تعيش الأغنية الوطنية حالة من الازدهار الفني الكبير هذه الأيام وذلك نظراً لملاءمتها للأحداث السياسية الجارية الان في مصر وما وجدته من إقبال شديد من الجمهور عليها. حيث ظهر في الآونة الأخيرة عدد كبير من الأغاني الوطنية التي أشعلت روح الحماسة لدي الشعب المصري ومنها أغنية "يا مصريين" للفنانة آمال ماهر. وأغنية "ست الستات" للفنان إيهاب توفيق. وأغنية "مش من بلدنا" للفنانة أنغام. و"تسلم اديك" للفنان الاماراتي حسين الجسمي وهذا إلي جانب أوبريت "تسلم الأيادي" والذي أصبح بمثابة الأغنية الأساسية في الأفراح المصرية. استطلعت "المساء" مدي تأثير الأغنية الوطنية في المجتمع المصري هذه الفترة وفي ظل هذه الظروف السياسية المتوترة. قال الشاعر عبدالرحمن الأبنودي: دائماً الأغاني الوطنية تلعب دوراً في إيقاظ الوجدان الوطني وتأتي بفكرة الانتماء ووحدة الشعب والأمة وذلك حين تتوافر بالأغنية منطلقات الصدق. ولاشك ان هناك فترات معينة لعبت فيها الأغنية دورا مهماً منها ثورة 1919 وحرب 1956 حيث تفتق فيها عقول الشعراء وتركوا أعمالا خالدة كأغنيات "الله أكبر" و"يا سلاحي" والعديد من الأغاني الأخري التي أشعلت الحس الوطني. أضاف: نحن الآن في أمس الحاجة لعمل وسماع أغان وطنية ليست غوغائية. تدور حول الحدث والظروف التي نعيشها وتعبر عن الشعب بجدية. وبالتالي علي أجهزة الدولة والاعلام الرسمي ووزارة الثقافة ان يقدموا أغاني ذات مستوي عال لان الفنون أشد الانواع تأثيرا في المجتمع بالفترة الحالية. قالت الفنانة نادية مصطفي: طول عمرنا الأغنية تحرك مشاعرنا سواء كانت دينية أو وطنية. فالفن عامة له دور كبير في تعزيز الانتماء لدينا ولها تأثير كبير في إحساسنا وخاصة في هذه الظروف الصعبة التي نمر بها. فأنا أبكي بشدة عندما أسمع "يا حبيبتي يا مصر" للفنانة شادية وعدد من الأغاني القديمة الأخري. أعرب الموسيقار هاني شنودة عن فخره بالأغاني الوطنية التي سمعها خلال هذه الفترة قائلاً: "أعتز بشدة بالأغاني التي قدمت وعبرت عن الأوضاع في مصر حالياً حيث كانت جميعها علي مستوي عال جداً وأثرت كثيراً علي مشاعرالمصريين الملتهبة بالحماس". أضاف انه لا يمكن المقارنة بين الأغاني الوطنية القديمة والاغاني الوطنية الحديثة لان لكل منها ظروفها الخاصة وفترتها. كما أنها راسخة في عقل الجمهور وبالتالي المقارنة ستكون ليست في صالح أغاني اليوم. أشار الموسيقار حلمي بكر إلي ان لكل فعل رد فعل والفن هو رد الفعل للاحداث الجارية الان حيث قال: الجمهور في حالة من التوهان وتشتيت مما يحدث في الشارع المصري ولكن هذه الأغاني الوطنية عملت علي رفع الروح المعنوية للجمهور بدلا من الاكتئاب الذي سيطر عليهم. أكد بكر ان الأغاني الوطنية الحديثة تعتبر حالة استهلاكية وذلك بخلاف الاغاني القديمة والتي نظل نسمعها الي الان لان بها قيمة كلامية ولحنية وصوتية عالية مما يجعلها تعيش في الوجدان. قال المايسترو رضا رجب: الفنان يعيش حالة من الركود والشعب أصبح متعطشاً لأي عمل وطني جديد يثير حماسه. وبمجرد إذاعة عدد من الأغاني الوطنية لاقت نجاحاً كبيراً وأقبل عليها الجمهور بطريقة كبيرة. وهذا أبسط دليل أن شعبنا يحب الموسيقي والفن ويعبران عن حالته النفسية باستمرار. أكد الناقد الموسيقي د. زين نصار ان للأغاني الوطنية دوراً كبيراً في الفترة الحالية حيث انها أشعلت الروح الوطنية لدي الجمهور وزادت من حماسته. وسنجدها أكثر نضجاً عند استقرار الأوضاع. أشار نصار الي ان الفن والموسيقي عملوا علي تأريخ الأحداث المصرية والعربية والثورات بطريقة جادة منذ أيام الملك حيث قال "الفنون تعبر عن روح الشعب فكل مشكلة تقع بها مصر نجد تعبيرا لها بالموسيقي فأحداث اتفاقية الجلاء عام 1954 تم تقديم عدة أغنيات لها. وهذا إلي جانب الروح الجديدة الشبابية التي أضافها وقتها كمال الطويل والموجي وبليغ حمدي ومكاوي علي الأغاني.