أثار تدشين الحملة المبكرة لدعم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي مؤسس التيار الشعبي موجة من الجدل والنقاش حول مدي ملاءمة الوقت في ظل هموم وتداعيات المرحلة الانتقالية بعد موجة الثورة الشعبية الضخمة ومتطلباتها الملحة وما هي جدوي انطلاق حملات لطرح مرشحين لسباق رئاسة الجمهورية والذي يأتي في مرحلة متأخرة من خارطة الطريق حيث يسبقه اعداد الدستور والاستفتاء عليه ثم الانتخابات البرلمانية. أكد المعارضون لفكرة طرح اسماء للرئاسة في الوقت الراهن أن المواطنين ليسوا في ترف ورفاهية حتي يستطيعوا الاختيار السليم في ظل تدهور الأوضاع الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وبعد ان تخلت الدولة عن مسئوليتها في دعم الفئات الضعيفة في المجتمع.. أما المؤيدون لهذا التوجه فيرون انه من الضروري طرح شخصيات جديدة حتي لا نقع في مأزق سوء الاختيار كما حدث خلال العام الماضي خاصة ان الوجوه التي دخلت سباق الرئاسة بعد ثورة يناير اثبتت فشلها وعدم جدواها لإدارة شئون البلاد. * يري المحامي عصام شيحة عضو الهيئة العليا لحزب الوفد انه من الاخطاء الفادحة والجسيمة التي وقعت فيها ثورة 25 يناير سعي عدد كبير من القوي السياسية للاستئثار بكعكة الرئاسة مما دفع بعض القوي للتغافل عن الكثير من المشكلات والمتطلبات التي دفعت بالشعب إلي القيام بالثورة ربما كان السبب في ذلك شعورها بالوهم بأنها ستكون صاحبة الفرصة في إدارة شئون البلاد مؤكدا أن من يدعو الآن إلي الدفع وبسرعة لمرشحين لخوض معركة الرئاسة ليس لديهم وعي بأن المصريين ليسوا في ترف أو رفاهية حتي يستطيعوا الاختيار. قال انه من الخطأ تكرار نفس المنهاج وفي هذه الظروف لأن الدولة المصرية عصية علي الاستئثار حتي إذا تفهمنا سعي البعض لحجز مقعد في الانتخابات الرئاسية فيجب علي كل شخص يجد من يدعمه للترشح ان يدرس جيدا تجربة الرئيس المعزول محمد مرسي وما آلت إليه احوال المجتمع من انقسامات وأزمات لا حصر لها. اضاف ان منصب الرئاسة لم يعد مغنما فالمصريون بعد 30 يونيو تغيرت مفاهيمهم وتوجهاتهم في اختيار الرئيس الجديد ومن ثم فكل راغب في الوصول إلي هذا الموقع عليه ان يعي جيدا انه منذ لحظة اعلانه عن رغبته في الترشح سيصبح تحت بصيرة ومقصلة الرأي العام. أشار إلي وجود أولويات في هذه المرحلة الراهنة وعلي الجميع ان يتفهموا جيدا قبل التفكير في تدشين حملات لتقف وراء شخص ما أيا كانت مكانته فلدينا دستور ينبغي الوصول إلي توافق مجتمعي عليه بما يخدم مصالح المواطنين ويلبي تطلعاتهم ويحقق هوية الدولة المصرية وبما لا يشكل خطراً علي مسار التحول الديمقراطي يلي ذلك حزمة من التشريعات والقوانين المحكملة لتفسير النصوص واهمها قانون الانتخابات ومباشرة الحقوق السياسية. اضاف: ينبغي ألا تغفل حملات الترشح ان غياب الأمن يؤرق جموع المواطنين ويجعلنا في حالة قلق مستمر حقيقة لا أحد ينكر وجود خطوات جادة لكن مازال ينقصنا الكثير من العمل حتي لا تسيطر حالة الرعب علي الجميع.. كذلك الاستقرار الاقتصادي ومكافحة الفساد باجراءات عاجلة.. إذا استطعنا المضي بنجاح في تحقيق هذه الخطوات اؤكد اننا سنكون قادرين علي تدشين حملات لدعم المرشحين لماراثون الرئاسة. الحياة السياسية * عبدالحليم محجوب وكيل مجلس الدفاع الوطني السابق اشار إلي ضرورة ارساء الدولة المدنية وتطبيق مبدأ سيادة القانون وبناء مؤسسات قوية واضحة الصلاحيات مع ضرورة وجود تنسيق وتكامل فيما بينها والأهم اعطاء الشباب فرصة لتكوين رؤية وكتل سياسية تقدم فكراً جديداً للمجتمع. اضاف ان اصلاح الحياة السياسية أمر لا غني عنه وتصحيح الأوضاع الحزبية الخاطئة حتي يصبح من الممكن افراز شخصيات جديدة غير الموجودة علي المسرح السياسي الآن مؤكدا ان حجر الزاوية في أي اصلاح سياسي جاد يظل وفقا علي منع خلط الدين بالسياسة.. واخيرا لابد من ترتيب أوراق المرحلة وفقا لمقتضيات المجال السياسي حتي لا يفيد انتاج التجربة المريرة وتصفية كل ما هو جاد ومنهجي من اجل اشخاص. مرشحون بلا وزن * السفير أحمد أبوالخير مساعد وزير الخارجية السابق عضو المجلس المصري للشئون الخارجية يؤكد ان الرأي العام ليس مهيئا في هذه الظروف ومع تزايد هموم المرحلة الانتقالية الثانية لاختيار من يتولي منصب الرئيس ولاسيما ان اكثر من 90% من المرشحين السابقين ليس لهم وزن ولا قيمة. قال إن انطلاق الحملات الرئاسية مبكراً ربما تأتي بهدف ترشيح اسماء بعينها في أذهان الناس مستثمرين حالة التمزق والارهاب التي وضعت الوطن علي المسار الصعب. اوضح اننا بحاجة لقادة ورجال دولة متميزين بالحسم والاقدام يستطيعون تحمل المسئولية التاريخية دون اخطاء حتي تتحقق الحرية والعدل والكرامة علي ارض مصر وكل الاصلاحات التي طالب بها الشعب لابد من تحقيقها حتي يستقر المجتمع ويصبح مهيأ لاختيار من يحكمه. * د. حسن نافعة استاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة يري ان هذه المبادرات والحملات صورة سيئة لا يحتملها الوطن في هذا التوقيت كما أنه ينم عن تعجل وعدم دراسة للواقع ومن ثم فهو يشكل ضررا علي العمل السياسي. قال إن احترام المراحل مسألة مهمة للغاية فنحن الآن في مواجهة صعبة للقضاء علي الإرهاب كما ان هناك عملا كبيرا يتم داخل لجنة تعديل الدستور بجانب العديد من الملفات الشائكة مثل ملف فصائل الإسلام السياسي وتحقيق التوافق المجتمعي وبالتالي ليس من الحنكة السياسية البدء في طرح أية اسماء حتي ننتهي من المرحلة الحالية. مطلوب التريث * د. رفعت السعيد حزب التجمع قال: انها خطوة مبكرة جدا وجبهة الانقاذ اتفقت علي بذل الجهود للدفع بمرشح واحد يمثل القوي الوطنية والليبرالية ولكن ليس في هذا التوقيت مؤكدا انه يخشي من هذه الحملات ان تعمل بهدف فرض مواقف معينة تكون نتيجتها العناد من بعض الفصائل لذلك لابد من التريث الآن والانتظار لحين الاتفاق والتوافق حتي لا نقع في دائرة الفشل. * د. وديع غالي عضو مجلس الشوري السابق يري أن ما يحدث في هذا الصدد هو مفاهيم وافكار مرتبكة تمثل انحرافا عن الخط المستقيم نحو المستقبل الذي ننشده جميعا. اضاف اننا في غني عن تكرار تجربة اسقاط أو عزل رئيس لأننا في امس الحاجة إلي تغيير الوضع المالي والاقتصادي الحرج فقد اقترب العجز المالي إلي نحو 20% من الدخل القومي. اشار إلي ضرورة الاستفادة من التجارب التي سبقتنا اليها الدول فنحن بحاجة حاليا إلي حركة تنمية افقية تشمل جميع الطبقات بدلا من المضي في اعمال سياسية سفسطائية. اتفاق الأطياف * مارجريت عازر سكرتير عام حزب المصريين الاحرار تري ان المواطنين لديهم شغف كبير في هذه الظروف لمعرفة الشخصيات التي ترغب في الترشح للرئاسة لتحديد معالم الشخصية وتوجهاتها وسياستها تجاه تطورات الأوضاع في مصر حتي لا نقع في مأزق خطير مثل ما حدث خلال العام الماضي. طالبت بضرورة اتفاق كل الاطياف الوطنية بكل انتماءاتها وايديولوجيتها علي مرشح واحد تدعمه وتسانده حتي يستطيع المواطنون والشارع المصري تفادي عملية الالتباس والارتباك مؤكدة ان الكرة في ملعب القوي الوطنية وعليها ألا تفتت الأصوات فتضيع متطلبات وطموحات ابناء الثورة. حكم مصر * د. محمد سالمان استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة قال: علي الرغم من اننا نعيش حالة شديدة وقاسية من الارتباك علي صعيد السياسة الداخلية لكن لا مانع من تدشين حملات مبكرة تدعم بعض الشخصيات أو تطرح اسماء محددة لرئاسة مصر لأنه لابد مهما تعقدت الأمور ان يكون لدينا رئيس مدني منتخب بإرادة حرة من الشعب ويحظي أيضا بالتوافق من جموع الشعب المصري الذي دفع الثمن باهظا منذ اندلاع ثورة يناير. اضاف: ونحن نمضي في هذا المسار لحسم من يتولي رئاسة مصر لابد ان تمضي بجدية وعزم نحو تحقيق منجزات اقتصادية فالأمور وصلت إلي حد خطير لا يخفي علي أحد ولابد من النجاح في تنمية مواردنا ودفع دوران عجلة الاقتصاد القومي بخطة استثمارات عاجلة للانقاذ السريع الذي يحقق العدالة ويوفر فرص عمل جديدة والوفاء بالاحتياجات العاملة والملحة للمواطنين في سائر المحافظات. وجوه جديدة * د. هدي راغب استاذ العلوم السياسية جامعة أكتوبر.. تؤكد أن الوقت مناسب لدعم بعض الشخصيات خاصة إذا وضعنا في الاعتبار ان هناك العديد من الأسماء قامت أو توارت بعد ان اثبتت فشلها وعدم جدواها لإدارة شئون البلاد. اضافت: اننا لا ننكر صعوبة الأوضاع الداخلية وانتشار الأزمات لكن لا يمنعنا هذا عن البحث عن وجوه جديدة وجديرة وتمتلك القدرة والمبادرة والفكر القادر علي بناء الدولة من جديد. أكدت اننا بحاجة لاستبدال كل الوجوه القديمة التي طرحت انفسها بعد ثورة يناير ولم تقدم لنا سوي الشعارات والمزايدات بدون عمل علي ارض الواقع فهؤلاء مصيرهم الفشل حتي لو وقفت وراءهم ودعمتهم أية حملات.