين بالهيئة لا يريدون أن يستكمل متحف سوهاج وألا يري النور نهائياً!! من جهته أكد اللواء محمود عثمان محافظ سوهاج الجديد أنه يضع متحف آثار سوهاج علي رأس أولويات عمله خاصة أنه يعتبر صرحا قومياً كبيراً فهو يمثل قيمة أثرية كبيرة في تجميع الآثار المتنوعة والمتناثرة علي أرض المحافظة فهو واجهة لعرض وإظهار تاريخ سوهاج. مشيراً إلي أنه سيخاطب الجهات المعنية بشأن المتحف ومعرفة العراقيل التي تقف أمام استكماله والعمل علي افتتاحه ووعد بأنه في القريب سيشهد متحف آثار سوهاج مما يعجز عنه محافظو الإقليم السابقين عن تحقيقه طوال 21 عاماً.