عندما استشهد حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول عليه الصلاة والسلام في غزوة أحد سارعت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان إلي جثته وبقرت بطنه وأخرجت كبده فأكلت جزءاً منه شماتة وحقداً وانتقاماً منه لأن حمزة سبق أن قتل والدها وأخاها في غزوة بدر!! ولم تكتف هند بنت عتبة بذلك بل مثلت بجثته فقطعت أصابع يديه العشرة وجعلت منها عقداً وضعته في جيدها وقطعت أذنيه وجعلتهما قرطاً لها!! وعندما سمع رسول الله صلي الله عليه وسلم بما حدث لعمه حمزة وكان أقرب الناس إلي نفسه بكي بكاءً شديداً. وتوعد أهل مكة قائلاً لإن ظفرت بهم لأمثلن بسبعين منهم.. فنزلت الآية الكريمة: "وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به ولئن صبرتم لهو خير للصابرين". وعندما أسلم أبوسفيان في فتح مكة وأسلمت معه زوجه هند دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وسلم ضمن جمع من السيدات وهي منتقبة وأخذت تجادل رسول الله وهو يرد عليها.. ثم عرف صوتها فقال لها: أنت هند.. وهنا كشفت النقاب وطلبت العفو فعفا عنها امتثالاً لأمر الله: "ولئن صبرتم لهو خير للصابرين". تذكرت هذه الحادثة المسجلة في التاريخ الإسلامي وأنا اقرأ اعترافات المتهمين في قتل ضباط وجنود مركز شرطة كرداسة وبينهم سيدة تدعي سمية شنن اعترفت بأنها شاركت في هذه المجزرة. قالت: نعم شاركت في العملية.. شتمت الضباط وضربتهم بالشبشب وسبيت لهم الدين عشان الشرطة قتلت أولادنا في رابعة والنهضة وأنا اللي ضربتهم قبل ما يموتوا وبعد ما ماتوا كمان!! وكانت هذه السيدة قد وجهت للضباط والجنود في مركز شرطة كرداسة سباباً وشتائم خادشة للحياء. وسكبت عليهم بنزينا بعد قتلهم وأشعلت النيران في جثثهم!! وخصت هذه السيدة جثة العقيد عامر عبدالمقصود نائب مأمور قسم كرداسة بمزيد من الأعمال البشعة فبعد سبه بالدين وضربه بالشبشب أخذت تعبث بجسده حرقاً!! هند بنت عتبة عندما مثلت بجثة حمزة كانت كافرة أي لم تكن علي دين الإسلام. كانت عنيفة وحاقدة ومجروحة لقتل ابيها وأخيها.. أما هذه السيدة فهي مسلمة ورغم ذلك سمحت لنفسها أن تسب الدين لضباط وجنود شرطة مسلمين.. فهي بذلك خرجت عن دينها وهذا - في رأيي- أكبر من أكل لحم كبد البشر الذي ارتكبته هند بنت عتبة. بعض النساء قلوبهن أشد قسوة من الرجال.. وأفعالهن أكثر عنفاً. حتي علي أقرب المقربين لهم أباً أو ابناً أو أخاً أو أختاً أو غير ذلك. وستظل كرداسة علامة فارقة في تاريخ مقاومة الإرهاب في مصر.. ونحن في انتظار محاكمة هؤلاء القتلة. وفي انتظار القبض علي البقية الباقية من هذه الجماعة التي لا صلة لها بالإسلام.